في تحول غريب لخطابه وتعامله مع الجزائر ابدى وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر ليونة في تصريحاته المعادية للجزائر حيث نفى ما نسب اليه في تصريحات سابقة بأنه قال بأنه يتوجب على جيل الثورة ان يرحل حتى تتمكن الجزائروفرنسا من بناء علاقات طبيعية" معتبرا ان الصحافة أخطأت في نقل تصريحاته ، وحولت كلامه واساءت فهمه. واعتبر كوشنر خلال استضافته في حصة " في الصميم " التي تبثها قناة " البي بي سي " مساء الاثنين أن ما قاله بالتدقيق "أن جيل الثورة لا يمكنه أن ينسى ما حدث" وفي السياق ذاته أضاف كوشنر أن القضية تتعلق بذكريات مؤلمة وقاسية ولا يمكن لجيل الثورة تجاوزها معتبرا أن هذا ما قاله بالتحديد ، أما ما تناقلته وسائل الإعلام فلا أساس له من الصحة ، متهما وسائل الإعلام بأنها أساءت فهمه ، وذكر كوشنر أنه كرجل جايل عصر رجال الثورة، كان من الذين دعموا استقلال الجزائر، كما اوضح وزير خارجية فرنسا أنه التقى مؤخرا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولم يفتح معه ملف تصريحاته التي يزعم ان الاعلام اولها ، مردفا بالقول ان الجزائريين يعرفونه ويعرفون دعمه للقضية الجزائرية ابان الثورة التحريرية ، وواصل المسؤول الفرنسي تصريحاته قائلا " أنه يتعين على الجيل الحالي أن ينسى ما حدث إذا كان بإمكانه ان يفعل ذلك " في إشارة منه الى طي صفحة التاريخ وطي صفحة الاعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر، وفي رده عن موقفه من حظر النقاب في فرنسا، اعتبر كوشنر انه شخصيا لم يوافق على القانون إلا بعد تفكير وفي آخر لحظة، معتبرا ان موقفه من النقاب جاء موافقا لمواقف الجمعيات الاسلامية وقياداتها في فرنسا التي وافقت على حظره، واصل كوشنر قوله ان النقاب لم يأت ذكره في القرآن، وان القانون في صميمه جاء ليحمي المرأة من الإضطهاد ويضمن لها حريتها، مؤكدا ان نسبة ضئيلة جدا من النساء المسلمات من رفضن القانون، وفي قضية الصحراء الغربية، جدد الوزير الفرنسي موقف بلاده الاستعماري الداعم للطرح المغربي، معتبرا ان ذلك كفيل بحل القضية، ويبدو من خلال هذه التصريحات المتناقضة لوزير الخارجية الفرنسي، أن موقف الجزائر الحازم، ورفض الرئيس بوتفليقة استقباله أكثر من مرة في الجزائر ، خاصة انه اصبح الشخصية الفرنسية الأكثر كرها في الجزائر جعلت كوشنر يراجع مواقفه من الجزائر حتى وان اصر على موقف بلاده الداعم للطرح الإستعماري المغربي .