في انتفاضة جديدة كالتي حدثت في تونس بسبب الظروف المعيشية المتردية التي تعيشها الشعوب العربية، تشهد مصر منذ أول أمس ثورة شعبية عارمة لم تستطع قوات الأمن المصري وقفها، حيث أسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الشرطة أمس، عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم ضابط شرطة، فيما أصيب العشرات في اشتباكات بين الشرطة وآلوف المحتجين الذين طالبوا بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما في احتجاجات غير مسبوقة. وذكر التلفزيون الحكومي أن ضابط شرطة لقي حتفه في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين بوسط القاهرة في حين قالت مصادر أمنية أن قتيلين سقطا في مدينة السويس في شرق البلاد. وأضافوا أن 46 شخصا أصيبوا في مظاهرات في أنحاء البلاد دعا إلىها نشطاء عبر الإنترنت.
ودعا المحتجون في القاهرة للإطاحة بنظام حسني مبارك، فيما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين الذين أظهروا صمودا نادرا في مواجهة عملية أمنية ضخمة وطاردوا بعض أفراد الشرطة في شوارع جانبية.
وفي الإسكندرية مزق المحتجون صورة لمبارك (82 عاما) وإبنه جمال الذي يعتقد كثير من المصريين أنه يجري إعداده لتولي المنصب حين يتنحى والده. رغم نفي الإثنان ذلك.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "تقديرنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه المشروعة." على حد قولها .
وقالت مصادر إعلامية، نقلا عن شهود عيان أن الاحتجاجات في القاهرة والمدن الأخرى ربما اجتذبت 20 ألف شخص أو أكثر. فيما قال بيان لوزارة الداخلية أن أكثر من عشرة آلاف شخص تجمعوا في ميدان التحرير وحده بوسط القاهرة لكنها لم تعط تقديرا لإجمالي المتظاهرين في باقي الأماكن.
وأضافت أن ما يحدث في مصر من ثورة شعبية غاضبة، هو تحذير مهم للنظام. موضحة أنها امتداد للإحباط المكبوت والاحتجاجات المستمرة. مشيرة إلى أن الأمر الجديد أيضا هو أنه توجد أجيال جديدة تستخدم أدوات جديدة. مبينة أن الانتفاضة الثانية التي تحدث في مصر، بسبب أوضاع المعيشة المزرية، يمكن أن تكتسب قوة دفع ما لم تتحرك الدولة سريعا للتعامل مع مطالب الإصلاح.