أخيرا وبعد مد وجزر طويلين قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبصفة رسمية تعيين التقني الجزائري عبد الحق بن شيخة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني أكابر خلفا للشيخ رابح سعدان المستقيل من منصبه تحت الضغط، عقب التعادل الذي سجله ”الخضر” بملعب البليدة، في الثالث من شهر سبتمبر الجاري أمام تنزانيا، في إطار الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى ”كان 2012” المقررة بكل من الغابون وغينيا الإستوائية. وسينشط المدرب الجديد للخضر ندوة صحفية غدا الأربعاء على الساعة العاشرة والنصف بقاعة الصحافة بملعب 5 جويلية يعرض فيها برنامج عمله روراوة قطع قول كل خطيب قرار تعيين بن شيخة كشف عنه رئيس الفاف محمد روراوة في مداخلة على المباشر عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى زوال أمس الإثنين، حيث أكد في هذا السياق أن بن شيخة سيقود التشكيلة الوطنية إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، وهذا طبعا في حال النجاح في التأهل إلى المرحلة النهائية من العرس الكروي القاري لينهي بذلك السوسبانس الكبير الذي شغل الرأي العام في الفترة الأخيرة. جلسة واحدة واتفاق على كل شيء تم الاتفاق على كامل شروط العقد في جلسة عمل جمعت الرجلين، لم تستغرق وقتا طويلا، إلا أنها كانت كافية لتوضيح الأمور حول العديد من النقاط الهامة، وهنا فتح رئيس الفاف قوسا ليفند كل ما تداولته معظم وسائل الإعلام بشأن المفاوضات بين مسؤولي الفاف والمدرب بن شيخة، حيث أكد في هذا الإطار قائلا: ”هذا التقني الجزائري موظف في المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية، والاتصال به لا يستوجب التقدم بعرض رسمي، وإنما عقد جلسة عمل فقط معه للوقوف على مدى استعداده للتكفل بمهمة تدريب منتخب الأكابر، وكل ما أثير من طرف الصحفيين منذ انسحاب سعدان ليس سوى مجرد زوبعة في فنجان، كما أننا حاولنا مواصلة العمل بنفس المنهجية”. روراوة مع المدرب المحلي كشف رئيس الفاف أنه قرر مواصلة منح الثقة للإطارات المحلية لقيادة المنتخبات الوطنية، ”من دون أن يكون لنا أي اتصال مع مدرب أجنبي مهما كان اسمه أو جنسيته”، والأسماء التي تداولها الوسط الكروي الجزائري ما هي إلا احتمالات لم يكن لها مكانة في أرض الواقع، ”لأن سياستنا واضحة المعالم، والأولوية تعطى دوما للعارفين بخبايا المنتخب” مثلما أوضح رئيس الفاف. أثنى طويلا على بن شيخة لم يفوت رئيس الاتحادية الفرصة للإشادة بالمؤهلات التي يمتلكها عبد الحق بن شيخة، معتبرا السيرة الذاتية لهذا المدرب كافية لمنحه التزكية لقيادة منتخب الأكابر، لا سيما بعدما كشف عن نجاحه الكبير مع منتخب المحليين الذي أهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة مطلع السنة القادمة بالسودان، لأن هذا التأهل كان بعد غياب عن الدورة الأولى، كما أنه تحقق على حساب منافس كبير بحجم المنتخب المغربي. بن شيخة مطالب بتحضير خرجة بانغي من المنتظر أن يباشر بن شيخة مهامه على رأس ”الخضر” في أوائل شهر أكتوبر القادم ببرمجة تربص مغلق قصير المدى يسبق تنقل المنتخب الوطني إلى بانغي لمواجهة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في العاشر من نفس الشهر لحساب الجولة الثانية من التصفيات. جلول سيبقى في منصبه أما بخصوص تركيبة الطاقم الفني فقد أكد روراوة بأن زهير جلول سيحتفظ بمنصبه كمساعد أول، وهذا وفقا للعقد الذي يربطه بالفاف، والذي يبقى ساري المفعول إلى غاية شهر جوان من سنة 2012، في حين أن مدرب الحراس حسان بلحاجي موظف دائم بالمديرية الفنية الوطنية، وهو ملزم بالقيام بجميع المهام التي تسند له على مستوى جميع المنتخبات، من دون أن يكشف رئيس الفاف عن نيته في تدعيم الطاقم الفني بتقني آخر. الهدف الآني هو التأهل للكان رفض روراوة الحديث عن تفاصيل العقد المبرم بين الطرفين واكتفى بالتأكيد على أن الهدف المسطر يتمثل في ضرورة تأهل ”الخضر” إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بعد سنتين بكل من الغابون وغينيا الإستوائية، وهو نفس البند الذي كان مدرجا في عقد المدرب رابح سعدان، على أن تتم مناقشة بنود جديدة للعقد إذا ما تأهل المنتخب إلى النهائيات القارية، وكذا عند التأهب لخوض تصفيات مونديال 2014 الذي سيجرى بالبرازيل. من هو بن شيخة؟ ”الجنرال” وهو اسم الدلع كما يقال للمدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة، من مواليد 22 نوفمبر 1963 بمدينة برج بوعريريج، كانت بدايته الكروية كلاعب مع شباب برج منايل ومولودية الجزائر في سنوات الثمانينات لكنه سرعان ما تحول إلى مهنة التدريب ضمن فرق صغيرة، بعد تخرجه من المعهد العالي لتكنولوجيا الرياضة للجزائر العاصمة، حيث كان أحد تلامذة الشيخ رابح سعدان ثم استقدمه المرحوم مراد عبد الوهاب للعمل معه في شباب بلوزداد ومنه انتقل للعمل في الإمارات العربية المتحدة مع نادي الرمز، وبعد ذلك كانت له تجربة قصيرة مع مولودية الجزائر، وفي 2004 منحه روراوة منصب المسؤول الأول على منتخب الآمال ليعود بعدها إلى الخليج ليشرف على نادي أم صلال الإماراتي ومنه انتقل للترجي الجرجيسي التونسي، وهناك سطع نجمه عندما تمكن بفريق شاب من قهر النادي الإفريقي في كأس تونس وإقصائه بملعب المنزه. وهو ما جعل مسؤولي النادي الإفريقي يسارعون للتعاقد معه، وكان في مستوى التطلعات بعد أن مكن نادي العاصمة من استعادة مجده الضائع والتتويج بلقب البطولة بعد 12 سنة كاملة من الغياب عن الواجهة. ونال بن شيخة الثناء من أكثر من جهة إلى درجة أن المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي عمل مدربا للمنتخب التونسي كان أكبر المشيدين بعمله وطلبه للعمل معه في العارضة الفنية، لكن بن شيخة فضل العودة إلى الوطن ليكون مدرب أول للمنتخب الجزائري.