بعد اختتام القمة العربية بالدوحة، أول أمس، والتي شهدت مصالحة بين العاهل السعودي عبد الله والرئيس الليبي معمر القذافي بعد قطيعة دامت ست سنوات، إلى جانب رفض مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الدولية في حق الرئيس السوداني عمر البشير، بدأت، عصر أمس، الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في قطر، لبحث أوجه التعاون بين الجانبين، تحت الرعاية القطرية، وبحضور عدد من رؤساء العرب وثمان رؤساء من دول أمريكا اللاتينية إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وممثل اتحاد أمم أمريكا الجنوبية. وتأتي القمة التي دعت قطر إليها، استكمالا لمسيرة العمل العربي اللاتيني التي بدأت قبل نحو أربع سنوات، حيث عقدت الدورة السابقة في البرازيل عام 2005. وأكد أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، خلال افتتاحه للقمة، أن هناك تقاربا كبيرا بين الدول العربية واللاتينية، موضحا أن العالم العربي يحتاج للاستفادة من التطور في مختلف المجالات الذي حققته دول أمريكا الجنوبية. وتهدف هذه القمة التي عقدت ليوم واحد، تكثيف التعاون بين الجانبين "الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية" في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. ومن جهته أكد الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز دعم بلاده للدول العربية، مشدداً على رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق السودان، واستعداد فنزويلا للعمل من أجل العالم العربي والوقوف إلى جانب الجامعة العربية التي احتجت أمام العالم على تعدي المحكمة الجنائية الدولية، وعلى استخدامها بشكل يخرق القانون الدولي، معتبرا أن المحكمة الدولية ليست لديها صلاحية لاتخاذ قرار بهذا الحجم ضد رئيس ما زال في سدة الحكم، متسائلا في نفس الوقت عن عدم محاكمة واعتقال المحكمة الدولية لبوش لما مارسه من إبادة جماعية في حق العراقيين وكذلك عدم إيقاف القادة الإسرائليين لما ارتكبوه من مجازر ضد الإنسانية في قطاع غزة، أثناء العدوان الأخير للجيش الإسرائيلي على غزة. وأكد الإعلان في نهاية القمة أهمية تحقيق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقا من مبدأ الأرض مقابل السلام، ومرجعية مؤتمر مدريد، والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية. مشددا على ضرورة الانسحاب الشامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، والتي تشمل الجولان السوري، وما تبقى من أراض لبنانية، وإزالة المستوطنات الإسرائيلية. وكانت العاصمة القطرية قد شهدت، أمس، اختتام القمة العربية للدوحة والتي شارك فيها العديد من الزعماء العرب و غاب عنها، الرئيس المصري حسني مبارك، و هي القمة التي انتقدت بيانها الاختتامي، حركة حماس، معتبرة إيّاه أنه لا يرقى إلى قرارات فعلية ولا يتوازى وحجم معاناة الشعب الفلسطيني، حيث أكدت حماس أنها كانت تأمل أن تتخذ في القمة قرارات فعلية وعملية، وتوضع الآليات السريعة والفعلية لفك الحصار ولجم العدوان وحماية المقدسات. مضيفة أنها تمنت من الزعماء العرب، استخدام كافة أوراق الضغط التي بأيديهم ضد الاحتلال الصهيوني لإجباره على الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته وفك حصاره.