ازدادت حركة التنقل بين ولايتي جيجلوبجاية صعوبة، خلال الصيف الجاري، وخاصة على مستوى المحور الرابط بين زيامة منصورية وملبو التابعة لإقليم بجاية، وهذا بسبب الأشغال الجارية لإنشاء نفقين بهدف القضاء على أهم نقطة سوداء كثيرا ما عرقلت حركة المواصلات بين الولايتين. ولم تجد السلطات المختصة إلا الغلق النهائي لمحور الطريق المذكور الممتد على مسافة تزيد عن 30 كلم سوى تحويل حركة سير المركبات على مستوى طريق جبلي يتميز بشدة الانحدار والضيق، حيث صار المسافرون والسائقون على حد سواء يقطعون الطريق المذكور بشق الأنفس. وفي ظل معاناة حقيقية، نتيجة الحركة الكثيفة للسيارات المرقمة في مختلف الولايات، ناهيك عن الأجواء الحارة التي أنهكت مختلف الفئات المسافرة أو المتنزهة من المصطافين الذين يقضون أيامهم الصيفية على الشريط الساحلي الممتد بين الولايتين، لا سيما وأن قطع الطريق الجبلي الوعر المذكور يتطلّب أزيد من ساعة أمام أشعة الشمس الحارقة، وهذا في الحالات العادية. على اعتبار أن تعطّل أي مركبة أو ارتفاع درجة حرارة محركها بسبب السير البطيء لضيق الطريق وشدة انحداره وكثرة عدد السيارات والشاحنات عادة ما يؤدي إلى توقيف حركة السير لعدة ساعات، وهو ما أدى إلى استياء الجميع وأثار غضب المسافرين والمصطافين، الذين لم يفهموا سر اختيار السلطات المعنية بالأشغال هذا الفصل بالذات لتحويل حركة السير، وهو المعروف بالازدحام وكثافة حركة المرور. والطامة الكبرى - حسب تصريح العديد من السائقين الذين تحدثنا إليهم في عين المكان - هو غياب أعوان الأمن المكلفين بتسهيل حركة المرور على مستوى الطريق الجبلي المذكور، حيث يتطوع المواطنون العابرون له بتوجيه السيارات في النقاط الوعرة والخطرة إلى حد أن السائقين يلتزمون بالسرعة الأولى فقط خشية الاصطدام أو الانزلاق نحو الهاوية أو البحر. وفي ذات السياق، أوضح لنا مواطنون يقطنون بالمنطقة بأن الطريق المذكور يخلف يوميا حوادث عديدة أغلبها خفيفة بسبب ضيق المسلك وما يخلفه ذلك من ملاسنات ومشاجرات بين السائقين. وللإشارة تحصلنا على معلومات او احصائيات من مديرية الأشغال العمومية بولاية جيجل تؤكد بأنه سيتم القضاء على آخر نقطة سوداء في الطريق الوطني الرابط بين ولايتي جيجلوبجاية ريثما تنتهي الأشغال من إنجاز النفقين اللذين يعتبران من أهم الإنجازات المحققة في ميدان الأشغال العمومية على مستوى الولايتين المتجاورتين.