طرحت الهزيمة المفاجئة التي تكبدها المنتخب المحلي في مباراته الودية التحضيرية أمام المنتخب الأولمبي عدة تساؤلات وسط الشارع الرياضي الجزائري في وقت لم يعد يفصلنا عن افتتاح البطولة الإفريقية للمحليين سوى أسبوع فقط، حيث بدا أشبال بن شيخة أقل إرادة وعزيمة من أشبال آيت جودي الذين أظهروا عن إمكانيات كبيرة خاصة من الناحية الجماعية، وما حير الأنصار أكثر هو دخول المنتخب المحلي بالتشكيلة الأساسية التي يعتقد أن يشارك بها في "الشان"، غير أن الكثيرون يعتقدون أن الهزيمة لا تعكس أبدا مستوى المنتخب المحلي لأنه يضم أحسن العناصر في البطولة الوطنية رغم أنه ما يزال هناك بعض النقص في الانسجام بين الخطوط الثلاثة، كما أن هناك احتمالا بأن المدرب بن شيخة تعمد الهزيمة من أجل تمويه منافسيه في بطولة إفريقيا بالسودان والذين يتابعون باهتمام مستجدات الخضر في التحضيرات، كما أن إقبال رفقاء جابو على المنافسة الإفريقية جعلهم يلعبون بحذر شديد خوفا من الإصابات التي يمكنها ان تخلط كل حسابات المدرب في آخر لحظة، وفضلا عن ذلك فإن المباراة ودية وبالتالي فالنتيجة لا تهم كثيرا بقدر ما يكون المدرب قد استخلص الدروس ووضع يده على أهم الأخطاء التي ارتكبها أشباله والتي ينبغي أن يجد لها الحلول خلال هذا الأسبوع قبل السفر إلى الخرطوم. عمل كبير ينتظر بن شيخة هذا الأسبوع ومن المنتظر أن يعود بن شيخة بالتفصيل إلى هذه المباراة هذه الأيام، حيث سيركز بالدرجة الأولى على الجانب النفسي حتى لا يتأثر اللاعبون خاصة مع الانتقادات الكثيرة التي وجهت لهم، وسيشدد اللهجة معهم لعدم ترك أي فرصة للحظ خلال المباريات الرسمية مع ضرورة وضع الأرجل على الأرض واللعب بحذر مع تفادي الأخطاء السابقة التي أشار إليها بعد المواجهة، ويعتقد الكثيرون أن اللاعب الجزائري عامة كثيرا ما تفيده مثل هذه الانتكاسات لأنها تولد في نفسه الهمة والعزيمة على الثأر ورفع التحدي خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الألوان الوطنية، غير أن ذلك لا يكفي، حسب العديد من التقنيين، حيث أن الطاقم الفني مطالب بحسن توظيف طاقات اللاعبين في المباريات الرسمية من اجل الاستفادة من إمكانياتهم وبالتالي فإن أكبر تحد ينتظر بن شيخة هو تكوين منتخب متكامل ومنسجم. آيت جودي يركز على تحقيق الانسجام وبن شيخة يعتمد على الفرديات وأشار البعض إلى الفارق الهام في البرنامج التحضيري بين المنتخب المحلي والأولمبي، فالأول لا يعتمد كثيرا على التربصات الدورية من أجل خلق الأجواء العائلية بين اللاعبين وتحقيق المزيد من الاحتاك بينهم وبالتالي الوصول إلى تكوين منتخب بأتم معنى الكلمة يسوده الانسجام وليس فقط جمع أسماء لامعة من هنا وهناك كثيرا ما تذهب أتعابهم وإمكانياتهم دون تحقيق نتيجة، وهذا عكس المنتخب الأولمبي الذي أجرى عدة تجمعات تحضيرية ساعدت اللاعبين على التعرف على بعضهم البعض وخلقت بينهم نوعا من الأجواء الأخوية، كما أن المدرب آيت جودي كثيرا ما يتحدث باهتمام عن عامل الانسجام، حيث قال أنه الهدف الأول الذي يعمل على تحقيقه وهوما انعكس على المنتخب في المباريت الودية التي لعبها، فالمنتخب الأولمبي قوي في جميع الخطوط خاصة الوسط والهجوم، ويملك عناصر رغم صغر سنها ونقص خبرتها إلا أن معضمهم يلعبون بانتظام وفي التشكيلة الأساسية مع أنديتهم وفي القسم المحترف الأول فضلا عن فوزهم بكأس اتحاد شمال إفريقيا عن جدارة واستحقاق وفوزهم حتى على المنتخب المغربي فوق ميدانه وأمام جمهوره . نظرا لسوء الأرضية بن شيخة يتحفظ بشأن اختيار ملعب 19 ماي بعنابة لمباراة تونس الودية هذا وقد توجه مدرب المنتخب الوطني المحلي عبد الحق بن شيخة الى عنابة عقب نهاية المباراة أمام المنتخب الاولمبي وذلك من أجل تفقد هياكل مركب 19 ماي 56 وأرضية ميدان الملعب تحسبا للقاء الودي المرتقب أمام المنتخب التونسي يوم 9 فيفري القادم وكذا المباراة المصيرية أمام المغرب خلال شهر مارس، حيث أبدى بن شيخة إعجابه بالمرافق لكنه أبدى تحفظا بخصوص أرضية الميدان التي لم تنال رضاه غير أنه أكد أنه إذا تحسنت أرضية الميدان خلال الأيام المقبلة فإنه سيلعب لقاء تونس في عنابة وإذا لم يحدث ذلك فإنه سيضطر لاختيار ملعب 5 جويلية.