يتساءل العديد من متتبعي البطولة الوطنية عن السر وراء استمرار الفارق الشاسع في العائدات المادية بين المدربين الأجانب والمحليين، حيث يرفع رؤساء الأندية سهم الأجور إلى السقف دون أي نقاش عندما يأتي المدرب من وراء البحر رغم ان هذا الأخير يثبت فشله على طول الخط بعد قيادته للفريق لعدة شهور، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء مع الأندية اوالمنتخب، فالجميع يتذكر كيف ساهم المدرب البلجيكي واسيج ومواطنه ليكنز فضلا عن الفرنسي كافالي في تدهور نتائج الخضر إلى الحضيض لكنهم اغترفوا أموالا ضخمة جدا من الخزينة، وعلى مستوى الأندية، تعاقب عدة أجانب على فريق واحد على غرار شبيبة القبائل، حيث لم تقل أجرة أحدهم عن ال 10 آلاف يورو دون تحقيق نتائج مرضية، فالكؤوس الإفريقية التي حازت عليها الشبيبة كانت تحت قيادة مدربين محليين على ذكر المرحوم هاروني، مواسة، خالف وسنجاق، بينما لم يحقق كل من شاي، لانغ ولا حتى غيغر أي إنجاز، وينطبق نفس المثال على باقي الاندية، ويتبين من خلال ذلك ان المدرب الأجنبي يبقى دوما الأفضل أجرا من المحلي ، حيث لا تقل أجرته الشهرية عن الثمانية ألاف يوروفضلا عن الامتيازات الكثيرة التي يستفيد منها مثل سيارة فخمة وإيواء وتذاكر الطائرة له ولأفراد أسرته وتكاليف هاتفه المحمول وغيرها، في حين فإن المدرب المحلي محروم من كل ذلك ويكتفي فقط براتبه الشهري لكونه يعتبر فقط حلا اضطراريا تلجا إليه الأندية بعدما تفشل في التعاقد مع الأجنبي . رونار يحطم كل الأرقام وأنصار اتحاد العاصمة يترقبون
ويعتبر المدرب الفرنسي الجديد لاتحاد العاصمة هيرفي رونار الأغلى أجرا حاليا في البطولة المحلية، حيث يتقاضى 30 ألف يوروشهريا مقابل سبعة آلاف يورو لمساعده، ويعتقد مالك الاتحاد رجل الأعمال علي حداد أن هذا السخاء يمكن أن يساهم في إعادة الفريق إلى الواجهة ودخول صف الأندية المصارعة على الألقاب المحلية والقارية بالنظر إلى السمعة التي يتمتع بها هذا المدرب والصرامة التي يمتاز بها، ويأتي مدرب مولودية الجزائر آلان ميشال في الصف الثاني بأجرة شهرية تبلغ 14 ألف يورو، حيث وبعدما قاد العميد إلى منصة التتويج بلقب البطولة الموسم الماضي، أضحى يعاني الامرين خلال هذا الموسم بتواجده في المراتب الاخيرة مقابل غليان شعبي ومطالبة بتنحيته، ويحتل مدرب وفاق سطيف، الإيطالي جيوفاني دولا كاسا المركز الثالث من حيث الراتب الشهري يليه الأرجنتيني غاموندي، مدرب شباب بلوزداد ثم الفرانكو إيطالي لادسلاس لوزانو، مدرب أهلي البرج، الذي تلقى هزيمة قاسية بخماسية على يد وداد تلمسان في أول مباراة رسمية له. بينما على مستوى المدربين المحليين، يعتبر مدرب شبيبة القبائل رشيد بلحوث الأغلى حيث تقارب أجرته الشهرية عشرة آلاف يورو، أما البقية فتختلف وضعياتهم، إذ أن مرورهم بفترات فراغ كالانقطاع عن العمل أوالفشل في بعض التجارب جعل العروض تشح ويقبلون العمل بمرتبات متواضعة مع أندية مواردها المالية قليلة وطموحاتها محدودة تقتصر على المنافسة من أجل تفادي السقوط.