بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الولاياتالمتحدة وشركاؤها في أفغانستان، لم يعد لهؤلاء سوى رفع الراية البيضاء ومغادرة أرض معروف عنها أنها تتحرك تحت أقدام الغزاة، ولعل بوادر الفشل الأمريكي في بلاد الأفغان بدأ يلوح مع استقالة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان وتعيين خليفة جديد له. ومهما حاول البيت الأبيض تبرير هذه الإستقالة، فإن الواقع وعدد القتلى في صفوف الجنود الأمريكيين دليل على أنه لا يوجد قائد عسكري أمريكي أو غيره يمكنه السيطرة على الوضع، والنتيجة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدعي محاربتها للإرهاب في أفغانستان، جاءت للسيطرة على منطقة مهمة في آسيا، ولكنها ستخرج يوما مخلّفة وراءها جيلا جيدا من الأفغان الذين استقطبوا الكثير من الجنسيات في حربهم ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، سيكونون أكثر قوة مما كانوا عليه، وستصبح الأهداف الأمريكيةالغربية في العالم هدفا لهذه الجماعات. والمشكلة الكبيرة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم، تعاني أزمة اقتصادية وتبعات كثيرة، إضافة إلى عبء الحرب في العراق، وحتى العالم الغربي لم يعد ينظر إليها كحليف استراتيجي، خاصة في طريقة تعاملها مع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأمام هذا الإنهيار الكبير للولايات المتحدة في أفغانستان، يمكن أن نقول إن الإتحاد السوفياتي كانت نهايته أفضل من النهاية التي ستصيب أمريكا يوما، فهل حفرت أمريكا قبرها بيدها؟