اعترف وزير الأشغال العمومية عمار عول، أمس الأحد، بوجود نقائص وعقبات في أشغال الطريق السيار "شرق غرب" سواء على الصعيد التقني أو من حيث آجال تسليم المقاطع، لكنه هوّن من الوضع، مؤكدا أن مصالحه تسهر وتحرص على تسليم المشروع كاملا في آجاله المحددة دون الإخلال بالرزنامة المعلن عنها، موضحا أنه أصدر تعليمات صارمة من أجل احتواء جميع العيوب المسجلة في مقاطع الطريق السيّار في بعض الولايات شرق وغرب البلاد، متوعدا الشركات المخلة بدفاتر الشروط بعقوبات قاسية. وجاء تصريح غول، أمس، خلال افتتاحه للطبعة الثامنة للصالون الدولي للأشغال العمومية بقصر المعارض بالصنوبر البحري العاصمة والذي ستستمر فعالياته إلى غاية العاشر من الشهر الجاري. وكان الوزير مرفقا بوفد هام من إطارات الوزارة وممثلي الشركة الوطنية للمعارض والتصدير "سافكس" المنظمة للتظاهرة، وعلى رأسهم الرئيس المدير العام السيد رشيد قاسمي ومدير العلاقات الخارجية وترقية المنتوج السيد مولود سليماني. وقد طاف الوفد عبر أجنحة الصالون، حيث استمع إلى انشغالات مسيري الشركات العمومية والمجمعات الخاصة الناشطة في هذا القطاع الاستراتيجي الهام. تهافت دولي كبير واهتمام متزايد بورشات القطاع ويشارك في طبعة هذا العام أزيد من 328 عارضا يمثلون كبريات المجمعات المحلية والأجنبية. منها 165 شركة جزائرية من بينها 136 مجمع خاص و29 مؤسسة عمومية، إضافة إلى 163 شركة قادمة من 19 بلدا أجنبيا وهي ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، تركيا، الصين، بلجيكا، الهند، البرتغال، إسبانيا، الدانمرك، المغرب، اليابان، سويسرا، كوريا الجنوبية، تونس، المجر، جنوب إفريقيا، كندا والنمسا، تعرض جميعا على مساحة تزيد عن 14 ألف متر مربع، إلى جانب المجمعات الجزائرية العملاقة، ومنها مجمع "كوسيدار"، "قرانيتكس" و"جني سيدار"، وعشرات الشركات المتخصصة في إنتاج وتصنيع مواد البناء وآليات ومعدات الانجاز.. وقال عمار غول إن هذه التظاهرة أصبحت موعدا اقتصاديا متميزا بالنظر إلى الديناميكية الجديدة التي تطبع قطاع إنجاز وإنشاء البنى التحتية والأشغال العمومية في السنوات الأخيرة، وفضاء هاما لفهم الوثبة الكبيرة التي تعرفها البلاد في مجال استحداث المنشآت والهياكل القاعدية، مؤكدا أن تعداد الورشات في هذا المجال تضاعف 6 مرات مقارنة بإحصائيات سنة 2000. كما أن الورشات الكبيرة التي يتضمنها المخطط الخماسي الجديد 2010 2014 أصبحت محل اهتمام الشركات الأجنبية، التي أبدت اهتمامها بالمشاركة في المناقصات المرتقب الإعلان عنها وفقا للشروط والمعايير الجديدة التي أقرت لتنظيم سوق الاستثمار الأحنبي في البلاد. وفي هذا الصدد، قال عمار غول إن الدولة خصصت غلافا ماليا معتبرا لتمويل مشاريع الأشغال العمومية خلال السنوات الخمس المقبلة يقدر ب 8 مليارات دولار، مفيدا بأن المشاريع ذات الأولوية في مخطط الوزارة هي إنجاز موانئ صيد جديدة واستكمال الطريق السريع وبناء عدد من المطارات الداخلية، موضحا أن الحكومة فتحت باب الاستثمار على مصراعيه للشركاء الأجانب، شريطة التقيد بالقوانين المعمول بها. والهدف حسب الوزير بلوغ الجودة العالية بتكاليف أقل، ومراعاة المعايير الدولية في سلامة وأمن المنشآت والبنى التحتية. غول يشدد على ضرورة رسكلة وتأهيل الموارد البشرية في القطاع وأضاف غول أن طبعة هذا العام تشهد مشاركة دولية واسعة مقارنة بجميع الطبعات الماضية، مؤكدا أن الصالون تحوّل على امتداد السنوات الماضية من مجرد صالون متخصص، إلى تظاهرة من العيار الثقيل، معتبرا إياه فضاء مهما لتبادل الخبرات والاطلاع على التقنيات الحديثة والتطورات الحاصلة في ميدان الأشغال العمومية عبر العالم. وعند وقوفه لدى أجنحة الشركات العمومية المشاركة، قال غول إن المتعاملين المحليين في القطاع مطالبون أكثر من أي وقت مضى بربط علاقات مع نظرائهم الأجانب بهدف نقل التكنولوجيا وبناء علاقات تعاون وشراكة تخدم المصالح الإستراتيجية للدولة. من جانب آخر، شدد وزير الأشغال العمومية على ضرورة رسكلة وتأهيل الموارد البشرية من مهندسين وفنيين لمسايرة التطور الحاصل على الصعيد العالمي في مجال الإنشاء والبناء، خصوصا في مجال التقنيات الجديدة المعتمدة في تأمين المنشآت.