أكثر التكهنات ترجيحا كانت تميل إلى كونالفولدن بوي عبد المؤمن خليفة اللاجئ إلى لندن قد يعود ذات يوم وزيرا للمالية في حكومة الجزائر.. ليست أقل ولا أكثر! ولكن عبد المؤمن الذي يمثل حاليا أمام القضاء البريطاني على خلفية طلب يده بواسطة الأنتربول لكي يتم تسليمه للجزائر مختوما بوصل استلام رفع السقف عاليا جدا، لاسيما أن القضاء البريطاني نفسه اشترط سابقا لتسليمه حصوله على منصب عمل دائم! فقد قال الرجل إن بوتفليقة خامره شك في أنه يريد أن يصبح رئيسا من بعده وهذا بعد نمو إمبراطوريته المالية. وهو السبب الذي جعله يعجّل بتصفية مجمع الخليفة على طريقة تصفية إمبراطورية قرطاج من قبل الرومان في سالف العصر والزمان! وهذا معناه أن الإمبراطور المنهار الخليفة نفسه أعطى انطباعا بأنه يمكن أن يكون رئيسا خاصة بعد أن يبلغ الأربعين وصار من أصحاب الملايين، وفوق هذا يخالط عائلة بوش (الحاكمة آنذاك) ولا يخالط الحرافيش في باب الوادي أو الحراش! وهو الذي فعله بن فليس حين خرج من وراء الرئيس وأعلن نفسه مشروع رئيس فسقط على طريقة من يسقط حرا في بئر، أو يسقط في حمام نسوان! وعندما تخامر صاحب المال والجاه فكرة تبوؤ أعلى كرسي في البلاد ولو كان من نار وقائم على أكوام وجبال من الفساد، فإن هذا التفكير يمكن فهمه في إطار المنطق العام للحكم! فالذي يملك يحكم أي إن المالكين ينوبون مع تغطية شعبية تحت مظلة الديمقراطية وصندوق الانتخاب والانتحاب (من النحب) واحد ممن يرضون دينه وملته وولاءه فيقدمونه لكي يرأسهم ويرأسنا! وأقول يحكم في إطار المنطق العام.. وليس في إطار آخر يتيه فيه العقل كما يتيه الرعيان مع الأغنام في الصحارى، ولو أن بوتفليقة وعدهم بمسح ديونهم كما وعد الفلاحين! لأن الذي يحدث عندنا أي في بلاد المنطق في أوج شدته أن الفريق الوطني المرشح للرئاسيات القادمة زوالي وعريان بالمصطلح الجزائري، وأحسن واحد يملك فيلا (غير فاخرة) أو سيارة (قديمة) أو مصوغات (مقلدة) أو ربما خم دجاج ربما سطا عليه الثعلب كما هو حال إعلان تواتي عن أملاكه في انتظار أن يعوضوا له في إطار المسح الفلاحي بالمكنسة (والبالة)! وهذا النوع يفترض أنه لا يصلح للحكم على اعتبار أن الجزائريين أنفسهم اكتووا منذ سنين الانفتاح بنار الأميار (أي رؤساء البلديات) من الذين أكملوا عهدتهم (خدموا فيها لصالحهم) ويطمعون في عهدة أخرى يخدمون فيها شعيب لخديم وهو ما لا يفعلونه! وبالتالي يصبح أمثال الخليفة أجدر بالحكم فهم يملكون المال ويشترون الرجال ولو بوصل بنزين أو ساندويتش والأقل منه قليلا وزراء.. نافذون وليسوا وزراء يستقبلون ويودعون!