يبقى شهر جويلية عبر كل الأزمان المتعاقبة رمزا للحرية والاستقلال والكرامة التي ينعم بها الشعب الجزائري، حاضرا ومستقبلا، بعدما قدم قوافل من الشهداء قربانا إلى مذبح الحرية وعلّموا المستعمر الفرنسي والعالم كيف يحترم وحدة الشعب الجزائري والتراب الوطني. وحتى تبقى الذاكرة راسخة بأذهان جيل الاستقلال والأجيال القادمة، لا تمر سنة وإلا وتحتفل الجزائر بأعيادها الوطنية الزاخرة والتي كتبها بحروف من ذهب تقديرا ووفاءا وإجلالا للمجاهدين والشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس لننعم بالحرية والعزة والكرامة. وإحياءا للذكرى ال 48 لعيدي الاستقلال والشباب، سطر مكتب وهران للمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ الفاتح جويلية برنامجا إحتفاليا متنوعا بين الأنشطة الثقافية والفنية ومحاضرات تاريخية قيمة، تخص هذه المناسبة التاريخية عبر مواقع مختلفة من تراب الولاية، حيث شرع إبتداء من أول أمس بتنشيط العديد من المحاضرات تخص الحدث التاريخي الهام الذي استطاع أن يلهب الروح الوطنية والقومية بالشعوب المستعمرة الضعيفة من دول العالم الثالث، خاصة التي اتخذت من الجزائر القدوة والعبرة لنفض المستعمر والتبعية والتحرر من قيود الاستغلال والاضطهاد والاستعمار الغاشم. وستستمر المحاضرات إلى غاية 5 جويلية، حسب ما صرحت به المديرية الولائية للمجاهدين. وفي هذا الإطار، نظمت، أمس، محاضرة بالمدرسة العليا للجمارك، كما سيلقي الأستاذ موفق محاضرة أخرى بمقر الأمن الولائي اليوم، في حين سينشط الأستاذ بوشيخي محاضرة بمقر مركز التكوين المهني بمارافال في ال 4 جويلية. كما سطرت المديرية الولائية للمجاهدين برنامجا تاريخيا وثقافيا يليق بالمناسبة المزدوجة، حيث ستكون هناك مسيرة كشفية تنطلق من ثانوية لطفي إلى غاية ساحة أول نوفمبر. وفي ذات السياق، سيستمتع الشباب والمجاهدون بعرض أفلام سينمائية خاصة بالمناسبة بمتحف السينما بوهران، إضافة إلى حفلات ساهرة عبر 14 ساحة عمومية بكل القطاعات الحضرية على مستوى وهران، لتختتم الإحتفالات الرسمية المخلدة لهذه الذكرى التاريخية بالتقاء المجاهدين والسلطات المحلية وأبناء الشهداء بمقر المنظمة يوم ال 5 جويلية للتوجه إلى مقبرة الشهداء للترحم على الأرواح الطاهرة ووضع إكليل من الزهور إنطلاقا من قناعة قوية، لأن مقام الشهيد أعلى مقامات التمجيد والتذكير. ويبقى جويلية من الأشهر المقدسة التي ترسخ قيمة الشهيد وعظمة تضحيته والمعنى الحقيقي للحرية والنصر على الإستعمار الإستيطاني الفرنسي التي استطاع الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني أن يبين للشعوب المضطهدة من دول العالم الثالث الدول الإشتراكية ثورة المليون شهيد، وهي حرب تحرير وطنية ثورية كانت نتيجتها انتزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمر أكثر من 132 عاما، لتنسحب القوات الفرنسية في الخامس جويلية 1962، كما دخلوا إليها في ال5 جويلية 1830. كما انسحبت هاته القوات من منطقة سيدي الفرج، أي من نفس المكان الذي دخلت منه، وتم في هذا اليوم تعيين أحمد بن بلة رئيسا على الجمهورية الجزائرية المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الجزائر ورجالها الأشاوس.