سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصريون أشرفوا على تعذيبنا في المعتقل والأمريكيون خوفوني من العودة إلى الجزائر “الفجر” في ضيافة العائد من غوانتانامو إلى باتنة، الجزائري ناجي عبد العزيز وتنقل هول ما عاناه هناك
بكثير من الحسرة والآلام التي صاحبت استرجاعه ذكريات أبشع من الكوابيس، عاشها في معتقل غوانتانامو، تحدث الجزائري ناجي عبد العزيز، المفرج عنه مؤخرا ل “الفجر”، عن ظروف اعتقاله في باكستان سنة 2002، وتحويله بعدها إلى معتقل غوانتانامو، وأساليب التعذيب والتنكيل التي تعرض لها أثناء التحقيق في التهم التي وجهت إليه، وأنواع الاستفزازات داخل المعتقل العار، قبل أن يرحل إلى الجزائر ويعود إلى حي بوعقال الشعبي بولاية باتنة، أين استقبل “الفجر” في مسكنه العائلي. عرضت علي إغراءات مادية، سكن، سيارة وتجنس مقابل العمل مع الاستخبارات الأمريكية استقبلت في العاصمة بحفاوة وأمضيت 10 أيام لاستكمال التحقيق، ولم أتعرض لأية مضايقات - اكتشفت كذب أمريكا حين أخبرني جنودها في غوانتانامو أن الحكومة الجزائرية ستقتلني البداية بتأشيرة “عمرة “ إلى البقاع المقدسة قال ناجي عبد العزيز، البالغ من العمر 35 سنة، ل”الفجر”، إن طريقه إلى معتقل غوانتانامو كانت قبل عشر سنوات تقريبا، حين قرر التوجه إلى الشيشان للمشاركة في الحرب ضد روسيا بمحض إرادته ودون مساعدة من أية جهة أو طرف للوصول إلى هناك، وارتأى عبد العزيز أن يتخذ من السعودية نقطة عبور إلى الشيشان، حيث أوضح قائلا: “خرجت من الجزائر بتأشيرة عمرة، ولم يكن في نيتي أداء المناسك، بل ظننت أن السعودية ستكون النقطة المثلى للعبور إلى الشيشان، وكما هو معروف، فإن مدة التأشيرة لا تزيد على 15 يوما، لذا حاولت خلال تلك المدة الخروج من السعودية نحو سوريا ومنها إلى تركيا، ثم جورجيا عبر الحافلة”. وأضاف ناجي عبد العزيز “السلطات السعودية منعت تنقلي عبر الحافلة وأخبروني أني أتيت بالطائرة، ويجب أن أغادر السعودية بنفس الوسيلة، لتنطلق منذ ذلك الحين مطاردتي من طرف مصالح الأمن السعودية، بعد أن رفضت العودة إلى الجزائر، وأصررت على مواصلة الطريق رغم الصعوبات التي كنت ألقاها هناك”، “لم أكن أملك النقود، ولا أمارس أي عمل”، باعتبار أن أي نشاط داخل المملكة، يتم تحت إشراف السلطات، وقال”أصبحت في وضعية لا تسمح لي بالتنقل بحرية، ولازمت حينها الحرم الشريف خوفا من الوقوع في أيدي الشرطة”. هربت من مطاردات البوليس السعودي واعتقلت في باكستان يضيف الجزائري ناجي ل “الفجر”: “حدث ذات يوم أن فررت بأعجوبة من عملية مطاردة وتسللت داخل الحرم، أين ساعدني صديق سعودي على الاختباء، ونصحني بالعودة إلى الجزائر، لكنني أخبرته برغبتي في الذهاب إلى الشيشان، فدلني على جماعة خيرية اسمها “لاشكر طيبة”، تساعد الفقراء والمحتاجين، يوجد مقرها في إحدى المدن الباكستانية، ومنحني مبلغ 200 ريال مصاريف للسفر إلى هناك”، وكان ذلك فعلا، بعد أن ساعدني هذا الصديق في إيجاد طريقة للسفر برا، وتنقلت بعدها من مدينة كاراتشي إلى إسلام آباد، ثم مدينة لاهور، بمساعدة أحد الباكستانيين، الذي أخذني إلى قرية صغيرة بها جماعة يحملون أسلحة خفيفة ويقيمون في خيام متفرقة”، وقال “مكثت بينهم 4 أشهر، ثم حاولت التسلل إلى كشمير، غير أنني أصبت في انفجار لغم، وفقدت ساقي اليمنى”. “كانت العودة بعدها إلى مدينة لاهور - يقول عبد العزيز - أين مكثت مدة 10 أشهر، فكرت خلالها في الزواج، فدلني أحد الباكستانيين على منطقة اسمها بيهاور، وقال لي إن هناك أحد الجزائريين سيساعدك على الزواج، والتقيت ذلك الجزائري في بيهاور، وبقيت بصحبته طيلة 15 يوما إلى أن تم إلقاء القبض علينا من طرف القوات الخاصة، التي سلمتنا إلى الجنود الأمريكيين. وكانت وقتها المنطقة تعرف موجة اعتقال كبيرة وإصرارا من طرف الأمريكان على ملء السجون، حيث تزامن إلقاء القبض علينا، مع توقيف 15 عنصرا من مؤسسة التراث المعروفة دوليا بنشاطاتها الخيرية وكفالتها للأيتام. وكانت المؤسسة تتعرض لمضايقات من طرف القوات الأمريكية، بعد أن اتهمتها بأنها منظمة إرهابية تعمل على إعداد الإرهابيين، أي الأيتام، حسبهم، لحمل السلاح ضد أمريكا في وقت ما”. حقق معي مصريون واتهموني بأنني خبير في المتفجرات ويستطرد عبد العزيز ناجي خلال الجلسة التي جمعته مع “الفجر”، وبعد أن يستعيد تفاصيل ما حدث له منذ تسليمه للقوات الأمريكية أول مرة: “جلست في المعسكرات التي تشرف عليها القوات الأمريكية في بيهاور مدة شهر ونصف، ليتم نقلنا بعدها إلى القاعدة العسكرية الأمريكية “باكرام” بالعاصمة الأفغانية كابول، أين تعرضت هناك رفقة المعتقلين إلى أنواع شتى من التعذيب النفسي والجسدي، وبطرق غير إنسانية، وأساليب بشعة من الضرب المبرح، والاعتداء على الأعراض والرمي بالرصاص في بعض الأحيان”، وأضاف بتأثر “لقد تم التحقيق معنا تحت طائلة الاعتداء والضرب لإرغامنا على الاعتراف بأشياء لم نقترفها”. وقال المعتقل السابق بغوانتانامو “أذكر أن أول شخص أشرف على التحقيق معي، كان مصريا، حيث يعتمد الأمريكيون على المصريين بشكل لافت، الذين يجبرون الجميع على الاعتراف بالقوة، سواء فعلوا أم لم يفعلوا”. وعن الاتهامات التي وجهت له، أوضح ناجي “أول اتهام واجهني هناك، هو القيام بعدة عمليات تفجير، أين بترت في إحداها ساقي، وأنني خبير في المتفجرات” وكشف عن اتهامات أخرى، بالقول “اتهموني أيضا بالوساطة بين أحد مساعدي بن لادن، المدعو زبيدة وأحد العراقيين المسؤولين عن القتال في تنظيم القاعدة”، وأشار إلى ما لاقاه من تعذيب بعد نفيه للتهم الموجهة له زورا “حين قابلت هذه التهم بالنفي، تعرضت لأبشع أنواع الاعتداء، الضرب والتنكيل، أصبت إثرها بكسور في ذراعي”. رحلت من قاعدة باكرام إلى غوانتانامو رفقة ثلاثة جزائريين وأضاف المتحدث، “بعد مرور أيام لا أذكر عددها، على تواجدي في قاعدة باكرام، في زنزانة أتقاسمها مع 15 معتقلا آخرين، من جنسيات عربية مختلفة، لاحظت نزيلا جديدا بيننا، وضعه يثير الانتباه، خصوصا وأنه يتحدث بكثرة إلى السجناء، مع أن الحديث بين النزلاء ممنوع، و لاحظت اهتمامه الزائد بي، ليخاطبني ذات صباح، ونحن في طابور الطعام، “كيف حالك يا حنظلة؟”، وقال ناجي “أجزمت حينها، بأنه جاسوس، مهمته الحصول على معلومات مني شخصيا، لأنني كنت أعطيت اسم حنظلة للجنود الأمريكيين أثناء التحقيق”. وعن رد فعله بعد ذلك، أضاف المتحدث “قمت بالإجابة عن سؤاله، بوابل من الشتم والسب، وأنا في حالة غضب شديد، استدعى تدخل الجنود، اتقاء وقوع تشابك بيننا”، وكان ذلك الشخص المسمى “سعيد”، وهو باكستاني مقيم في السعودية، “يحاول إيهامي بأنه واحد من المعتقلين، الذين قبض عليهم في عملية، وأنه حافظ لكتاب الله، وتعرض للتنكيل والتعذيب على أيدي الأمريكان”، وقال ناجي في حديثه عن الباكستاني “لقد تعرف على اسمي من أحد الأصدقاء، غير أن هذا الجاسوس لم يكن مأمون الجانب بالنسبة لي، ولا أذكر سوى أنه اختفى فجأة، بعد زيارة مسؤولين أمريكيين للسجن”. ولدى استفسار “الفجر” له حول المدة التي قضاها في السجن قبل ترحيله إلى معتقل غوانتانامو، أجاب عبد العزيز ناجي، “لقد فاقت مدة اعتقالي هناك الشهرين، وكانوا يجبروننا بالقوة على تعاطي الحبوب والإبر المخدرة، فأصبحنا شبه فاقدين للوعي، وبقينا على هذه الحال إلى أن تقرر ترحيلنا إلى غوانتانامو”، وعن ذلك قال الجزائري ناجي “كانت بداية الرحلة إلى معتقل غوانتانامو بوضع شريط لاصق على الفم، وأغلال على اليدين والرجلين، وألبسونا ما يشبه البرقع”، ويضيف “لم ندرك وقت ترحيلنا بالضبط، ولا المطار الذي نزلنا به، لامتطاء طائرة أخرى أخذتنا نحو معتقل غوانتانامو”. وذكر عبد العزيز ناجي أنه أثناء الترحيل “كنت شبه معلق في الهواء، وأول محطة لنا هناك، هي العيادة الطبية، حيث أجري لنا فحص سريع، وعرضنا على طبيب نفساني، يسأل كل واحد منا، إن كان قد حاول الانتحار من قبل”، وأضاف أن الأمريكيين، يستعينون أثناء حديثهم مع المعتقلين، بمترجم لبناني، مشيرا إلى أن بعض المرحلين، والبالغ عددهم 28، كانوا في حالة انهيار عصبي، ووضع نفسي سيئ للغاية. وأوضح ناجي في حديثه ل”الفجر” أنه كان رابع ثلاثة جزائريين من بين المرحلين، وقال عن ظروف الوصول إلى سجن غوانتانامو، “بدأت بعد ذلك الإهانات والشتم والاعتداءات، وهي نوع من الحرب النفسية التي تسبق التحقيق”، وعن نفسه يقول “تم اقتيادي إلى غرفة التحقيق، فوجدت سبعة عساكر أمريكيين، ذوي بنية جسدية قوية، ومعهم مترجم مغربي، وكانوا يتعمدون ضربي أثناء الإجابة عن الأسئلة الموجهة لي، مع استفزازي من حين لآخر، بأفعال قبيحة”، وردا على سؤال حول مدة التحقيق قال إن “التحقيق معي دام حوالي 7 ساعات، وإن غالبية التحقيقات تتم ليلا”. وأوضح في سرده لحياة السجناء داخل معتقل العار أنه “كان المعتقلون ينقلون من جناح إلى آخر داخل السجن، تبعا لوضعهم، من مرحلين جدد أو معترفين أو خاضعين للتحقيق، وزيادة على ظروف الإقامة الكارثية، كان الأمريكيون يتناوبون على تعذيبنا، صباحا، مساء و في الليل، سواء بالضرب أو بأساليب أخرى، والتي من بينها التحرش الجنسي وتفتيش العورات، وكنا أثناء ذلك نحصل على طعام قليل، ومواد تزيد من حدة الجوع، علما أنني كنت في زنزانة انفرادية مساحتها 2 متر على متر وعشرين سنتيمتر، وأشار إلى تعمد الأمريكيين استفزاز المسلمين، وقال “ كان الجنود يركزون على إهانة المقدسات أمامنا، كتدنيس القرآن بالقاذورات ورميه في الخلاء”، وعن ردهم على تلك التصرفات الدنيئة يوضح الجزائري ناجي “كثيرا ما كان المعتقلون يردون على ذلك بالثورة، من خلال الشتم والبصق، وحتى الضرب أحيانا، ليواجهوا مصير الحبس في زنزانات انفرادية”. “إهانة القرآن تخلف ثورة في المعتقل.. تخيف الجنود وتجعلهم يهربون” وصرح العائد من معتقل غونتانامو ناجي عبد العزيز، ل”الفجر” بأن أكثر الاستفزازات التي تعرضوا لها في سجن غوانتنامو، تتمثل في إهانة الأمريكيين للمقدسات، والاعتداء السافر على مشاعر المسلمين، وقال “مر على تواجدي شهرين في المعتقل، وحدث مرة أن أخرجوا أحد المعتقلين إلى الساحة، وكان يحمل المصحف الشريف، فدفعوه في الخلاء، ليسقط من يده، فحدثت ثورة عارمة، وغضب شديد من النزلاء، عبروا عنه بالسب والشتم والهيجان والصراخ والتهليل، وهو مشهد أربك الجنود الأمريكان، وأرعبهم كثيرا، وجعلهم يتركون مواقعهم ويحاولون الهرب”. وكشف المتحدث أنه بعد تلك الواقعة بيومين، تم الاعتداء على أحد المعتقلين، وهو مصري الجنسية، كان في وضع سيئ للغاية، وأخذه الجنود من زنزانته عاريا تماما، ليتم إخبارنا فيما بعد أنه انتحر بشنق نفسه بمنشفة”، وأضاف أن “الواقعة خلفت موجة استنكار واسعة لدى النزلاء ال48 الذين كانوا معا، حيث بدأوا في كسر الصحون والأغراض، ليلجأ الأمريكيون إلى استعمال البخاخات لتهدئة الوضع”. وعن هذه البخاخات والغازات المنبعثة منها، كشف ناجي أنها غازات تفقدك البصر بمجرد رشه قرب عينيك، ويجعلك تتنفس بصعوبة كبيرة، وقال “كانت هذه الوسيلة واسعة الاستعمال لدى الجنود”، وأضاف “حاولوا بعدها تجريدنا من الأغراض والملابس وتركنا عراة، فاتفقنا على عدم تسليمها لهم بسهولة، وأبدينا مقاومة عنيفة، بلغت حد تعنيف بعض العساكر”، وأضاف “تم تحويلي فيما بعد صحبة أربعة آخرين، إلى زنزانة انفرادية أخرى”، وفي اليوم الموالي وقع إضراب عام عن الطعام في المعتقل، شنه 1400 نزيل، من 50 جنسية عربية، دام ثلاثة أيام، “حتى أرجعوا لنا نصف الأغراض والملابس”. اغتصاب النزلاء وإرغامهم على ارتداء العلم الإسرائيلي أوضح عبد العزيز ناجي أن الأيام التي قضاها في معتقل العار، كانت متشابهة، من حيث تعرض النزلاء للتنكيل والمعاملة البهيمية واستعمال اللواط في التحقيقات، وقال “اعترف لي أحد الأصدقاء بأنهم اعتدوا عليه جنسيا، وكانوا يدوسون المصحف أمامه، ويأتون بالعلم الإسرائيلي ويرغموننا على وضعه فوق أكتافنا”، ومارسوا عليه تعذيبا نفسيا قاسيا، بطرق الشعوذة، حيث جعلوه في دائرة من الشموع وأطفأوا الأنوار، وشرعوا في ترديد عبارات وطلاسم غير مفهومة، وكانت هذه العمليات تمارس على أشخاص عديدين، يضيف عبد العزيز ناجي. وحين سألت “الفجر” ناجي عن رد فعل المعذبين بتلك الأساليب، رد “المئات من المعتقلين كانوا يعترفون تحت وطأة التعذيب بأفعال هم براء منها، حيث كانوا يتعبون من التعذيب، وتقل مع الأشهر والسنوات قوة مقاومتهم، خاصة مع استهلاكم للمخدرات وحبوب مدسوسة في الطعام”. أخفوا صوت الرصاص بتشغيل آلات، وسمعنا في اليوم الموالي أن نزلاء السجن الرابع تم إعدامهم جماعيا وقال عن زيارات المسؤولين الأمريكيين للمعتقل إنها “كانت تتم بصفة منتظمة، وتشجيعا للجنود على بذل مجهود أكبر في التعذيب و التنكيل”، ورجع عبد العزيز ناجي، بالذاكرة إلى سنوات مضت، ليحدثنا عن واقعة إبادة نزلاء السجن الرابع في معتقل غوانتانامو، وقال “أذكر يومها أن قوات كبيرة مدججة بالأسلحة والدروع، قدمت إلى المعتقل، مصحوبة بالكلاب والقنابل البخاخة، وتوجهت إلى السجن الرابع، ولنسمع فيما بعد طلقات نارية، ولإخفاء صوت الرصاص، قام الأمريكيون بتشغيل بعض الآلات تصدر أصوات مزعجة، ودام الوضع مدة من الزمن، وسمعنا في اليوم الموالي أن نزلاء السجن الرابع تم إعدامهم جماعيا”. إغراءات مادية وتخويف من العودة إلى الجزائر أوضح المتحدث أن مدة مكوثه في المعتقل، دامت سبع سنوات، تنقل خلالها من سجن إلى آخر، و تعرض لأقسى العقوبات لدى مكوثه بالسجن السادس، حيث منعوا عليه الغسل والتوجه إلى الحمام، وكان طعامه قليل من كرات الأرز اليابس، وأضاف “دخلت في إضراب عن الطعام بعدها، لمدة 25 يوما، كانوا يأخذونني بالقوة إلى العيادة ليعطونني مغذيا”. ويستطرد ناجي حديثه ل”الفجر”، بأنه عرضت عليه إغراءات مادية، منها السكن والسيارة والتجنس بأي جنسية شاء، مقابل العمل مع الاستخبارات الأمريكية، غير أنه رفض ذلك جملة وتفصيلا، فلجأ الأمريكيون إلى تخويفه من خطورة العودة إلى الجزائر، وأخبروه أن معتقلا آخر تستخدم فيه مختلف أساليب التعذيب في انتظاره هناك، وقال ناجي “لم أخف خشيتي من العودة إلى الجزائر، غير أنني رفضت بشكل مطلق كل الإغراءات المقدمة، للعمل مع الأمريكيين، ومكثت بعدها شهورا قبل أن يتم ترحيلي نحو الجزائر”. وعن ظروف عودته إلى الجزائر، قال عبد العزيز ناجي “استقبلت في العاصمة بحفاوة كبيرة، ولاقيت معاملة جيدة، عكس ما حاول الأمريكيون إيهامي من وجود اعتقال وتعذيب”، وأضاف “كان الاستقبال طيبا وكنت الجزائري الوحيد الذي رحل إلى هنا، فيما رافقني معتقل سوري أخذوه إلى الرأس الأخضر، وأمضيت 10 أيام في العاصمة لاستكمال إجراءات التحقيق، ولم أتعرض لأي نوع من المضايقات، وكان الإخوة في المصالح المعنية، يعرضون علي طعاما جيدا وأشياء كثيرة”، والتحقت بعدها بمنزلي العائلي بولاية باتنة، وختم حديثه ل”الفجر”، “اكتشفت كذب أمريكا حين أخبرني جنودها في غوانتانامو أن الحكومة الجزائرية ستقتلني”.