يقف ملايين الحجاج منهم 36 ألف حاج جزائري الذين جاءوا من كل فج عميق علي جبل عرفات ''المشعر الحرام'' اليوم الخميس لتأدية الركن الأساسي في الحج وهم يرفعون أيديهم الي السماء داعين الله عز وجل أن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا، وأن يغفر الله ما تقدم من ذنبهم. وتوجه الحجاج إلي عرفات صباح اليوم الخميس من مني بعد أن قضوا يوم أمس ''يوم التروية'' في مني في معية الله اقتداء بسنة المصطفي صلى الله عليه وسلم، قبل التوجه إلى جبل عرفات. وهطلت الأمطار على حجاج بيت الله الحرام الذين توجهوا منذ فجر أمس إلى مشعر مِنى لقضاء يوم التروية فيه. ويقضي الحجاج يومهم وليلتهم في مخيمات منى المعدة لاستقبالهم حيث تبدأ مشاعر الحج الفعلية رسميا. وقد توافد أمس أكثر من ثلاثة ملايين حاج على منى؛ تلك المدينة المؤقتة كما يصفها البعض وسط متابعة على أعلى مستوى من قبل القيادة السعودية وكافة الأجهزة الأمنية لضمان تدفق سهل وسط متابعة ميدانية من قبل حوالي 63 ألف رجل أمن وقرابة نفس العدد من منسوبي الجهات المساندة. وقد استقبلت معظم المخيمات والحملات حجاجها من كل بقاع الأرض، وازدحمت الطرق بوسائل النقل الجماعية التي انسابت في سهولة بالغة وسط تنظيمات مشددة ومتابعة حازمة من الجهات الأمنية السعودية لم تسمح بأية فرص لإعاقة الحركة. وجاءت حركة الحجيج وسط أجواء ملبدة بالغيوم إلى أن هطلت الأمطار، في ظل ملاحظة حركة استباقية من قبل رجال الدفاع المدني لاتخاذ اللازم بعد سقوط الأمطار وتطبيق الإجراءات الوقائية، وشوهد أفراد الدفاع المدني يتفقدون المخيمات ويوجهون العديد من النصائح والإرشادات. وبحسب رأي العديد من الفلكيين، لا تدخل الأمطار التي هطلت ضمن ''المربعانية'' التي ستحل على المملكة في 15 ذي الحجة وهي مرحلة الشتاء الفعلي. ولن تدخل البرودة المستديمة إلا في أواخر شهر ذي الحجة ومطلع السنة الهجرية الجديدة، حيث ستأخذ الأجواء الصفة الشتوية وتكون هناك فرص كبيرة لهطول الأمطار. يذكر أن اللواء محمد بن صالح الشهري قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج سبق وأكد في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أن خطة التروية التي تشمل يومي السابع والثامن ودخول الحجاج منى ستتم بحسب الترتيبات المسبقة، وسيتم نقل ضيوف الرحمن إلى عرفات صبيحة يوم عرفة أو في ليلة عرفة. وعن الاستعدادات لهطول الأمطار، قال الشهري ''وضعنا الخطط التي تتناسب والظروف المناخية والعوامل الجوية، مع وجود خطط وطريق بديلة وعملية لتوجيه السيارات ولخدمة الحجاج لتجنب المواقع التي هي الأكثر احتمالا أن تكون مجرى للسيول أو الانهيارات الصخرية وتلك التي قد تكون أيضا نقاطا صغيرة تتجمع فيها الأمطار. هذا والتقى الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج السعودي في مكتبه في جدة أول أمس، محمود خدري وزير العلاقات مع البرلمان رئيس بعثة الحج الجزائرية. وجرى خلال اللقاء مناقشة الأمور المتعلقة بشؤون الحجاج الجزائريين لهذا العام ، فيما أشاد خذري بالجهود والتنظيمات والإجراءات التي أعدتها وزارة الحج للحجاج والمعتمرين في ظل ما توليه وتقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني من جهود وإنجازات وخدمات ميسرة لجميع ضيوف الرحمن حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وعودتهم إلى بلادهم سالمين غانمين.