كشف كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج حليم بن عطا الله ان ظاهرة زواج الجزائريات بالأجانب عن طريق الانترنت قد سجلت ارتفاعا معتبرا، مؤكدا ان أغلبية النساء قد وجدن أنفسهن في واقع مغاير لما وصف لهن واصفا إياه بالمزري. وأوضح المسؤول الحكومي في حوار خص به موقع الاذاعة الجزائرية ان غالبية عروض الزواج تأتي في مصر وسوريا بالدرجة الأولى وليبيا بنسبة أقل، وكذا عدد من بلدان الخليج العربي، كما أنها تكون عن طريق الانترنت ومن خلال رعايا عرب مقيمين في الجزائر، وأبدى الوزير المنتدب أسفه عن هذا التصرف قائلا " هؤلاء النسوة لا يعرفن للأسف ما ينتظرهن"، فهن حسبه يتزوجن برجال يعيشون في ظروف اجتماعية بسيطة جدا كي لا نقول عنها بائسة، فبعض الشهادات تؤكد أنهن اضطررن إلى العمل بعد أن تم التخلي عنهن في أحياء قصديرية دون أية حماية. وقال بن عطا الله "هؤلاء النسوة يطلبن المعونة من الجزائريين المقيمين في تلك البلاد، لكنهن لا يتقدمن إلى سفاراتنا هناك لأنهن في حالة جد مهينة ويرفضن إعادة الاتصال مع أهاليهم، هن نساء يعشن في سرية وعددهم في تزايد، وهو وضع يثير القلق" أمام أرقام غير محددة وشهادات مؤثرة. أولياء يدفعون أبناءهم نحو الهجرة السرية
وبخصوص الهجرة السرية التي ما فتأت تتزايد هي الأخرى قال بن عطا الله أن المهاجرين" الحراقة" القصر يدفعون دفعا من طرف أولياءهم من أجل خوض تجارب مميتة في عرض البحر، وهو ما لا يمكن التغاضي عنه، لا سيما بعد محاولات مستشارينا لإعادة هؤلاء القصر إلى أولياءهم الذين يقابلون بالرفض، ويفضلون إعادة إرسالهم إلى المهجر، وهو ما يدفعنا إلى إطلاق نداء للأولياء، لكي يسترجعوا أبناءهم ولا يتركوا لهم المجال للمغامرة. وأشار كاتب الدولة على ضرورة العمل باتجاه أعماق المجتمع الجزائري من أجل فهم الأسباب الحقيقية للظاهرة، وإدراك الإجراءات المناسبة لها، ليس فقط بالنسبة للحراقة، بل أيضا لشبكات الدعم التي يبدو أنها منظمة بإحكام.
استغراب للتشدد الفرنسي تجاه الرعايا المغاربة
وعن الموقف المتخذ إزاء التشديد على شروط الحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا، قال بن عطا الله أنه "علينا أن نتعاون لفائدة ملايين الجزائريين والمغاربة الذين يريدون التنقل إلى أوروبا دون سوء نية، فهم لا يريدون البقاء هناك، ولكن فقط الحصول على حرية التنقل" إلا أنه وللأسف هناك اتجاه بإعادة هؤلاء قصريا، وهي ممارسات مقلقة، وهو ما سيناقش مطلع العام المقبل، بالإضافة إلى كل الملفات ذات الصلة.
ثلاث محاور ضمن برنامج يهم الجارية
وأوضح الوزير بن عطا الله بخصوص اتصالات كتابة الدولة بالجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، وكذا تنقلات بن عطا الله إلى فرنسا ولبلدان المغرب العربي وبلدان عربية أخرى أنه تم الشروع في برنامج عمل مكون من ثلاث محاور أولها الاتجاه إلى المواطنين المغتربين والتقرب منهم لكي نشرح لهم بان الدولة ترافق جاليتها في الخارج كما تنتظر منهم مشاركة و إضافات مميزة، أما هدفنا الثاني فكان يتمثل فيجمع اكبر قدر من المعلومات الدقيقة، بالإضافة إلى جرد علم لانشغالات جالياتنا من اجل العمل عليها في المدى الطويل، وهذه هي الديناميكية التي أردنا إطلاقها في كل المجالات.وكشف بن عطا الله عن تواصل العمل على إنشاء مجلس استشاري في الجزائر يضم مجموعة من الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج من اجل العمل بالتنسيق مع كتابة الدولة لإيجاد نسق واضح حول الطريقة المثلى لمساهمات المغتربين في نمو بلادهم الجزائر.