بدأت أعمال مؤتمر الدول المانحة لأفغانستان في العاصمة كابل، لبحث قضايا تتعلق بدعم التنمية والاستقرار، بما في ذلك وضع خارطة طريق لتسليم ملف المهام الأمنية إلى السلطات المحلية. وشارك في المؤتمر أكثر من سبعين مندوبا دوليا بينهم 40 وزير خارجية على رأسهم الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الإيراني منوشهر متكي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يترأس المؤتمر مع الرئيس الأفغاني حامد كرازاي. وجرت أعمال المؤتمر وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث زجت القوات الحكومية والدولية أعدادا كبيرة من جنودها في شوارع العاصمة كابل، تحسبا لاحتمال تعرض مقر المؤتمر بوزارة الخارجية لأي هجوم محتمل من قبل طالبان التي صعدت من هجماتها مؤخرا ضد قوات الناتووألحقت بصفوفها خسائر كبيرة، حيث أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مقر الوزارة. وناقش المؤتمر الذي استمر يوما واحدا، الوضع الراهن في أفغانستان، حيث طالب كرزاي مزيدا من المساعدات المالية، اذ سبق وأن خصصتها الدول المانحة بقيمة 13 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، كي تذهب إلى خزينة الحكومة مقابل مهلة تمتد ستة أشهر لتقويم أداء الحكومة في جميع المجالات وعلى رأسها مكافحة الفساد. وفي هذا السياق عرض المسؤولون الأفغان على المشاركين في المؤتمر مقترحاتهم لتطوير أداء الحكومة وتحسين الاقتصاد والتنمية الاجتماعية وسيادة القانون وتطبيق العدالة واحترام حقول الإنسان، وحسن توظيف واستغلال المساعدات الدولية. كما طالبت الحكومة الأفغانية المشاركين في المؤتمر بدعم برنامج جديد لتشكيل شرطة محلية مسلحة في المناطق الريفية "على غرار مجالس الصحوات في العراق" وتحديدا المناطق النائية التي لا ينتشر فيها الجيش الأفغاني أوالقوات الدولية. لا سيما في ظل هجمات طالبان التي كثفت من عملياتها، فضلا عن سيطرتها لجزء كبير من البلاد . وناقش المؤتمر خارطة طريق لتسليم المهام الأمنية إلى الأجهزة الأفغانية بحلول العام 2014، أي بعد ثلاث سنوات من بدء تقليص الوجود الدولي العسكري في أفغانستان بحسب أجندة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكوفراتيني المشارك في المؤتمر قد أكد،أنه لا يوجد لدى الدول الغربية مانع لدمج عناصر حركة طالبان شريطة تخليهم عن العنف نهائيا. فيما عززت كلينتون هذا التوجه في تصريح صحفي لها من باكستان قائلة :" إن الولاياتالمتحدة ستنصح الأفغان بالتعامل مع العناصر "التي تؤمن بمستقبل آمن وسلمي". وهي التصريحات التي جاءت في الوقت الذي تشهد فيه القوات الأمريكية خسائرة فادحة في عدد الجنود على أيدي طالبان، مما دفع بالادارة الأمريكية للتودد إلى طالبان للتحاور معها والتوقف عن الهجمات المسلحة ضد الناتو.