كشف الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية الأدميرال بيار لاكوست، أن جهازه خطط لنسف السفارة الإيرانية في بيروت في العام 1983، فيما نفذت الاستخبارات الأمريكية محاولة اغتيال للعلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله. ففي الذكرى الخمسين لإنشائها، أراد رئيس المخابرات الفرنسية الخارجية، الأدميرال بيار لاكوست، الاحتفال بهذه المناسبة على طريقة 'فضائح ويكيليكس' كاشفا عن وثائق من تاريخ هذا الجهاز وجرائمه.
وقال، إن المخابرات الخارجية الفرنسية خططت لنسف السفارة الإيرانية في بيروت العام 1983 بسيارة مفخخة وبصواريخ بازوكا لكن السيارة لم تنفجر والصواريخ لم تنطلق.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلامية للاحتلال الإسرائيلي، فقد جاء المخطط الفرنسي هذا ردا على ما زعمته الحكومة الفرنسية في عهد الرئيس فرانسوا ميتران إنه مسؤولية إيران عن عملية نسف مقر قيادة الجنود الفرنسيين في بيروت في أكتوبر من العام نفسه، ما أدى إلى مصرع 58 جنديا.
وبحسب شهادة لاكوست، الذي ترأس الجهاز المذكور خلال السنوات 1982 1985، فإن جهازه توجه إلى الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية وغيرهما بطلب الحصول على معلومات عن منفذي العملية. حيث زعمت المعلومات التي تلقاها الجهاز بأن حزب الله هوالذي نفذ هاتين العمليتين وبمصادقة الاستخبارات الإيرانية، علما أن حزب الله نفى في محطات مختلفة مسؤوليته عنهما.
وقال لاكوست في حديث بثته إحدى الفضائيات الغربية، أنه جرى تجهيز سيارة مفخخة ووضعها على مقربة من السفارة الإيرانية في بيروت. وبغرض التمويه أعدت أيضا قذائف بازوكا لإطلاقها على المبنى في حال عدم انفجار السيارة. ولكن لا السيارة انفجرت ولا قذائف البازوكا انطلقت'.
وبحسب معلومات فقد اكتشف حراس السفارة الإيرانية في محلة الجناح بالعاصمة اللبنانية حيث كان مقرها في العام 1983 سيارة جيب، متوقفة امام مبنى السفارة وهي مفخخة بنحو500 كلغ من المواد المتفجرة مخباة داخل عدد من الإطارات على متنها، فعمدوا فورا إلى تفكيكها ومصادرتها.
وبحسب يوسي ميلمان، وهوإعلامي في دولة الاحتلال، فإن هذا الكشف المثير من جانب لاكوست يترافق مع كشف آخر سابق له، يرتبط هوالآخر بما يمكن تسميته 'إرهاب برعاية أجهزة استخبارية' كان الإعلامي بوب وودوورد،، كشف عنه في كتابه 'الحجاب' الصادر العام 1987.حيث يستند الكتاب إلى أحاديث أجراها وودوورد مع رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية في الثمانينيات بيل كايسي. وأضاف: أن إسرائيل ليست وحيدة في عالم الانتقام. كما أن دولا غربية ديمقراطية مثل فرنسا وأمريكا، وكذلك بريطانيا في ماضيها الاستعماري، لم تتردد في ممارسة الارهاب ضد ما تراه ارهابا. ولكن في ما يتعلق بالكم فإن إسرائيل تفوقت على الجميع، ففي الانتفاضة الثانية، نفذت مئات عمليات الاغتيال. وأحيانا استخدمت طائرات حربية فقصفت بيوتا وقتلت أبرياء.