من أهم الأسباب والدوافع التي رمت بالمئات من الشباب الجزائري إلى تبني سياسة شق البحر نحو أوروبا "الحرڤة" حسب الدراسات التي قام بها أهل الاختصاص، فهي الوعود التي جاءت على لسان ممثلين سامين عن الوزارة، حيث كانت بمثابة فتيل الشعلة التي اندلعت في نفوس الشباب الجزائري ومن أهمها تلك التي صرح بها وزير التضامن السيد جمال ولد عباس في ال 18 من شهر فبراير من سنة 2008 وأعلن عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية انه تلقى تعليمات صارمة من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والذي اكد أن الحكومة قد قررت منح قروض بقيمة 40 مليون سنتيم لكل شاب اخفق في مغامرة أورحلة الموت هذا إلى جانب إعطاء الأولية لهذه الشريحة الميسورة في الاستفادة من برنامج 100 محل لكل بلدية. وذلك عقب الخطة الاستعجالية التي قامت بها السلطات العمومية من اجل التكفل بالشباب الذين أصروا على مغادرة التراب الوطني هروبا من تردي الأوضاع والظروف الاقتصادية الاجتماعية، حسب تصريح المسؤول، الذي الح على ان رئيس الجمهورية كلف وزارته بالتكفل الشامل بالشباب الحراق وذلك بعد تأسيس خلايا يقظة تشمل ممثلين عن الوكالة لليد العاملة والصندوق الوطني للتامين عن البطالة، على غرار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، فهذه الخلايا تشغل تحت رئاسة كل والي على مستوى الولايات ال 48. فهذه القرارات أعطت نفسا وأفاق واسعة في نفوس الشباب البطال، وخير دليل على ذلك التصريحات التي جمعنها يومين بعد تصريحات الوزير أي في يوم 20 من نفس الشهر المذكور أعلاه، حيث تمكن أعوان حراس السواحل من إحباط رحلة 10 حراقة على بعد 40 ميلا بحريا شمال غرب وهران كانوا على متن زورق مصنوع من مادة "البوليستران"، حيث رفض في البادئ "الحراڤة" الاستجابة لإنذارات العوامة والتوقف بل واصلوا مشوارهم، الأمر الذي دفع بالحراس الى إطلاق عياراة نارية تحذيرية وبعد تجاوز السفينة الحربية ألقارب الذي كان يتجاهل النداء فقد توازنه ونقلب وغاص في قعر البحر، بعدها دخل حراس السواحل في عملية انتشال الغرقى وتقديم لهم الإسعافات الأولية المهم ان من بين هؤلاء فتى قاصر يبلغ من العمر 16 سنة والمكنى بالهواري المنحدر من حي اللوز بولاية وهران الذي اقتربنا منه والذي فتح لنا قلبه، وبابتسامة استفسر عن مصيره بعد توقيفه وعن قضية ال 40 مليون سنتيم التي توعدت بها الدولة الأمر الذي زادنا فضولا وأمطرناه بجملة من الاستفسارات عن هويته وحكايته مع الحرڤة وال 40 مليون والذي أجاب بعفوية تامة "انحدر من عائلة بسيطة متكونة من أربع شقيقات كلهن يشتغلن ماعدا أنا الذكر الوحيد بالبيت، حيث استعارتني أخواتي مبلغ 4,5 مليون سنتيم وهوتكلفة الرحلة ولكنني تعهدت لهم إذا تم توقيفي واستفدت من دعم الدولة أي 40 مليون سوف أسدد ديني"، فهذه الاعترافات كانت بالنسبة لنا كافية وإثبات مقنع لنستخلص ان غالبية "الحراڤة" سقطوا بين سندان الحرڤة ومطرقة وعود الدولة. ولم نكتف بوعود الدولة بل تابعنا تحقيقنا للوصول إلى حالات أخرى لعلنا نجد مفتاح بإمكاننا حل تلك الشفرات المعقدة؟ "حراڤ" سابق يضرم النار في جسده وينتحر أمام مقر البلدية وعلى هذا الصعيد، كشفت مصادر عليمة في نفس السنة أن احد "الحراڤة" السابقين قد اقبل تلك الصبيحة على الانتحار حرقا بالنار أمام مقر البلدية التابعة لإقليم ولاية قالمة بعدما سكب كمية كبيرة من البنزين على جسده، حيث أكدت ذات المصادر أن الضحية قد تدمر نتيجة استيائه لإهمال الإدارة المذكورة التي رفضت تلبية وتسوية ملفه المتعلق بطلب الاستفادة من محل. موظف هجر نظام الشبكة الاجتماعية وخريج سجن يجد نفسه عالة على المجتمع لحد الساعة لا زلنا نبحث عن الدوافع الحقيقة لنكشف عن الأسباب التي زجت بالمجتمع الجزائري ورمت به في قعر الهاوية، ومن أهمها نظام الشبكة الاجتماعية الذي سطرته الدولة لامتصاص من ظاهرة البطالة التي أرهقت كاهل اغلب الشباب وعلى رأسها موظف بمصلحة الحالة المدنية ببلدية أرزيومنذ 6 سنوات الذي ضبط هو الآخر بعرض البحر متلبسا في حالة مغادرة الإقليم الوطني بطريقة غير شرعية رفقة مجموعة من الشباب الذي أبدى لنا عن مدى سخطه واستيائه العميق للسياسة الراهنة التي فرضتها الدولة إزاء عمال الشبكة المذكورة، حيث اكد انه قرر عدم مواصلة نشاطه كموظف بالإدارة مقابل راتب شهري محتشم لا يتعدى ال 3,5 ألف دج. فهذه الوضعية التي يقول الشاب "نحن لا نريد الشفقة ولا الصدقة... نريد حقوقنا فقط.. فالبيروقراطية التي عششت بالإدارة جعلت منا أشخاصا غرباء في ارض أجدادنا"، في حين وجد الشاب رياض المكنى "بالبنو" المنحدر من الجزائر العاصمة نفسه عالة على المجتمع كونه خريج السجن ومتورط في عدة قضايا تمثلت في الحيازة والمتاجرة بالمخدرات، فهذا الشاب الذي فضل الموت عن طريق إبحاره على متن القبر العائم بدل الركون في زاوية بعدما أن رفضه وهمشه المجتمع "حاولت عدة مرات تطليق الجريمة وسلك الطريق المستقيم لكنني تصادمت بالفشل في كل محاولة ,طرقت كل أبواب العمل لكن من دون فائدة حيث في مرة أجد نفس العبارة أسف لديك صحيفة سوابق عدلية ملطخة؟"، فهذه التصريحات ولدت عقدة في نفسية الشاب الذي استعمل العبارة الشعبية" أفضل الهجرة بدل العصيان؟ شيخ في الستينيات وامرأة رفقة رضيعها يحاولان "الحرڤة" في صبيحة الأحد 01 نوفمبر من السنة الفارطة وردتنا معلومات عن تواجد مجموعة من "الحراڤة" قدر عددهم ب 20 فردا بميناء وهران الذين تم اعتراضهم في حدود الساعة السابعة من صبيحة نفس اليوم من قبل الوحدة العائمة البارز 359 التابعة لمجموعة حراس السواحل للواجهة الغربية، بعد ان تم اعتراض الزورق المطاطي الذي كن يقلهم على بعد 10 أميال بحرية شمال رأس الإبرة وفور وصولنا لرصيف ميناء مجموعة حراس السواحل تلقينا معلومات عن تواجد شيخ وقاصر ضمن "الحراڤة" الموقوفين، وهي الحالة الأولى التي واجهها عناصر حراس السواحل منذ تفشي هذه الظاهرة بالسواحل الغربية الذين قاموا بإنزال الشيخ الحراق البالغ من العمر 61 سنة بطريقة موقرة أثنى بها الشيخ بعبارة "هذه المعاملة التي كانت بمثابة احترام الابن لأبيه"، حيث أردف السيد زروقي المنحدر من حي البلاطوبوسط بولاية وهران قائلا "لجأت إلى المغامرة بعد ان أحسست بالضجر والكآبة وذلك مباشرة بعد أن فقدت زوجتي التي توفيت مؤخرا فوجدت نفسي وحيدا بعد توجه إلى ابني الوحيد إلى المهجر وتزوجت بناتي الثلاثة، الأمر الذي جعلني اشعر بالغربة وأنا بين أبناء جلدتي فقررت الرحيل للحاق بابي بمدينة مورسيا الاسبانية عن طريق الحرڤة باعتباري ليس لدي أي مدخول ولا أحوز على تقاعد كوني بطال منذ شبابي وعقب هذه الحالة النادرة والخاصة صرح النقيب واضح نبيل رئيس المكتب الشرطة البحرية لقوات حراس السواحل أن الظاهرة بدأت تأخذ منعطفا خطيرا بعد أن توسعت لتشمل فئة الشيوخ. ساعات قليلة بعد العملية الأولى وردتنا معلومات من نفس المصلحة أن الوحدة قاذفة للصواريخ 648 التابعة للقاعدة البحرية بالمرسى الكبير قد تمكنت في حدود الساعة الواحدة من نفس اليوم من انقاد 14 حراقا من الموت المحتم على بعد 15 ميلا بحريا شمال جزر الابيباس ومن بينهم 4 نسوة ورضيع لم يتجاوز عمر ال 16 شهرا تاهوا في عرض المتوسطي منذ قرابة أربعة أيام. "الحراڤة" ال 14 ينحدرون من ولاية مستغانم أبحروا منذ أيام على متن زورق من شاطئ وادي الشلف التابع لإقليم ولاية مستغانم قصد الالتحاق بالضفاف الاسبانية، إلا أن رحلتهم تحولت إلى كابوس بعد ان تغلبت عليهم التيارات القوية المعاكسة وقوة الأمواج التي غيرت من مسارهم وحولت رحلتهم إلى المجهول حسب تصريحات المسعفين.وعقب هذه العملية سارعت فرق الإسعافات الأولية المدعمة بطاقم طبي إلى عين المكان أين تم تقديم كل الإسعافات الأولية خاصة للرضيع المدعو"زينو" الذي كان يعاني من ضعف جسدي ونقص التغذية نتيجة عدم تناوله للطعام طيلة الرحلة بينما أصيبت ولدته البالغة من العمر 28 سنة بإحباط نتيجة تبخر أحلامها وعودة الهموم والشقاء حسب تصريحاتها "تركت ورائي طفلين سلمتهم لأقاربي وحاولت الهروب من الواقع المر , حاولت الفرار رفقة ابني الثالث غير أنني عدت مجددا لمصارعة البأس وليس لدي ألان من سيتكفل بأبنائي وانا بحاجة ماسة إلى يعيش هؤلاء الأطفال مثل بقية الأطفال السعداء سئمنا العيش داخل الزنزانة التي تفتقد لأدنى الشروط الحياة وبصوت خافت وبعون تهطل دموع التعاسة أضافت السيدة لم أتمكن من مواصلة الحياة والمعانات اليومية حاولت عدة مرات الانتحار ففشلت طلقني زوجي وهجر وتركلي عبئ كبيرا على كتفي إذا من المسئول..؟ لا أريد البقاء الموت أهون لي من العيش " تركنا السيدة التي كانت في حالة غضب وهستيريا قوية واقتربنا من الفتيات الثلاثة اللواتي أعربن عن مدى تدمرهن واستيائهم العميق لما يواجهن من معاناة وظروف اجتماعية محضة فالمدعوة تواتية البالغة من العمر 23 سنة فرت من المتاعب والمعاناة اليومية قائلة " أن اعمل في بيوت كخادمة الأمر الذي جعلني اكسب قوت عيشي ليس بالسهل كما انني أتلقى مضايقات من أرباب البيوت الذين يعاملونني مثل الجارية فانا ارفض مثل هذا الموقف لدا فضلت الفرار وشق البحر للبحث عن حياة مرضية في ارض الأحلام اسبانيا" طالبة جامعية تفر من أشقائها وطباخ بفندق الشيراطون يبحث عن الاحترافية "فلة " فتاة تدرس سنة ثالثة بمعهد اللغات تم توقيفها هي وصديقتها الماكثة بالبيت اللواتي كانتا رفقة 33 حراقا الذين تم توقيفهم عشية الأربعاء من يوم 29 جوان من سنة 2009 بعدما اعترضت قوات حراس السواحل زورقهم الذي كان يقلهم على بعد أميال من المياه الإقليمية الدولية والتي أكدت لنا أن الدوافع التي رمت بها إلى خوض هذه التجربة الرجالية وهوالهروب من الواقع الذي وصفته بالممل والبحث عن حياة زهيدة, هوأنها تعاني من جملة من مشاكل العائلية وعلى رأسها مشكل أخوتها الذكور مؤكدة في اعترافاتها " أشقائي البطالين يعاملونني بقسوة لقد حاولوا مرارا منعي وإبعادي عن مزاولة الدراسة وإرغامي على التوجه إلى الحياة العملية حتى يتسنى لي مساعدتهم ماديا وهوما ارفضه تماما لذا قررت مغادرة المنزل نهائيا وحاولت شق البحر كي أتخلص من هذا الرعب نهائيا "فيما ارجع الشاب مصطفى البالغ من العمر 28 سنة الذي يشغل منصب طباخ بفندق الشيراطون أسباب هجرته من ارض الوطن إلى الأجر الزهيد الذي لا يقارن مع فخامة مكان عمله وقيمة الشهادة التي تحصل عليها بعد ثلاثة سنوات من التكوين بمعهد للفندقة ليجد نفسه يتقاضى مبلغ 25 ألف دج شهريا وهوالمبلغ الذي لا يغطي أدنى ضروريات الحياة لشاب في مقتبل العمر انتشال جثة فتاتين "حراقة" والاحتمالات تؤكد أن رشيدة وشهرة تقبعن في السجون المغربية. وهذا وقد كشفت مصادر مسئولة ان التحريات لتزال سارية في قضية الفتاتين شهرة ورشيدة اللواتي صنفن في قائمة المفقودين واللائي أبحرن مع مجموعة من الشباب من سواحل ولاية مستغانم حيث لحد ألان لم يظهر عنهم أي خبر والذي يحتمل أنهن يقبعن في السجون المغربية حسب بعض المعلومات التي تلقتها ذات المصادر كما انه تم انتشال في الصائفة الفارطة جثة فتاة سوداء البشرة مجهولة الهوية يتراوح سنها حسب الأخصائيين ما بين 24 و28 سنة بشاطئ سيدي منصور بولاية مستغانم الذين أكدوا ان الضحية تلقت طعنة خنجر على مستوى الكلية ليسرى كانت كافية لحذفها وبالموازاة أي في نفس الفترة تم انتشال جثة أخرى لفتاة لم يتعدى سنها ال 25 ربيعا والتي عثر عليها تطفوفوق البحر بالقرب من شاطئ الرأس الأبيض التابع لإقليم بلدية عين الكرمة بولاية وهران وهي في حالة تعفن جد متقدمة. وعلى هذا الضوء كشف مسئول سامي من المقر القيادي لقوات حراس السواحل بوهران انه تم إحصاء منذ تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية الى غاية يومنا هذا 19 حالة من الجنس اللطيف من مختلف الأعمار والشرائح منهن فتيات قصر أخريات حوامل ومنهن من كانت تدرس بالمعاهد الجامعية طالبات تم اعتراضهن رفقة مجموعات من الشباب على متن زوارق الموت في عرض البحر من قبل الوحدات العائمة لحراس السواحل بعدما حاولن مغادرة التراب الجزائري والإبحار نحوالسواحل الاسبانية. يتبع...