كشف مدير عام الوكالة الفضائية الجزائرية، عز الدين أوصديق، عن مشروع في الأفق لإطلاق قمر اصطناعي ثالث يرفع من خلاله تحديا كبيرا، وأوضح بشأنه أنه "سيتم إنجازه في الجزائر وعن طريق كفاءات جزائرية، وتكون مهمته تكميلية للقمرين الإصطناعيين السابقين، وذلك من خلال مضاعفة الدقة في التصوير وتكثيف عدد الصور الملتقطة، حيث أنه سيمكن من التقاط الصور يوميا بدل كل ثلاثة أيام". أكد مدير عام الوكالة الفضائية الجزائرية، عز الدين أوصديق، أن القمر الاصطناعي الجزائري "أسات 2 أ" الذي تم إطلاقه بنجاح، أول من أمس الاثنين، من منصة الإطلاق سريها ريكوتا بمقاطعة شيناي جنوب الهند، لرصد ومراقبة الأرض واستشعار الزلازل والكوارث الكبرى. وأوضح الرجل الأول في وكالة الفضاء الجزائرية لدى نزوله، أمس، ضيفا على القناة الثالثة، أن القمر الجديد الذي تم إطلاقه يعد أداة فعالة في مساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات السليمة تتعلق بالمخططات التنموية الإستراتيجية لمختلف القطاعات، لاسيما في اختيار مواقع البنى التحتية، خاصة بعد اكتشاف مناطق زلزالية وفيضانية كثيرة، بالإضافة إلى مراقبة سير إنجاز المشاريع ومراقبة الموانئ والمطارات والمواقع الصناعية. ومن بين مهام ووظائف القمر الجديد الذي يعتبر مكسبا هاما للجزائر، أشار أوصديق إلى أنه يمكنه تحديد خرائط المدن وحركة المرور، كما تساعد الصور الملتقطة عبر "ألسات 2 أ" كل ثلاثة أيام على رصد الأخطار المحدقة بمشاريع التنمية الريفية كالتصحر والفياضانات وحرائق الغابات ومعدلات التلوث، وهو الأمر الذي يسهل اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، خاصة بعد سلسلة الكوارث الطبيعية التي مست عددا من المناطق في الجزائر، أبرزها فيضانات باب الواد في نوفمبر 2001، وزلزال بومرداس في ماي 2003. وأضاف عز الدين أوصديق، أن "ألسات2 أ" يتميز بقدرة تصوير عالية الدقة تصل حسبه 5،2م، وتغطيته مساحة شاسعة قدرت ب 20 كلم مربع، بتكلفة إنجاز قدرت بحوالي 17مليون دولار. وكشف أن سبب اختيار الهند لتحقيق المشروع يعود إلى نجاح منصة الإطلاق بمحطة "ساتيش داوان" جنوب الهند في إطلاق 15ساتليت دون تسجيل أي فشل. وكانت الوكالة الفضائية الجزائرية قد أعلنت أمس، أن إطلاق القمر الصناعي الجزائري "ألسات 2 أ" موجه لغرض الاستشعار عن بعد والأبحاث العلمية. ويعد القمر الصناعي "ألسات 2 " ثاني قمر اصطناعي تطلقه الجزائر لرصد ومراقبة الأرض بعد القمر الصناعي الأول "ألسات 1 " الذي أنجز بالتعاون مع المركز الفضائي البريطاني، وأطلق بتاريخ 28 نوفمبر 2002 من محطة فضائية في روسيا بحضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بتكلفة قدرت ب 11 مليون دولار أمريكي.