لم يكن، صباح أول أمس، عاديا ببوقاعة شمال ولاية سطيف بعد أن اهتزت لاحتجاجات عارمة استعمل فيها المواطنون الغاضبون كل انواع المطالبة بالضروريات. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فان القطرة التي أفاضت الكأس تعود الى الأزمة التي ضربت المياه الصالحة للشرب والتي لم تزر منازل السكان بعد أسبوع كامل، أرغم العائلات على السقاية من الآبار والمنابع الطبيعية البعيدة عن المدينة، كعين مداح وتالة نتروميت أو من أم لعلو، وقد قام المحتجون بتطويق مبنى "الجزائرية للمياه" بقلب المدينة، وهذا بعد اعتصامهم قرابة يوم كامل امام مقر الدائرة، ليحين دور مقر البلدية التي أغلقت أمس بعد وصول الغضب اوجه في أعقاب عدم اكتراث المسؤولين بمطالب السكان. وتشير نفس المصادر إلى أن عشرات الشباب أقدموا على غلق عدد من منافذ المدينة، مستعملين المترايس وكل انواع الحجارة مضرمين النيران في العجلات المطاطية مانعين مرور المركبات، لا سيما على مستوى الطريق الوطني الرابط بوڤاعة بعاصمة الولاية ودوائر حمام ڤرڤور ڤنزات وبني ورتيلان. وبدت بوڤاعة، أمس، خالية على عروشها بعد ان أرغمت المحلات على الغلق خوفا من نشوب فوضى بين المحتجين ورجال الأمن الذين ترقبوا الحدث بحذر كبير، في حين علمنا أن رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي دخلا في مفاوضات مع عدد من المحتجين لم تفض لحد كتابة هذه الأسطر لأي جديد. كما طالب سكان بن عرعار والخنوسة السلطات بالاهتمام بواقع التهيئة الحضرية والطرقات بأحيائهم بعد ان عرت الأمطار الأخيرة عيوب الأشغال، وهددت عدة عائلات داخل منازلهم، يحدث هذا بعد يوم من دخول الحافلات التي تعمل عبر خط بوڤاعة سطيف في اضراب مفتوح عن العمل تنديدا بما أسموه "الفوضى الحاصلة في تسيير هذه الخطوط"، رافضين دخول الحافلات العاملة عبر خطوط مختلف الدوائر والبلديات نحو ولاية سطيف التوقف بمحطة الحافلات ببوڤاعة، وهو مطلب سبق طرحه ورفض من طرف أصحاب الحافلات العاملة انطلاقا من بني ورتيلان وڤنزات حمام ڤرڤور ذراع قبيلة وماوكلان، وهم يعتبرون بان بوڤاعة محطة لابد التوقف عندها بالنظر الى كثافة السكان بها باعتبارها الأكبر بشمال غرب الولاية وكذا عمد السكان الراغبين في التنقل الى عاصمة الولاية والذين يتخذون من بوڤاعة محطة لما فيها من مرافق. وأعرب لنا عدد من العمال والمتمدرسين بعاصمة الولاية، عن غضبهم ممن شنوا الاضراب باعتبارهم لم يشعروا بإضرابهم، وقاموا بنقلهم صباحا قبل تجميد الخدمة مساء، ما خلق فوضى كبيرة بمحطة المسافرين بسطيف بعدما وجد هؤلاء أنفسهم بلا نقل، في حين تبقى خدمة النقل مشلولة وبوڤاعة بالكامل على صفيح ساخن إلى إشعار غير معلوم.