تتغنى الأحزاب الوطنية عندنا بالوطنية وترفع صوتها عاليا حين ترد بكبرياء "أن لا أحد يزايد على وطنيتنا"، "ما نزايدوش ما تخافوش لأنكم وطنيون"، وربما "شعيب لخديم" هو العدو. وتتغنى الأحزاب الديمقراطية بالديمقراطية، ولكنها تبحث عن طريقة تجعل فيها الأقلية تفرض رأيها على الأغلبية الصامتة والأغلبية التي تقطع الطريق والأغلبية التي "تحرڤ" نحو الموت في البحر، والأحزاب الإسلامية تتشدق برسالة الإسلام السامية، وربما يأتي يوم تؤمم فيه الإسلام وتوزع فيه صكوك الغفران على الناس من أجل أن تدخلهم للجنة أو النار. وهناك أحزاب مازلت لحد الآن لا أعرف أين محلها من الإعراب؟ ربما هي" ديمقراسلاموطنية"، لأنك لا تستطيع أن تعرف لها رأسا من قدم. الآن الديمقراطية والإسلام والوطنية حكر على أحزاب معينة ولا مجال للمزايدة على هذه الأحزاب، التي تعيش تقفش وإسلام عمر، ووطنية العربي بن مهيدي وديمقراطية نيلسون منديلا، فالرؤساء فيها فقراء جدا، لا ينامون حتى ينام "شعيب لخديم" وأطفاله شبعا، لذا هذه الأحزاب تصف نفسها بالوطنية والديمقراطية والإسلامية. أما "الشعيب لخديم"، فليس سوى "غاشي" كما قالها أحد الديمقراطيين جدا فلا وطنية ولا ديمقراطية ولا إسلام له، ولي ما معجبوش يشرب من البحر الأبيض المتوسط أو من واد الحراش. وإن لم "يصح" له ذا أو ذاك، "فليخبط رأسه في الحيط". وسؤال بريء، هل من الوطنية والديمقراطية والإسلام أن تعيشوا في بروج عاجية تتهامسون بينكم "هاذي ليا هاذي ليك" و"اخطيك من الغاشي راه غير يعيك"؟