أكد، سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر السيد ابراهيم غالي، أمس، أن الشعب الصحراوي اليوم أكثر تصميما وإرادة لمواصلة طريق الكفاح والنضال حتى يتمكن من بناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني. واعتبر، السفير الصحراوي، في كلمة ألقاها خلال أشغال ندوة فكرية بعنوان ''الصحراء الغربية.. آخر مستعمرة في إفريقيا'' نظمها مركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية، وشارك فيها نخبة من المفكرين، أن قضية استقلال الشعب الصحراوي قضية وقت فقط، مشيرا إلى أن هذا حق واضح وصاحبه يطالب به وهو مستعد لتقديم المزيد من التضحيات لتحقيق استقراره. ونوه، السيد غالي، في هذا السياق، بصمود المناضلة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان، أمينتو حيدر، والمعتقلين الصحراويين السياسيين المتواجدين في السجون المغربية في وجه الانتهاكات المغربية السافرة موجها رسالة للجميع بضرورة التمسك بحق الدفاع المشروع عن قضيتهم العادلة ومواصلة السير للأمام ''فالنصر آت لا محال'' يؤكد السفير الصحراوي الذي اعتبر ذلك أكثر من يقين. ولدى تطرقه إلى الظروف التاريخية لاحتلال الصحراء الغربية، أبرز السيد غالي بسالة الشعب الصحراوي في الدفاع عن أرضه منذ الاحتلال البرتغالي والإنجليزي والاسباني، فقد قاتلوا الجميع وتوصولوا إلى إتفاقيات باستثناء المغرب الذي لم ''ندخل معهم في حرب ولم نتفق معهم'' لنكون آخر ضحية استعمار في المنطقة وضحية الأطماع التوسعية، قبل أن يضيف حول اتفاقية مدريد التي جردت الصحراويين من سيادتهم على الصحراء الغربية أن هذه الأخيرة لم تكن شرعية حتى أن بنودها لم تطبق، حيث نصت على تقسيم الإدارة إلى إدارة ثلاثية على أن تسلم إلى مسؤولين مغاربة وموريتانيين وممثلين عن الشعب الصحراوي وهذا ما لم يحدث إذ غيب ممثلو الشعب الصحراوي. ومنذ بداية الغزو المغربي للأراضي الصحراوية يضيف السفيرالصحراوي تفنن المغاربة في إذاقة الشعب الصحراوي كل أنواع التعذيب حيث عمدوا إلى رمي النساء الأطفال والشيوخ من طائرات الهيلوكوبتر، إضافة الى دفن العشرات من المقاومين في قبور جماعية ومهاجمة السكان المدنيين بالقنابل الانشطارية وبالنابالم والفوسفور الأبيض وهي أسلحة محرمة دوليا، مما خلف عشرات الضحايا لازالت آثار التعذيب بادية عليهم لحد الآن. وفي هذا السياق، طالب الدبلوماسي الصحراوي المغرب بأن يقوم بتعويض ضحايا حرب الإبادة كما طالب المجتمع الدولي بأن ينصف الناجين من تلك الحرب ويقف معهم لاسترداد حقوقهم. واستمر السفير الصحراوي في سرد معاناة الشعب الصحراوي مع المحتل المغربي، حيث أوضح أن سياسته الممنهجة ضد الصحراويين المتواجدين في الاراضي المحتلة وتضييقه عليهم لم تكفه إذ عمد وباستعمال الطرق الملتوية لممارسة الضغط وحرب الجوع على اللاجئين الصحراويين المتواجدين بالاراضي الجزائرية فبعد أن اعترف المجتمع الدولي بأنهم لاجئين وخصهم بمساعدات إنسانية لجأ المغرب بمساعدة ضباط فرنسيين إلى إطلاق الإدعاءات بأن الصحراويين ليسوا بحاجة إلى تلك المساعدات بسبب أنهم عثروا على علب التونة بصحراء موريتانيا وهو ما جعلهم يوقفون تلك المساعدات بهدف الضغط على الصحراويين حتى يستسلموا، وفي هذا الصدد أكد السيد غالي أن الشعب الصحراوي لن يستسلم ولن يستبدل كرامته بعلبة تونة أو صفيحة زيت أو قطعة خبز فالشعب الصحراوي لاجئ وهو مستعد للمقاومة بشكل أكبر. وخلص السفير الصحراوي في مداخلته الى التأكيد أن قضية الصحراء الغربية قضية سياسية تتطلب حلا سياسيا، مستبعدا بذلك خيار الكفاح المسلح لتحقيق مطلب الاستقلال وهو الخيار الذي يطالب الشعب الصحراوي بالعودة إليه بعد فشل جولات المفاوضات السابقة مع المحتل المغربي.