أكد وزير الصناعة وترقية الاستثمارات محمد بن مرادي خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أن انجاز مصنع تركيب سيارات رونو في الجزائر ليس من أولويات الجزائر، وبموازاة مع ذلك صرح الرئيس المدير العام التنفيذي لشراكة بين علامة رونو ونيسان كارلوس غوسن في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية أن قرار انجاز مصنع لتركيب سيارات رونو في الجزائر لم يتخذ بعد. ويذكر أن "الأمة العربية" كانت السباقة لنشر خبر عدم جدية الطرف الفرنسي في ما يخص مصنع تركيب رونو في الجزائر لاعتبارات سياسية ، ومحاولة منها لكسب بعض الوقت خلال المفاوضات مع الجزائر في شقها الاقتصادي، ومن خلال التصريح الفرنسي للمسؤول عن الشراكة بين رونو ونيسان يبدو أن فرنسا فهمت الرسالة الجزائرية التي لم تعد متحمسة في ما يخص انجاز مصنع رونو في الجزائر، لا سيما وأن فرنسا نقلت المشروع في مرة سابقة إلى المغرب، وهو ما رفضته الجزائر حينها بعدما كان المشروع في آخر لمساته من أجل انجازه في الجزائر، إلا أن فرنسا فضلت في آخر المطاف المغرب كشريك في المركب الخاص بسيارات رونو على الجزائر لاعتبارات سياسية، ومصالح ضيقة تلتقي فيها البلدان، وأبدت باريس خلال هذا العام نية في إعادة الروح للمشروع السابق بسبب مشاكلها الاقتصادية، وأيضا في محاولة منها لكسب بعض الأوراق السياسية، إلا أن الطرف الجزائري لم يتحمس للمشروع لاعتبارات كثيرة أهمها جاءت على لسان الوزير بن مرادي من أن الجزائري تولي اهتماما أساسيا لصناعة العربات الثقيلة ممثلة في الشاحنات والجرارات. وهو ما يشير إلى أن الجزائر تفضل تطوير الانتاج المحلي وتفضله خاصة أنه يدخل في الكثير من انجازات المتعلقة بنقل السلع وانتاج الحبوب ، معتبرا أن البلاد ليست في حاجة في الوقت الحالي لمصنع تركيب سيارات بالشراكة مع فرنسا، ومن خلال عدم مبالاة الجزائر بهذا المشروع فهمت باريس الرسالة وارجأت طرح المشروع إلى ظروف أخرى. ويذكر أن مشروع انجاز مركب لانجاز السيارات طرحت فكرته منذ ثمانينات القرن الماضي، من خلال مشروع سيارة فاتيا بالشراكة مع مؤسسة فيات الإيطالية إلا أن المشروع قبر والغي بعد التغيرات الكثيرة وبسبب الأزمة الامنية التي حدثت في الجزائر، لبيعث المشروع من جديد مع شركة رونو إلا أن تفضيل فرنسا في آخر المطاف للمغرب على الجزائر وانجاز المركب على أراضي الملكة المغربية جعل الجزائر تهتم بتكوير المؤسسة الوطنية لصناعة الشاحنات بالرويبة وتطوير صناعة الجرارات من اجل سد حاجتها في هذا المجال على ان تدخل مشروع له أهداف سياسية تساوم عليها فرنسا .محمد دلومي