تشهد قوات الناتوفي أفغانستان حالة طوارئ وهلعا كبيرا، بعد فقدان جنديين أمريكيين الأمر الذي أدى بالحلف إلى تسخير قواته من طائرات وقوات للبحث عن الجنديين اللذين فقدا الجمعة شرق أفغانستان، فيما تضاربت الأنباء بشأن مصيرهما بعدما تعددت تصريحات حركة طالبان بشأن وجود الجنديين. حيث جاء فقدان الجنديين بينما قتل خمسة آخرون أول أمس في تفجيرين جنوبأفغانستان. وشرع الناتو الذي تسوده حالة هلع كبير، في عملية بحث شاركت فيها طائرات ومركبات وسط أنباء عن أن أحدهما قد يكون قد توفي جراء الإصابة. في حين ذكرت قوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التي تقودها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي إن الجنديين فقدا بعد مغادرة قاعدتهما في العاصمة كابل في سيارة يوم الجمعة. وأوضحت إيساف في بيان لها، أنها أرسلت قوات ومركبات وطائرات للبحث عنهما وعن مركبتهما، حيث عرضت "إيساف" مكافأة مالية قيمتها 20 ألف دولار. مقابل معلومات عن الجنديين الذين اختفيا . وتضاربت التصريحات بشأن ما إذا كانت طالبان قد أسرت الجنديين المفقودين. حيث قال مسؤول أفغاني محلي إن من المحتمل أن يكون مقاتلو طالبان قد قتلوا أحدهما وأسروا الآخر، بعدما ظلا الطريق جنوبي كابل. إلا أن التصريحات التي تنقلها وسائل الإعلام عن المتحدثين باسم طالبان بدت متضاربة، حيث أنكر المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد أن يكون الجنديان في حوزة حركته. فيما أفادت وسائل إعلامية فرنسية، إن مجاهد نفسه كان في وقت سابق قد أوضح أن الجنديين أسيران لدى الحركة وزود وسائل الإعلام بأوصافهما، خلافا لما قاله لاحقا من أن طالبان لا تؤكد أسرهما. في ذات السياق أعلن ضباط في الناتو لم تكشف أسماءهم، إن طالبان لم تتصل بالحلف لتعلن مسؤوليتها عن الاختطاف، وتقدم بالتالي مطالب مقابل تحريرهم. في حين أن وكالة رويترز ذكرت نقلا عن متحدث باسم طالبان، إن قادة المقاتلين بالحركة أفادوا بأن الجنديين محتجزان وأن ثالثا قتل، إلا أن بيان إيساف لم يشر إلى وجود جندي ثالث. يذكر أنه يوجد جندي آخر يعتقد أن طالبان تحتجزه بعد أسره في جوان الماضي، وأصدر خاطفوه مرارا تسجيلات مصورة يندد فيها باحتلال أفغانستان . وأعقب اختفاء الجنديين مقتل خمسة جنود أمريكيين في تفجيرات وقعت في جنوبأفغانستان أول أمس، حيث تصعد القوات الدولية عملياتها ضد طالبان. هذه الأخيرة التي صعدت هي الأخرى من ضرباتها الموجعة ضد الناتو، ملحقة في صفوفه خسائر فادحة في الأرواح .حيث كان الشهر الماضي أشد الشهور دموية على القوات الأجنبية في الحرب التي مضى عليها نحوتسعة أعوام بأفغانستان، بسقوط أكثر من 100 قتيل.