على وقع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للجيش اللبناني منذ مواجهات العديسة الأسبوع الماضي، وآخرها أول أمس، حيث أعلن مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي قراره بتغيير أسلوب تعامله مع الجيش اللبناني من "عامل مساعد" في الحفاظ على الاستقرار على حد زعمه إلى "قوة ماكرة"، شهدت الحدود قبالة جنوب لبنان جهوزية إسرائيلية عسكرية غير مسبوقة. في إشارة واضحة إلى نية الاحتلال في شن عدوان جديد على لبنان . وتأتي الوتيرة المتصاعدة لاستعدادات الجيش الإسرائيلي والتدريبات المفاجئة التي بدأها واستمرت حتى أمس، في المنطقة الشمالية حيث تتم تعبئتها بمعدات وآليات عسكرية، بعد االتصريحات التي فضح فيها زعيم حزب الله حسن نصر الله، الاحتلال الإسرائيلي بوقوفه وراء عملية اغتيال رفيق الحريري، وكذا مرور أسبوع واحد على اشتباكات العديسة، ومباشرة الدولة اللبنانية تحركها لتسليح الجيش اللبناني، انطلاقا من الدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من العديسة، السبت الماضي. وفيما رفضت قيادة اليونيفيل، من خلال مكتبها الإعلامي، التعليق على الاستنفار الإسرائيلي المفاجئ قبالة الحدود اللبنانية، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامزانه على القوات الدولية أن تعمل بجد رفقة الحكومة اللبنانية، وإسرائيل، لتجنب حوادث مماثلة في المستقبل، في إشارة إلى الاشتباكات التي شهدتها بلدة العديسة. وفي تعليق على تهديدات الاحتلال الإسرائيلي للجيش اللبناني، اعتبر النائب البعثي عن المنطقة الحدودية، قاسم هاشم، أنها ليست بجديدة، كما أن تصدي الجيش اللبناني لها ليس بجديد، مشددا على أن عقيدة الجيش اللبناني باتت اليوم أكثر وضوحا بشكل لا يقبل أي تفسير أوتأويل، مؤكدا أن التهديدات لن تنال من عزيمة الجيش اللبناني، وتوجهات قيادته والسلطة السياسية واضحة، منتقدا في نفس الوقت سياسة المحاصرة التي تمارسها الإدارة الأمريكية باعتبارها شريكا كاملا للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، لكي لا يكون للجيش السلاح الكافي الذي يمكنه من مواجهة العدوان الإسرائيلي، على حد قوله . ورأى أن المناورات الإسرائيلية، التي زادت وتيرتها ومساحتها منذ عام بشكل خاص، إنما تأتي في إطار سياسة التهويل، لا سيما بعد أن اختبر الإسرائيليون جهوزية الجيش اللبناني لمواجهة أي عدوان. مجددا في ذات السياق انتقاد قوات اليونيفيل التي لم تمتلك يوما القدرة على تطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن وعلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.