قرر الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الحاج محمد روراوة، أن يبقي المدرب عبد الحق بن شيخة على العارضة الفنية للخضر، في الوقت الذي كانت الجماهير الرياضية تنتظر خروجه من الباب الضيق بعد "فاجعة بانغي" الماضية، مع تأزم وضعية المنتخب الوطني في تصفيات غينيا الإستوائية والغابون. ويبقى قرار رئيس الفاف مجهولا لغاية الساعة كونه لم يقتنع حتى الآن بجلب مدرب أجنبي قد ينقذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان، يأتي تمسك الحاج روراوة ب "الجنرال" باقتناعه بعدم وجود أي مدرب محلي يمكن أن يصل إلى ما وصل إليه خليفة سعدان، مؤكدا سابقا هذا الأمر بقوله: "بن شيخة هو آخر مدرب محلي سيشرف على محاربي الصحراء"، ما نفهم، حسب قوله، بأن الحاج اقتنع بهذا الأخير ربما من باب المحافظة على استقرار المنتخب وعدم المجازفة من الآن للبحث عن المدرب الذي طال انتظاره، وإنما فضل التريث إلى غاية موقعة الجزائر المقررة شهر مارس القادم برسم الجولة الثالثة من التصفيات الإفريقية ضد المنتخب الشقيق المغربي. وجاء تصريح رئيس الفاف فيما يتعلق بتمسكه بمدربه الجديد واضح العبارة، عقب الخسارة المذلة الماضية التي تجرعها رفقاء مدحي لحسن في أدغال إفريقيا الوسطى، ما يوضح جليا بأن الحاج يدرك بكل الأمور التي من شأنها أن تساعد ربما على استقرار المنتخب، خاصة ونحن ندرك بأن أشبال خليفة سعدان يمرون حاليا بفترة انتقالية من شأنها أن تؤثر عليهم في حالة ما إذا تم طرد "الجنرال"، وهو أمر ستكون عواقبه وخيمة في ما تبقى من مشوار التصفيات في مراحله الأولى، فإذا ما افترضنا مثلا جلب مدرب جديد يشرف على العارضة الفنية للخضر، من المستحيلات السبع أن يتأقلم في ظرف وجيز مع عقلية اللاعبين الممزوجة بين المحترفين والمحليين، لذا فضل الرجل الأول في الفاف التريث قليلا وعدم القيام بأي خطوة ستكون انعكاساتها سلبية في ظل الأوضاع المتعفنة التي يحياها المنتخب. وبين هذا وذاك، ليس بوسع الحاج روراوة إلا انتظار أداء المنتخب في مباراته الودية أمام منتخب لكسمبورغ في 17 من هذا الشهر، والوقوف على مدى استعداد بن شيخة في التحكم في استقرار المنتخب وإعادة الاعتبار في هذا اللقاء الودي الذي سيكون بمثابة رفع المعنويات ونسيان النكسات الماضية والوقوف من جديد على الأرجل. ويبقى بن شيخة المدرب الأخير من البضاعة المحلية التي ستتولى الإشراف على العارضة الفنية لمحاربي الصحراء مستقبلا، وبهذا سيكون جلب الأسطورة رابح ماجر من المستحيلات السبع نظرا لتوتر العلاقة بين النجم المذكوروالرجل الأول في الفاف، رغم تضافر الجهود للصلح بينهما. الأفضل بقاء بن شيخة على الأقل حتى بعد مباراة المغرب يبقى بقاء "الجنرال" ربما في صالح الخضر، حفاظا على عدم انفلات الأوضاع الصعبة التي يعيشها رفقاء حسن يبدة بعد موجة الانكسارات التي طالتهم منذ أول فوز في مباراة رسمية في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا ضد المنتخب الإيفواري، ويبقى الرجل الأول في الاتحادية مصيبا إلى حد بعيد في تمسكه الشديد بخليفة سعدان، لأنه يدرك أيما إدراك بأن بقاء إبن برج بوعريريج من شأنه أن يولد طاقة كبيرة في اللاعبين ونسيان المشاكل التي طالت المنتخب بعد الرحيل الإضطراري لشيخ المدربين والتأقلم بوتيرة سريعة، وكل هذا سيدخل في صالح المنتخب، فالاستقرار عامل هام في بقاء أي منتخب في العالم، فلا يمكن على أية حال أن نلقي اللوم وحده على المدرب بن شيخة في خرجته التي كانت سلبية، كونه تولى المهام في ظرف وجيز وفي ظروف استثنائية قاهرة ربما لم يكن يتوقعها، وعليه كان لزاما على كل المسؤولين بمن فيهم وزير الشباب والرياضة الوقوف إلى جانب المدرب الجديد وتشجيعه من الآن، لتفادي آي انزلاقات مستقبلية يمكن أن يتعرض لها الخضر في مشوارهم الطويل الذي ينتظرهم في التصفيات، وتحقيق حلم البطاقة المؤهلة لنهائيات الغابون وغينيا الاستوائية مطلع سنة 2012. بن شيخة أمام مهمة صنع مستقبله من الصعب الحكم على خليفة سعدان في الوقت الراهن بعد الخرجة السلبية التي سجلها محاربو الصحراء في بانغي، لأن سجل الرجل يبقى كبيرا فهو الذي أهل المنتخب الوطني المحلي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها في السودان مطلع العام الداخل، وأقصى المنتخب الليبي الأول الذي ظهر حاليا بوجه مشرف في التصفيات، كما كانت نتائجه باهرة بعد توليه مهام الإشراف على النادي الإفريقي في بطولة تونس، التي تضم بدورها نواد كبيرة على غرار فريقي الترجي والصفاقسي، لذا لابد على الجماهير الرياضية عدم الحكم مسبقا على خليفة سعدان الذي جاء إشرافه على المنتخب في أوقات صعبة يصعب على أي مدرب مهما كان مستواه في العالم أن يخرج المنتخب من الحالة الكارثية التي كان يحياها ولا زال يحياها اليوم، وإنما ما هو أت سيكون في يد المدرب في كيفية التعامل بكل احترافية مع لاعبيه الذين تنقصهم الفعالية فوق الميدان، وضرورة نسيان نشوة التأهل إلى المونديال الذي كانت انعكاساتها خطيرة على رفقاء رفيق حليش، وأكبر دليل على هذا هو تعطشهم للانتصارات التي صارت بمثابة المعجزة التي يصعب تحقيقها، رغم الدعم الجماهيري الذي سأم من المسرحيات الفكاهية التي أبدعت فيها العناصر الوطنية في مختلف المباريات. كل شيء سيظهر في المباريات الودية لم يخف رئيس الفاف بأنه في تونس قد التقى رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم واتفقا على برمجة مباراة ودية شهر فيفري القادم بتونس، وهو ما سيسمح للمنتخبين الشقيقين بالتحضير للمباراة الرسمية التي تنتظرهما في شهر مارس لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا وسيلعب اللقاء بنسبة كبيرة في ملعب رادس، وكانت قناة "نسمة" التلفزيونية التونسية قد اغتنمت سابقا فرصة تواجد الحاج روراوة في بلاطوهات أستديوهاتها، وناقش صحفيوها العديد من القضايا التي تتعلق بالمنتخب الوطني. وفي حالة ما إذا أجريت هذه المباراة الودية بين المنتخبين الشقيقين، ستعود كلها بالفائدة على رفقاء مبولحي نظرا لتقارب الأداء التونسي والمغربي بينهما والتحضير بكل جدية لموقعة الجزائر المنتظرة.