كشف المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية عز الدين أوصديق أمس أن الهيئة التي يديرها تعتزم إطلاق قمر اصطناعي ثالث والذي سيتم إنجازه في الجزائر من طرف مختصين جزائريين ذوي كفاءة عالية في الأشهر القليلة المقبلة، والذي سيمكن من تكملة مهمة القمرين الاصطناعيين السابقين وآخرهما"ألسات 2 أ" الذي تم إطلاقه أول أمس، وهو ما سيتيح مضاعفة الدقة في التصوير زيادة على تكثيف عدد الصور الملتقطة يوميا بدل كل ثلاثة أيام. وهو ما يندرج في إطار تنفيذ البرنامج الفضائي الجزائري لتطوير الأبحاث والتقنيات الفضائية المقرر استمراره حتى آفاق سنة 2020 والذي تمت المصادقة عليه من طرف الحكومة في نوفمبر 2006 بتكلفة 82 مليار دينار عن طريق الشراكة مع الوكالة الروسية "روس موسكوس" بهدف تحسين وتطوير برنامج الفضاء الجزائري عن طريق إطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية ودعم جهود حماية البيئة ومكافحة التصحر إضافة إلى تحسين قطاع الاتصالات. وأوضح المتحدث في حديثه للقناة الإذاعية الثالثة أن القمر الاصطناعي الجزائري "ألسات 2 أ" الذي تم إطلاقه بنجاح من منصة إطلاق في جنوب الهند والذي بلغت تكلفته الإجمالية 17 مليون دولار، سيضطلع بمهمة رصد ومراقبة الكرة الأرضية والتنبؤ بالزلازل والكوارث الكبرى، كما سيسمح بمساعدة الحكومة الجزائرية على اتخاذ القرارات السليمة المتعلقة بالمخططات التنموية الإستراتيجية لمختلف القطاعات وخاصة في اختيار مواقع البنى التحتية، خاصة وأن الجزائر تعرف الكثير من المناطق الزلزالية ومناطق أخرى تعاني من الفيضانات طوال العام، كما سيساعد حسبه على مراقبة وتيرة إنجاز المشاريع وحراسة ومراقبة بعض الهياكل الهامة كالموانئ والمطارات والمواقع الصناعية، يضاف إلى ذلك قدرته على تحديد الخرائط وسير حركة المرور. ومن جهة أخرى أوضح السيد أوصديق أن الصور التي يلتقطها هذا القمر الاصطناعي الجديد كل ثلاثة أيام ستسمح برصد كل المخاطر التي تهدد مشاريع التنمية الريفية كحرائق الغابات والفيضانات والتصحر والتلوث أيضا، وذلك للسماح باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لتجنب ما حدث سابقا في بعض جهات الوطن بسبب الكوارث الطبيعية، وخاصة فيضانات باب الواد بالعاصمة في نوفمبر 2001 وزلزال بومرداس في ماي 2003. وفي تفصيله لمميزات وقدرات القمر الاصطناعي الجديد "ألسات 2 أ" الذي تم انجازه بمساعدة تقنية من مختصين أوروبيين، أكد مدير وكالة الفضاء الجزائرية أنه يتميز بقدرة تصوير عالية الدقة تبلغ 2.5 متر كما يمكنه أن يغطي مساحة واسعة تقدر بحوالي 20 كلم مربع، مضيفا أن سبب اختيار الهند لإطلاق هذا القمر الاصطناعي يعود إلى نجاح منصة الإطلاق بمحطة "ساتيش داوان" في جنوب الهند في إطلاق 15 قمرا صناعيا آخر بنجاح ودون تسجيل أي مشاكل. وللإشارة فقد أطلقت الجزائر ثاني قمر اصطناعي لها "ألسات 2 أ" أول أمس من قاعدة جنوب الهند والذي سيوجه للقيام بمهمة الاستشعار عن بعد والأبحاث العلمية، وذلك بعد القمر الاصطناعي الأول "ألسات1" الذي أنجز بالتعاون مع مختصين روس وبريطانيين والذي تم إطلاقه في 28 نوفمبر 2002 من محطة فضائية في روسيا بحضور رئيس جمهورية عبد العزيز بوتفليقة والذي كلف انجازه 11 مليون دولار.