تحتضن دار الثقافة "عمر أوصديق" لولاية جيجل، فعاليات الملتقى الدولي حول الشخصية الموسوعة "أبو العيد دودو"، وهذا أيام 12 13 14 من شهر ماي القادم، بمشاركة مجموعة من الدكاترة والأساتذة الجامعيين، من مختلف الجامعات الجزائرية والأجنبية. هذا، وقد تم تنصيب اللجنة العلمية لتحضير هذه التظاهرة العلمية المتكونة من عبد العزيز بوباكير، السعيد بوطاجين، عبد الحميد بورايو، عمر علان، حسن بشاني، إلى جانب وجوه أدبية وطنية. يتناول الملتقى محاور أساسية تتضمن هذه الشخصية الفذة وإسهاماتها العلمية، باعتباره من بين أبرز المثقفين في الجزائر الذين عملوا في صمت على إنتاج ثقافة نوعية، فقد كتب القصة والمسرحية والأسطورة والدراسة النقدية والدراسة المقارنة وقصيدة النثر، كما مارس الترجمة إلى العربية من أكثر من لغة، وترجم أيضا إلى اللغة الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الشعراء الجزائريين المعاصرين. وحسب مصادر محلية، تم تنصيب اللجنة العلمية ولجنة المتابعة التي ستسهر على ضمان السير الحسن لهذا الملتقى، الذي يهدف إلى إعادة الاعتبار لهذه الشخصية الثقافية، أو التي تنحدر من قرية "تامنجر" ببلدية العنصر. والجدير ذكره، أن مديرية الثقافة بالولاية، أنشأت موقع أنترنت خاصا بالملتقى، ويعد الملتقى الدولي الأول منذ رحيل صاحب "بحيرة الزيتون"، حيث ستكرم خلال الملتقى زوجة الراحل النمساوية ووجوه ثقافية لها إسهاماتها في الساحة الفكرية. للعلم، فالدكتور الراحل أبو العيد دودو من مواليد 1934م بجيجل، قاص، ناقد أدبي، مترجم وأستاذ جامعي، درس بمعهد عبد الحميد بن باديس ثم انتقل إلى جامع الزيتونة، ومنه إلى دار المعلمين العليا ببغداد، ثم إلى النمسا، فتحصل من جامعتها على دكتوراه برسالة عن ابن نظيف الحموي سنة 1961م، درس بالجامعة التي تخرج منها ثم بجامعة كييل بألمانيا، قبل أن يعود إلى الجزائر، ليشتغل بعدها أستاذا في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة الجزائر، إلى غاية أن وافته المنية 14 من جانفي 2004. ولعل ما قيل وما يقال عن هذه الشخصية، فلا يمكننا أن نوافيه حقه، كونه قدم الكثير للثقافة العربية وساهم بنقل العديد من الكتب العالمية للغة العربية، من أهمها ترجمته الكاملة إلى العربية من اللاتينية لأول رواية في تاريخ الإنسانية "الحمار الذهبي" لابن مداوروش، الأديب والفيلسوف لوكيوس أبوليوس، والذي يعد من أنفس ما قدم للمكتبة العربية. ورغم معاناة دودو من مشاكل النشر في حياته، إلا أنه مازالت عشرات المخطوطات الإبداعية في مختلف الميادين من ترجمة ودراسة وإبداع أدبي، مكدسة في بيته الصغير بأعالي العاصمة، كما يوجد غيرها لدى عدد كبير من دور النشر الجزائرية والأجنبية التي تنتظر من يخرجها إلى النور.