بلغ، أمس، سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة 14.2 ألف دينار جزائري في بورصة "السكوار" للعملات الصعبة، وهو مستوى صرف لم تبلغه هذه العملة منذ بداية التعامل بالأورو في السوق الموازية مع نهاية 2002 بعد توحيد العملات الأوروبية والتخلي عن العمل بالفرنك الفرنسي والليرة الايطالية والمارك الألماني، وعدد من العملات الرئيسية الأخرى في أوروبا. وحسب العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم، فان هذه "القفزة "لم تكن متوقعة، بل أخذت العملة خطا تصاعديا منذ نهاية ديسمبر الماضي، وهي الفترة التي يزداد فيها الطلب بمناسبة احتفالات رأس السنة، لكن لم يعاود مستوياته المعهودة، خصوصا في الفترة الشتوية التي يتناقص فيها الطلب، وذلك بسبب المضاربة والاحتكار وظهور السماسرة الجدد. وحسب معلومات استقيناها من التجار والمشترين أنفسهم في جولة قادتنا في الأيام الأخيرة إلى "بورصة السكوار"، فان السوق شهد في الأشهر القليلة الماضية اقتحام فئة لم تكن معهودة في السوق، وهي فئة المضاربين والمحتكرين الذين يعمدون إلى شراء كميات كبيرة من السيولة، إلى درجة أن أصبح السوق في بعض الفترات خاو من السيولة بشكل شبه تام، وتعمد هذه الفئة بعد فترات إلى إخراج كميات محدودة بأسعار مرتفعة عن المستوى الذي كانت عليه قبل الاستحواذ. ولم تطل هذه السلوكيات العملة الأوروبية الموحدة فحسب، بل امتدت أيضا إلى الورقة الخضراء الدولار والدرهم الإماراتي على اعتبار أنهما عملتان مطلوبتان بقوة من طرف تجار "الشنطة" الذين يعملون على محور الجزائردبيوالجزائراسطنبولوالجزائربكين. وقد كشفت لنا الجولة أيضا، أن السماسرة الجدد وهم من الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 50 و60 سنة، يعمدون إلى رفع سعر الصرف بعد "التداول"، أي الاتفاق على السقف بالإجماع مما لا يدع أي هامش للمنافسة. وإن كانت، فإن هؤلاء المضاربين يعمدون إلى شراء المعروض لدى أول فرصة. معطيات السوق تؤشر إلى ارتفاعات إضافية في الأيام المقبلة
وحسب الخط التصاعدي لسعر الصرف، فإنه يرتفع يوميا بما يتراوح ما بين 50 و150 دج منذ نهاية شهر ديسمبر، كما أسلفنا. وكان نهاية ديسمبر ومطلع جانفي الماضي في حدود 12.3 الف دينار، واستمر في التصاعد ليصل قبل يومين السقف "غير المسبوق" على الإطلاق، في وقت تشير كل المعطيات إلى أن سعر الصرف سيواصل الارتفاع أكثر في غضون الأسابيع المقبلة، ربما قد يصل إلى حدود 15 و16 ألف دج لكل 100 أورو. وكان سعر الأورو قد بلغ أدنى مستوى له في السوق الموازية في شتاء 2004، عندما بلغ سعر صرف 100 أورو ب 9800 دج، وهو وضع استمر حوالي 5 أسابيع. لكن حملة الشراء والاستحواذ التي باشرها "معاودو البيع" في فترة لا تقل عن الشهر وإخراجها مع مطلع فصل الصيف حين يتزايد الطلب، رفعت سعر الصرف إلى 10.3 ألف دج واستمر الخط الصعودي ليصل إلى 11.8 ألف دج.