بدأت أمس في معتقل غوانتانامو محاكمة الشاب الكندي السجين عمر خضر بتهم القتل و"الإرهاب"، بعد أن حكم قاض عسكري أمريكي أول أمس بأن الاعترافات التي أدلى بها عمر خضر للمحققين يمكن أن تستخدم كدليل يدينه. على حد قوله. ورغم تأكيدات الدفاع أنه تم الحصول على هذه الاعترافات بشكل غير قانوني من خلال التعذيب والقسوة ومطالبته للقاضي بعدم الأخذ بها، فقد رفض القاضي ذلك الطلب. وخلال الجلسة التمهيدية الأخيرة التي جرت أول أمس، فاجأ القاضي العسكري باتريك باريش الحضور، برفض طلب الدفاع عدم الأخذ بالاعترافات التي أدلى بها خضر في المعتقل في بغرام بأفغانستان وفي غوانتانامو، أساسا للاتهام، ولم يوضح القاضي حيثيات قراره. واعترف أحد المحققين قبل أشهر، بأنه استجوب عمر خضر وكان يومها في ربيعه الخامس عشر، بينما كان راقدا على سرير نقال إثر خضوعه لسلسلة عمليات جراحية مؤلمة جراء إصابته بشظايا قذيفة هاون خلال المعركة التي أدت إلى اعتقاله. وأصيب خضر في كتفه وعينه اليسرى. ويؤكد أنه حرم من النوم وعلق لساعات في أوضاع مزعجة، وتم تهديده بالاغتصاب والقتل. وبموجب التعديلات التي أقرها الكونغرس بات محظورا على المحاكم العسكرية الاستثنائية قبول اعترافات انتزعت تحت وطأة الإكراه، الا أنه يعود إلى قاضي المحكمة أن يقرر ما إذا كانت درجة الإكراه الذي تعرض له المتهم لدى انتزاع إفادته كافية لإلغاء إفادته أم لا. وبدأت محاكمة خضر بتهم منها القتل والتآمر من أجل "الإرهاب" فعليا أمس، في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج غوانتانامو في كوبا، مع اختيار أعضاء لجنة المحلفين التي تضم خمسة ضباط على الأقل، على أن تبدأ المرافعات اليوم. وستكون محاكمة خضر المولود في تورونتو والذي يعد أصغر معتقلي غوانتاناموأولى محاكمات جرائم الحرب منذ الحرب العالمية الثانية التي يحاكم فيها شخص على جرائم يقال إنه ارتكبها عندما كان حدثا. ويبلغ خضر من العمر الآن 23 عاما، وقضى أكثر من ثلث عمره في معتقل غوانتاناموالتابع للبحرية الأمريكية شرقي كوبا، وهويواجه خمس تهم قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهو آخر غربي لا يزال مسجونا في غوانتانامو. وقال محامي خضر الكندي دنيس أدني، إن المحاكمة "شابها التزوير من أجل إدانته، وإن الحكومتين الأمريكية والكندية سوف تستخدمان إدانته الحتمية دليلا على أن خضر يستحق سوء المعاملة"، كما اعتبر الحكومة الكندية "خسيسة، وتتطلع إلى إدانة عمر خضر لتبرير موقفها على مدى السنين. وتعد محاكمة خضر أولى المحاكمات العسكرية الاستثنائية في عهد الرئيس باراك أوباما، وستجري في "مجمع العدالة" الذي أنفقت عليه إدارة سلفه جورج بوش 12 مليون دولار في القاعدة البحرية الأمريكيةبكوبا.