جدد السفير المغربي باستراليا اتهامه للجزائر، معتبرا أنها تقف خلف احداث العيون التي راح ضحيتها عشرات الصحراويين الأبرياء، معرفا بسقوط ضحايا مغاربة أو من اسماهم ب "ضحايا الواجب الوطني" ونافيا في الوقت ذاته أن يكون قد تم سقوط ضحايا من الجانب الصحراوي. فبعد الحروب المختلفة التي تخوضها المغرب مع توزيع الأدوار والألوية، هاهي تلجأ إلى ساحة حرب أخرى من خلال تسييرها لمسيرات في المهجر كانت أولها بأستراليا منددة بالتدخل الجزائري ودعمه لجبهة البوليزاريو. وخلال مشاركته في هذه المسيرة التي تدخل في لعب أوراق مختلفة من طرف المغرب للتأثير على الرأي العام الدولي، اتهم السفير المغربي بسيدني علانية الجزائر بوقوفها وراء أحداث العيون، ولم يستثن اسبانيا التي طالبت بحل عادل للقضية الصحراوية، رافضة العمل الهمجي الذي قام به المخزن ضد الابرياء، معتبرا أن الجزائرواسبانيا متحالفتان ضد المغرب، والإتهام ليس بجديد من طرف النظام المغربي، الذي يشحن الهمم في الشهور الأخيرة ويرفع درحات التوتر الى اقصاها، رغم حكمة الجزائر التي فضلت عدم الدخول في مثل هذه الترهات التي انكشفت للعالم. واللافت في تصريح السفير، أنه نفى أن يكون ثمة ضحايا من الشعل الصحراوي، محاولا استغلال التعتيم الإعلامي الذي مارسه المغرب للتستر على الجريمة، متناسيا ما تناقلته وسائل اعلام استطاعت ان تدخل المخيمات وتسجل الاحداث بالصوت والصورة وتسجل شهادات عمن رأوا ضحايا يسقطون من الجانب الصحراوي. وإن كان الأمر فعلا كما يقول السفير الصحراوي فلماذا لم يحاول تبرير التعتيم الاعلامي الذي مارسه المغرب على الأحداث؟ ولا شك أن نظام المخزن يعمل على استراتيجية توسيع دائرة النشاط المعادي للجزائر، بالاعتماد على الانتقال من نقطة الى اخرى في خطة مدروسة الهدف منها محاولة اقحام الجزائر في قضية الصحراء الغربية، ليبدو الصراع أمام العالم جزائريا مغربيا وليس مغربيا صحراويا، وهو الأمر الذي بات مكشوفا لدى الجميع وكشفته حتى وثائق ويكليكس المهربة التي أكدت أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يسعى لانشاء علاقات طيبة مع المغرب، وأنه يتمنى أن يتدخل لايجاد حل لقضية الصحراء الغربية، ولكنه أعرب في الوقت نفسه أنه لا يستطيع العمل خارج الشرعية الدولية، وفي مقابل ذلك كشفت نفس الوثائق عن النية "الخبيثة" للمغرب التي سربت رسائل مفادها أن الجزائر تنوي تطوير برنامجها النووي بمساعدة إيرانية، محذرة من تنامي القوى العسكرية للجزائر، وهو ما يدل على الحقد الذي يكنّه النظام المغربي للجزائر والحكمة والرزانة الجزائرية والدبلوماسية الحكيمة التي تسير على نهجها الجزائر.