من بين أهم النباتات التي سعد الكثير بها وامتلأت بها الصحراء خاصة ولاية البيض "الكماء" أو كما يسمى محليا وشعبيا ب"الترفاس" وباتت عدة مناطق محجا حقيقيا لمختلف فئات المجتمع رجال، نساء، أطفال وباتت العائلات بالمنطقة تنظم خرجات دورية في نهاية كل أسبوع للتجول بالصحراء وجلب الترفاس الذي بات يصدّر منه إلى خارج الولاية وإلى مختلف جهات الوطن وبالأخص الولايات الشمالية بأطنان معتبرة وبشكل يومي.. وقد دفع الإقبال الكبير عليه من مختلف مناطق الوطن إلى ظهور سوق قارة ودائمة به ببلدية البنود تدخلها يوميا مئات الأطنان منه وعلى مدار الساعة، حيث يبدأ التسوق به حسب جولة قادتنا إلى هناك بداية من الساعة الرابعة صباحا إلى غاية مغيب الشمس ويقبل عليه تجار من مختلف جهات الوطن حسبما دل على ذلك ترقيم السيارات التي صادفناها بالمكان. وقد عاينا الفارق الشاسع في الأسعار بالمكان وبين ذلك الذي يعرض بمختلف بلديات الولاية الأخرى وبالأخص عاصمة الولاية، البيض، فالسعر المرجعي بسوق بلدية البنود يتراوح بين 100 دج و150 دج بينما نجد سعره في مدينة البيض على سبيل المثال يفوق ال 300 دج وذلك بفعل المضاربة وجشع السماسرة.. ورغم ذلك فلا يكاد يخلو سوق سواء يومي أو أسبوعي بمختلف بلديات الولاية منه فهو معروض للبيع بالأرصفة وبالمتاجر وعلى قارعة الطرق الولائية والوطنية. وبالمقابل، فلا تكاد تخلو مائدة من موائد البيضيين منه وحتى الأطباق والماكولات باتت تتزين به وبات بالنسبة للكثير من العائلات البديل المهم واللازم للحم الذي تتجاوز أسعاره هذه الأيام بمجازر الولاية ال800 دج. هو شفاء من كل داء ولا تقتصر منافع "الترفاس" على الناحية الغذائية، بل هو شفاء ودواء كما هو متعارف عليه بالمنطقة ومتوارث من السنّة النبوية، ف"الترفاس" يستعمل لشفاء العين من الرمد، العمش وقصر النظر، حيث يقول العارفون بالمادة إن عصر ماء الترفاس في عين المريض يتأتى منه الشفاء بإذن الله. وتختلف أنواع "الترفاس" حسب معاينتنا إلى أنواع عديدة، فمنه الأحمر، الأبيض، إلا أن أحسن الأنواع بالاتفاق هو ذو اللون الأحمر والذي ينتشر بصحاري ولاية البيض وسعره يكون في الغالب أغلى من سعر النوع الأبيض وهو الذي يعرف إقبالا كبيرا من لدن التجار السوريين الذين غزوا المنطقة بقوة، حيث يقومون بتصديره إلى الخارج. وقد أكد لنا أحد الموّالين ببلدية البنود، الحاج محمد بوسيف، أنه جمع لهم في يوم واحد أكثر من 75 قنطار حولوها إلى العاصمة.