قال مسؤولو معظم الشركات الجزائرية والفروع الأجنبية للشركات الطاقوية العالمية المشاركة في الصالون الدولي الأول حول الطاقات المتجددة وترشيد استهلاك الطاقة، الذي افتتحت فعالياته، أمس، بقصر المعارض وتستمر إلى غاية 15 من نفس الشهر، إنهم يثمنون مسعى الحكومة التي أصبحت تولي أهمية كبيرة لمشاريع استغلال الطاقات المتجددة في خطوة تهدف إلى ضمان الأمن الطاقوي في مرحلة ما بعد النفط بعد 5 إلى 6 عشريات. وقال مدير عام الوكالة الوطنية لترقية وعقلة استخدام الطاقة، إن الجزائر قطعت أشواطا مهمة في هذا المجال ولا ينبغي استصغارها أو التقليل من أهميتها، لأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى إقحام المواطن المستهلك في المشروع الطاقوي الوطني الذي تهدف الدولة إلى تحقيقه على مراحل. وأضاف مدير عام "أبرو" في تصريح على هامش حفل افتتاح الصالون الذي بادرت إلى تنظيمه مؤسسة تنظيم التظاهرات الاقتصادية والتجارية "باتيماتيك إيكسبو" بالتعاون مع هيئته والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافكس"، أن الهدف من هذا الصالون هو التعريف بالانجازات المحققة في مجال مشاريع الطاقات المتجددة، وأيضا الاستجابة للانشغالات الكبرى المتعلقة باستعمال والتحكم في استخدام الطاقة، خصوصا في القطاعات ذات الطلب العالي مثل قطاع البناء والصناعة والري والنقل. الصالون فرصة لاستعراض فرص الشراكة والتعاون البيني وأيضا التعريف بالمجالات والقطاعات المؤهلة للاستثمار مع الشركاء الأجانب الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالمشاريع التي برمجتها الحكومة في مجال الطاقات المتجددة على المديين القريب والمتوسط. وقد لمس هذا الاهتمام من خلال الشركاء الجزائريين لكبريات المجموعات الدولية الناشطة في القطاع، والتي سبق لها وأن حازت على مشاريع في الجزائر هي حاليا في طور الانجاز وبعضها دخل مرحلة الإنتاج، خصوصا في مناطق الجنوب الكبير. وأول المجموعات التي وضعت الجزائر ضمن أجندتها الاستثمارية في القطاع، نجد الشركات الألمانية والفرنسية والإيطالية، بالإضافة إلى عدد من المجموعات الخليجية. حلول وبرمجيات جزائرية مائة بالمائة الصالون هو أيضا فرصة لعرض جملة من الحلول والبرمجيات التي أنجزها خبراء ومهندسون جزائريون في مجال الطاقات المتجددة، وهي حاليا في مرحلة البحث عن التمويل اللازم لتحقيقها لإضافة الدعم والدفع للمشاريع الحالية التي تم تفعيلها على مدى السنوات الخمس المنصرمة، ومن ضمنها المشروع الطاقوي الرائد الذي يتولى إنجازه المجمع الجزائري "نيل" للطاقات المتجددة والشركة الإسبانية "أبينار"، وهو عبارة عن هجين استثماري لإنتاج الطاقة الشمسية والغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجنوب، والذي تبلغ تكلفته المالية الإجمالية أكثر من 310 مليون أورو. وحسب مصادر في الصالون، فإن هذا المشروع المشترك من المتوقع أن يساهم بتوليد 150 ميغاواط من الكهرباء و2000 ميغا حراري من الطاقات الشمسية، ومن المنتظر أن يدخل حيز الإنتاج في غضون السداسي الثاني من العام المقبل 2011. لجنة ضبط الكهرباء: الهدف تحقيق 8 بالمائة من الكهرباء المتجددة في آفاق 2020 وكانت لجنة ضبط الكهرباء والغاز قد صرحت عشية انطلاق فعاليات الطبعة الأولى من هذا الصالون، أن المشروع الهجين حدد هدف إنتاج 8 بالمائة من الكهرباء المتجددة بحلول سنة 2020 بحسب البرنامج المحدد للاحتياجات والطلبات في وسائل توليد الكهرباء للفترة 2010 2019.وقد وضعت اللجنة احتمالين لإدراج الطاقة من مصادر متجددة ابتدءا من سنة 2015 ويتمثل الاحتمال الأول في إدراج 8 بالمائة من الإنتاج مع آفاق 2020 في حين يحدد الثاني ب6 بالمائة. ويعتمد الاحتمال الأول على إدراج 8 بالمائة من إنتاج الطاقة المتجددة في العام 2020، تكون 6 بالمائة منها طاقة شمسية و1.8 بالمائة ضوئية و0.2 بالمائة طاقة هوائية. وسيمكن ذلك من بلوغ قدرة من الطاقة المتجددة تصل إلى 1.675 ميغاواط سنة 2019 يتم وضعها بداية من 2015 بمعدل 335 ميغاواط سنويا. أما الاحتمال الثاني، فيتمثل في إدراج 6 بالمائة من توليد الطاقة المتجددة مع آفاق 2020 منها 4 بالمائة شمسية و1.3 بالمائة ضوئية و0.7 بالمائة طاقة هوائية، وينجم عنه قدرة 1.180 ميغاواط مع آفاق 2019. وتتوقع وزارة الطاقة أن تلبي مشاريع الطاقات المتجددة نحو5 بالمائة من إنتاج الطاقة سنة 2017 ونحو35 بالمائة العام 2040. وستنطلق، اليوم الثلاثاء، الأيام التقنية حول "النجاعة الطاقوية" في قطاع الصناعة والبناء ينشطها خبراء وتقنيون جزائريين وأجانب كما خصصت ورشات تقنية لتباحث مشروع "ديزارتيك" المشسترك والذي يهدف إلى تصدير الطاقة الشمسية من الصحراء الكبرى إلى أوروبا بداية من سنة 2020. يهدف إلى وضع آفاق جديدة للبحث بين المهندسين والمخابر ملتقى دولي "مواز" حول الطاقات المتجددة ينطلق بغرداية انطلقت، أمس، بغرداية فعاليات أول ملتقى دولي حول الطاقات الجديدة والمتجددة، والذي يحمل شعار " الطاقات المتجددة من أجل تنمية مستدامة في الجنوبالجزائري". ويهدف هذا اللقاء العلمي الذي ستتواصل أشغاله على مدار يومين ويجري بمقر وحدة الأبحاث التطبيقية في الطاقات المتجددة بغرداية، إلى تقييم مدى تقدم أعمال البحث في مجال الطاقات المتجددة، لاسيما منها ما تعلق بالتطبيقات في مناطق جنوب البلاد. ويرمي هذا اللقاء إلى وضع آفاق جديدة للبحث من خلال توفير علاقة تفاضلية بين الباحثين ومختلف المخابر وأصحاب القرار في هذا المجال، وسيتم تقديم عدة مداخلات في هذا اللقاء من قبل باحثين وجامعيين جزائريين وأجانب من المغرب والكويت وتونس حول حقل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية الحرارية وأنظمة الكهروضوئية وحول الكتلة الحيوية والهيدروجين وخلايا الوقود وكذا حول التحكم في الطاقة.