انطلقت امس أعمال المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان بمشاركة إيرانوالولاياتالمتحدة التي أعلنت أنها ستطلب مساعدة طهران لتحقيق الأمن في أفغانستان لكنها لن تدخل في محادثات مباشرة معها، في الوقت الذي طالب فيه حلف الناتو أعضاءه بدعم الإستراتيجية الأميركية في ذلك البلد.يشارك في المؤتمر الذي بدأ أعماله امس في مدينة لاهاي الهولندية 27 دولة تضم جميع الدول المجاورة لأفغانستان بما فيها إيران وجميع الدول المشاركة في إطار القوات الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة.ومن المنتظر أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بافتتاح المؤتمر بحضور الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي أعرب في تصريح الاثنين عقب وصوله إلى لاهاي عن تفاؤله بنتائج المؤتمر وقدرته على تجديد الدعم لتحقيق الأمن والاستقرار في بلاده.ووفقا لمصادر إعلامية، سيطلع المشاركون في المؤتمر على عرض شامل تقدمه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن الإستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما يوم الجمعة الماضي والتي تتضمن إرسال 17 ألف جندي إضافي وأربعة آلاف مستشار عسكري بالإضافة إلى مئات المدنيين للعمل في مجال التنمية.وعلى الرغم من أن مؤتمر لاهاي لن يكون مخصصا لجمع الأموال لصالح أفغانستان على غرار المؤتمرات الدولية السابقة أو كما هو متوقع في قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة، من المتوقع أن تعلن وزيرة الخارجية الأميركية الثلاثاء عن تقديم معونة عاجلة قدرها أربعون مليون دولار لصالح صندوق الأممالمتحدة من أجل الإعداد للانتخابات الأفغانية الرئاسية التي ستجرى في اوت المقبل.وبخصوص مشاركة إيران في المؤتمر، أشارت كلينتون إلى رغبة واشنطن بالحصول على مساعدة طهران بشأن أمن الحدود ومكافحة المخدرات في أفغانستان، نافية في الوقت ذاته وجود أي مخطط للقاء مهدي أخوندزاده نائب وزير الخارجية الإيراني الذي سيمثل بلاده في مؤتمر لاهاي. كما قللت الوزيرة الأميركية -في تصريح للصحفيين على متن الطائرة التي أقلتها إلى لاهاي الاثنين- من حجم التوقعات أو الآمال المعلقة على أول اتصال رسمي لها مع مسؤولين إيرانيين على هذا المستوى على الرغم من إشادتها بما سمته التعاون الإيراني مع الولاياتالمتحدة عقب غزوها أفغانستان عام 2001 عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبرل.وشددت كلينتون على أن التعاون الإيراني في مجال أمن الحدود ومكافحة المخدرات في أفغانستان يصب أيضا في مصلحة الجمهورية الإسلامية، مشيرة إلى اهمية الدور الكبير الذي يمكن لطهران أن تلعبه في عدد من المجالات.بيد أن كلينتون تحاشت الرد على سؤال بشأن الموقف الأميركي بخصوص احتمال فرض مزيد من العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي، واكتفت بالقول "سنواصل تركيزنا على أفغانستان وهذا هو هدف المؤتمر".من جهة أخرى، طالب ياب دي هوب شيفر -الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) المنتهية ولايته- الاثنين الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف عدم تخفيض جهودها العسكرية في محاربة حركة طالبان في أفغانستان، مؤكدا أن حرب أفغانستان لا تخص أميركا فقط بل هي حرب المجتمع الدولي بأكمله.وقال شيفر -الذي كان يتحدث في مقابلة تلفزيونية في بروكسل- إنه يتعين على كل عضو في حلف الناتو "ضخ مزيد من الموارد في المهمة" لكن إذا تعذر ذلك في المجال العسكري... وإذا تعذر القيام بذلك على الجانب العسكري، فيمكن مد يد العون في المجال المدني. يشار إلى أن الحرب في أفغانستان ستكون من أهم المواضيع التي ستبحثها قمة الحلف يومي الجمعة والسبت المقبلين والتي من المنتظر أن يستعرض فيها الرئيس الأميركي الخطوط العامة لإستراتيجيته الجديدة في أفغانستان.