اعتبر محمد حديبي، الناطق الرسمي في حركة النهضة، أن الحكومة والمنتخبين المحليين يتحمّلون المسؤولية في ما يخص الخسائر البشرية والمادية التي وقعت، أول أمس، بسبب الأمطار الأخيرة، مشيرا إلى أن المسؤولية في غالبها تتحمّلها الحكومة. وقال حديبي في تصريح خص به "الأمة العربية"، أمس، إنه لا ينتظر شيئا من منتخبين محليين دون صلاحية، مضيفا "أنه حتى المشاريع العادية خاضعة للإدارة ممثلة في الدائرة والولاية"، موضحا أن المشاريع صارت تقسم على المقاولين في الولاية والدائرة. أما المنتخبين المحليين، فلم يعودوا مسؤولين سوى على الحالة المدنية، وهو وضع غريب يضيف ذات المتحدث معتبرا أنه يتوجب ترك المواطنين يتحمّلون مسؤولياتهم ويسيرون شؤونهم من خلال المنتخبين الذين انتخبوهم على رأس البلديات، والتفريق بين عمل هذه الأخيرة والإدارة، مضيفا أنه ما تزال سياسة عدم اقتناع بقدرة الشعب على تسيير شأنه سائدة، مطالبا بترك المنتخبين المحليين يمارسون مهامهم في ظروف تسمح لهم بتحمّل مسؤولياتهم كاملة، وهنا يتوجب يضيف ذات المتحدث ضرورة الإسراع في إخراج قانون البلدية والولاية من أجل الفصل بين الصلاحيات وتوضيح الأمور وتحرير المنتخبين المحليين. وأضاف المسؤول الحزبي، أنه يتعين أيضا إشراك مكاتب الدراسات المختصة ومؤهلة، مبدلا من التسيير العشوائي "الذي يتم بأوامر فوقية" حتى في مجال إعطاء المشاريع. وفي السياق ذاته، قال حديبي إن الكثير من المنتخبين المحليين صاروا لعبة في يد الإدارة بسبب الجهل وضعف شخصيتهم، التي مكنت جهات أخرى من السيطرة عليهم، بينما يجد الكثير من المنتخبين المحليين أنفسهم تحت طائلة تهم باطلة أو التضييق عليهم، لأنهم رفضوا المساومات، واعتبر القيادي في حركة النهضة أنه طبيعي أن تحدث مثل هذه الكوارث بسبب الأمطار في غياب تنمية واضحة واستراتيجية تنموية مبنية على أسس متينة. من جهته، قال الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، إنه كان ينتظر حدوث مثل هذه الكوارث بسبب تغير الطقس، مذكرا بتحذيراته من "البريكول" الذي ميز عدة مشاريع، وعلى رأسها ترميم بعض المباني التي كان من المفروض أن تهدم بسبب قدمها وانتهاء صلاحيتها، وهو ما لم يحدث، والنتيجة كانت انهيارات جزئية وكلية في أول موسم للأمطار، وهو ما يطرح أكثر من سؤال يضيف الخبير عن الأموال التي تضخ من أجل الترميم الذي يصير خلال فصل الأمطار ركاما، وجدد مطالبته بضرورة إشراك مكاتب الدراسات المختصة في الصيانة والاهتمام باستشارتها قبل كوارث أخرى تكون أكبر.