تشهد الأسواق الشعبية بولاية الأغواط هذه الأيام رواجا غير مسبوق لمحصول " الترفاس " المتوفر بكميات معتبرة بالجهة هذا الموسم بفعل تساقط كميات معتبرة من الأمطار التي تهاطلت خلال الأشهر القليلة الماضية على المنطقة. كما تعود هذه الوفرة لهذه الثمرة الصحراوية التي تغرق أيضا معظم الأسواق المحلية بالجنوب عموما إلى لجوء الكثير من التجار لجلب هذه المادة الاستهلاكية "المفضلة" لدى سكان المنطقة من مناطق أخرى من الوطن كونها سلعة تدر أرباحا " مغرية" في ظرف وجيز . وأوضح في هذا الخصوص أحد التجار بأن جل الكميات المعروضة حاليا في الأسواق من ثمرة " الترفاس" أو " الكمأة " يتم جلبها من نواحي "وادي الناموس" ومناطق مختلفة من البيض والنعامة و تقرت ( وادي ريغ) . ويقوم مالكو الشاحنات من التجار بجلب هذه المادة الغذائية " الشهية" من تلك المناطق وبيعها لتجار التجزئة بالجهة الأمر الذي سبب في تسجيل حالات كثيرة من " المشاداة الكلامية " والمنافسة التجارية المحمومة بين هؤلاء التجار أثناء عمليات البيع بالمزايدة في أسواق الأغواط . وعلى الرغم من هذه الوفرة لهذه البضاعة فإنه يلاحظ غلاء لأسعار "الترفاس" حيث لا زال سعرها يتراوح بين 250 دج و800 دج للكلغ الواحد وذلك بحسب الحجم والنوع وهنا يميز الزبائن بين ثلاثة أنواع من الكمأة فمنها نوع "الترابي " وهو أجودها على الإطلاق وذات اللون " الأحمر" أ و " الأبيض" هذا النوع ينعته السكان المحليون ب " بلهورش". وتثير عملية جني وجمع ثمرة " الترفاس " غريزة الربح السريع لدى التجار وأعوانهم و ذلك ما يلاحظ في تنقل أعداد كبيرة منهم إلى البراري وأعماق الصحراء في مشهد قد يشبه إلى حد ما حالات " الهيستيريا" . ويصنع هذه الحالات أفواج التجار والشباب الذين يتنقلون فرادى وجماعات بين البراري وأعماق الصحراء وفي مواقع متناثرة بحثا عن هذا " افطر الصحراوي الشهي" ليصنعوا أجواء أشبه ما تكون بأجواء حملات " الصيد". وتصر العائلات الأغواطية على إقحام ثمرة " الترفاس " في جل أطباقها للإستمتاع بمذاقه مستعملة عدة طرق في استهلاكه من الطبخ في الماء إلى المرق وتقديمه ك "الرفيس" نسبة لهذه الأكلة الشعبية المعروفة بالأغواط. وذكر أحد المترددين على سوق وسط مدينة الأغواط أنه اضطر إلى الاستغناء عن بعض المواد الاستهلاكية للتمكن من شراء " الترفاس " لما يحتويه من فوائد غذائية من جهة ولعدم إضاعة فرصة توفره بهذه الأحجام والأشكال . ورغم المخاطر الصحية التي قد تنجم عن تناول " الترفاس" في حالة انعدام المراقبة إلا أنه يبقى الأكلة المفضلة لدى الجميع و يشكل "موضة" الأسواق الشعبية بالأغواط بامتياز على الأقل في هذه الفترة من السنة.