لا يتأخر رؤساء أندية القسم الأول بالبطولة الجزائرية، خاصة الأندية الكبيرة منها، في الخوض في مختلف المسائل والقضايا على الساحة الرياضية الجزائرية سواء كانت تعنيهم أم لا، حيث تركوا أنديتهم تعاني من عدة نقائص وراحوا يحشرون أنفسهم في صلاحيات المدرب الوطني رابح سعدان الذي يعيش ضغطا رهيبا هذه الأيام أمام اقتراب موعد المونديال وتكالب المشاكل عليه من كل حدب وصوب لا سيما ما تعلق منها بالتشكيلة التي تبقى الهاجس الكبير الذي يؤرقه بسبب كثرة الإصابات والعقوبات ومشكل نقص المنافسة، وعوض أن يهتم هؤلاء بفرقهم والتي تشارك بعضها ضمن المنافسات القارية، فضلوا زيادة الضغط على سعدان بتوجيه انتقاداتهم إليه على عدم استدعائه للاعبين محليين ينشطون في صفوف نواديهم التي تفتقد لأدنى شروط الإحتراف، والغريب أنه عندما يسجل المنتخب الوطني نتائج جيدة لا يسمع لهم حديث، ولكن بمجرد أن يتعثر يبدأون في رمي سهامهم تجاه المدرب، وكما قال البعض " إن رؤساء الأندية عندنا لديهم عقدة من المدربين، أفلا ترون أنهم يتعاقدون مع عدة مدربين في موسم واحد، والآن يريدون تجاوز صلاحياتهم للدخول في شؤون المدرب الوطني". ويتساءل الجميع عن كيفية دخول الأندية المحلية في عالم الاحتراف، الذي أصبح يفرض نفسه بقوة، وهي لا تزال تعاني من تسلط الرؤساء، خاصة وأن الوقت يداهمها وهي معرضة للإقصاء من المنافسات القارية والدولية في حال استمرار سياسة "البريكولاج". رؤساء النوادي هم السبب وراء تدني مستوى اللاعب المحلي وإذا كان هؤلاء الرؤساء، خاصة الثلاثي سرار، حناشي ومدوار، قد انتقدوا بشدة قرار سعدان باستبعاد المحليين من المنتخب، فإن السبب وراء ذلك هوالسياسة العمياء التي يسيرون بها أنديتهم وبالتالي فما كان منها إلا إنجاب لاعبين غير محترفين تكونوا بطرق مختلفة ومتشبعين بأفكار البحث عن الفوز السريع وبأي طريقة، وقد انعكس ذلك على مستوى أكثريتهم خلال المباريات التي أداها الخضر، حيث يعلم الجميع أن المرض الذي أصاب البطولة المحلية هوالقرارات الانفرادية والارتجالية التي يتخذها رؤساء النوادي من خلال بحثهم عن الأموال فقط دون التفكير ولوللحظة عن التكوين القاعدي الذي يعتبر من أولويات الدخول إلى عالم الإحتراف، فتراهم يلهثون وراء لاعب يملك موهبة فقط أويؤدي مباراة واحدة في القمة ويرصدون مبالغ مضاعفة تلامس في بعض الأحيان سقف المليارين للفوز بخدماته، وبالتالي فإنه من المنطقي أن اللاعب لا يتعب نفسه في التكوين والبحث عن تطوير أدائه لكونه يصبح ثريا في لمح البصر وهوما يظهر جليا في مباريات البطولة، ونجد أن ذات اللاعب لا يقدم شيئا لفريقه، وعليه لا يمكن تقديم لاعب للفريق الوطني وهوغير مكون نفسيا وبدنيا وتكتيكيا تمكنه من اللعب في منافسة بحجم المونديال. التضحية بالمدربين جعل الأندية تعيش اللاإستقرار والميزة الخاصة التي تطبع رؤساء الأندية في البطولة الوطنية هي التسلط على المدربين، حيث أن هؤلاء يدفعون دوما ثمن النتائج السلبية التي يحققها الفريق حتى ولولم يكونوا هم السبب، وبالتالي فإن عامل الاستقرار تفتقد إليه أغلب الأندية، فاللاعب الذي يتعود على النشاط في منصب معين، قد يجد نفسه مرغم على اللعب في منصب مغاير مع المدرب الجديد وهوما يفقده الكثير من إمكانياته، ولا يكاد فريق ينشط في القسم الأول أدى موسما مع مدرب واحد، فالرئيس القبائلي حناشي لعب بأرجل المدرب الفرنسي كريستيان لانغ وطرده من الشبيبة بطريقة خاصة جدا، وبحث كثيرا حتى عثر على السويسري غيغر، هذا الأخير قد يلقى نفس المصير في حال خروج الكناري من رابطة الأبطال الإفريقية لأن حناشي لمح إلى ذلك، وبدوره فإن الرئيس السطايفي سرار سار على درب حناشي، إذ أنه اضطر إلى التضحية بعدة مدربين بسبب تدني نتائج الوفاق على غرار آيت جودي، مشيش وبلحوت، بينما يعيش المدرب الحالي زكري على شائعات إمكانية إقالته من طرف الإدارة، ولوأن سرار فند ذلك إلا أنه كما يقال " لا دخان بدون نار"، وهذه السياسة التي تعتبر منتوج جزائري بحت هي التي أعاقت البطولة المحلية وجعلتها تعيش الفوضى والعشوائية.