تناول الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما في اليوم الأول لجلوسه في البيت الأبيض ملف معتقل غوانتانامو، الذي كان خليفته جورج بوش قد زج بمئات المعتقلين بعد غزو أفغانستان به. وقد أمر أوباما في أول قرار يتخذه بتعليق الإجراءات القضائية لمدة 120 يوم أمام المحاكم في غوانتانامو، وجاء ذلك في مذكرة قدمت للقضاة العسكريين ووزعت على الصحفيين. وتأتي هذه الخطوة ربما تمهيدا لإغلاق هذا المعتقل نهائيا مثلما كان قد وعد أوباما بذلك خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات. * كما أعلن متحدث باسم المحاكم الاستثنائية أن القاضي المكلف بملف الكندي عمر خضر الذي أوقف وهو في سن الخامسة عشرة والملاحق بتهمة ارتكاب جريمة حرب، أمر الأربعاء، بتعليق الإجراء ل 120 يوم بناء على طلب الرئيس باراك أوباما. * ووصف المقرر الخاص للأمم المتحدة حول موضوع التعذيب "مانفرد نواك" قرار أوباما ب "الايجابي جدا" واعتبر أن "مهلة الأيام ال 120 تمثل مهلة قصوى. إذا سلمت لجنة الخبراء خلاصاتها في وقت أسرع، فيمكن إنهاء الآلية في شكل أسرع، ربما في غضون أسبوع". * من جهته، رحب مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي جاك باروت بقرار الرئيس الأمريكي الجديد بتعليق المحاكمات العسكرية لمعتقلي غوانتانامو. وقال في بيان "بالنسبة لي، فإن هذا مؤشرا قويا للغاية. ففي دولة القانون يجب منح الجميع الحق في الدفاع". * وبعد تنصيبه رسميا الثلاثاء، رئيسا للولايات المتحدة، شرع باراك أوباما "47 عاما" أمس الأربعاء، في إدارة شؤون الأمريكيين من مكتبه الرئاسي داخل البيت الأبيض، حيث استقبل المستشارين الاقتصاديين والمسؤولين العسكريين للبحث في القضايا التي تشكل أولوية الأوليات بالنسبة له وهي : إيجاد حلول للازمة الاقتصادية وسحب القوات الأمريكية من العراق للتركيز على مكافحة "الإرهاب" على الجبهة الأفغانية. وكان أوباما قد ألقى خطابا تضمن الخطوط العريضة للسياسة التي سينتهجها خلال عهدته الرئاسية، ومن بين ما جاء في خطابه : "إلى العالم الإسلامي أقول نحن نسعى إلى اتخاذ طريق جديد يقوم على المصالح والاحترام المتبادلين". * ووعد أوباما في خطابه أيضا بالانسحاب من العراق "بشكل مسؤول" وإرساء السلام في أفغانستان والعمل مع "أصدقاء قدماء وأعداء سابقين" بشأن تفكيك البرامج النووية في توازن بين الدبلوماسية اللينة والقاسية. * ولقي خطاب الرئيس الأمريكي الجديد ترحيبا حذرا عند العرب والمسلمين، حيث أكدت حركة حماس أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما "أمام اختبار جديد" فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدة أنها "ستحكم عليه من خلال سياساته وخطواته العملية على الأرض". *