أجمع الكثير من المتتبعين أن الكرة أصبحت في مرمى المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة بخصوص المباراة القادمة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 أمام المنتخب المغربي، حيث أن عدة عراقيل اصطدم بها الخضر في المبارتين السابقتين أمام تنزانيا و إفريقيا الوسطى أضحت غائبة خاصة من جانب التشكيلة و الملعب، فبن شيخة يملك خيارات كثيرة سواء من المحليين أو المحترفين، إذ في وقت برز فيه لاعبو المنتخب المحلي بشكل مقبول في دورة السودان، عرف الكثير من المحترفين تألق ملفت مع أنديتهم مما يعني أن مشكل اللاعبين لن يكون مطروحا هذه المرة، فما على المدرب سوى حسن اختيار التشكيلة لكون هذه النقطة هي الأكثر عرضة لانتقاد الصحافة و المتتبعين، حيث برز هذا النقص لديه في مباريات الخضر في دورة السودان، إذ أن المشكل لم يكن في اللاعبين بل في الخيارات و طريقة التوظيف داخل الملعب، ورغم ذلك استطاعوا الصمود أمام منتخبات لعبت بأغلب عناصرها من الفريق الأول على غرار تونس و السودان باعتبارها لا تملك عدد كثير من المحترفين، وهو ما يدل على أن اللاعب المحلي قادر على التألق في المستوى الأعلى. المحترفون يستعيدون لياقتهم و يصنعون أفراح أنديتهم وقد استطاع المحترفون استعادة توازنهم مع أنديتهم بعد فترة فراغ كبيرة عقب المونديال و فرضوا أنفسهم في التشكيلة الأساسية وهو مؤشر جد إيجابي ينبغي على بن شيخة استغلاله في مباراة المغرب التي ينتظرها الجزائريون بشغف كبير، حيث عاد المهاجم رفيق جبور إلى بريقه مع فريقه الجديد أولمبياكوس اليوناني و برز كبطل في الداربي المحلي مع بناتينايكوس عندما تمكن من هز شباك الخصم، ومن جهته، تألق الظهير الأيسر جمال مصباح مع فريقه ليتشي الإيطالي خاصة في مباراة جوفنتوس، حيث تمكن من تسجيل هدف ثمين لفريقه أمام هذا الأخير، و بدأ المهاجم عبد المالك زياية يستعيد لياقته تدريجيا مع اتحاد جدة السعودي، إذ تفنن في التسجيل في مرمى الغريم الأهلي مما يجعله محل ثقة مدربه البرتغالي في المباريات القادمة و بالتالي فيمكنه العودة مجددا إلى تشكيلة الخضر خاصة في ظل نقص المهاجمين، و بدوره يقدم وسط ميدان نابولي الإيطالي حسان يبدة مستوى عالي و أصبح فريقه ينافس العملاق ميلان على اللقب، حيث أصبح يشارك كأساسي بانتظام، ومن جهة أخرى، عاد كل من مطمور، بلحاج و لحسن و زياني إلى مستواهم و تمكنوا من طرد شبح نقص المنافسة، فيما يبقى الفنان رياض بودبوز ورقة رابحة في يد مدرب سوشو الفرنسي، حيث سجل مؤخرا هدفا رائعا قاد به فريقه إلى الفوز. و من خلال هذه المعطيات، فإن العامل البدني و النفسي لن يشكل عائق أمام المدرب الوطني، و بالمقابل فهو مطالب باختيار دقيق للتشكيلة الأساسية مع العمل على تحقيق الإنسجام لأنه العامل الأكثر أهمية. مشكل الأرضية لن يطرح هذه المرة و على صعيد آخر، فإن مشكل الملعب وجد طريقه إلى الحل، حيث أكد المدرب بن شيخة بنفسه أن أرضية ملعب 19 ماي بعنابة تعتبر الأحسن في الوقت الراهن و ذلك بعدما عاينها، كما تسهر شركة أجنبية على العناية بها بحضور خبراء في الإختصاص، و بالتالي فلن تكون هناك حجة لتبرير أي إخفاق ممكن بالأرضية، و يبقى فقط أمل المدرب و اللاعبين على حد سواء هو حضور جماهيري مكثف يوم المباراة خاصة بعدما صرح مدرب المنتخب المغربي غيريتس أن الضغط الذي يمارسه أنصار المنتخب الجزائري على الفرق الزائرة صعب التحمل. أربعة أشهر دون مباراة ودية ستؤثر على الإنسجام و يرى البعض أن غياب المباريات الودية و الإجتماعات الدورية بين الطاقم الفني و اللاعبين قد يؤثر بشكل مباشر على الأداء الجماعي أمام المغرب، فوجود فرديات لامعة لا يعني أن هناك منتخب قوي إذا غاب الإنسجام، حيث أن المنتخب الأول لم يجر أي اختبار ودي منذ مباراة لوكسمبورغ في 17 نوفمبر الماضي أي قبل أربعة أشهر كاملة، ولم يتم البحث عن منتخب بديل للتباري معه بعد إلغاء مواجهة تونس، وحتى اللاعبين أشاروا إلى مشكل الإنسجام بعد علمهم بإلغاء ذات المباراة، وهذا المشكل طبعا لا يتحمله المدرب لوحده لكنه قادر على الضغط على مسؤولي الفاف لإيجاد منتخب آخر من منطلق أنه المسؤول الأول على الفريق، ومن الجهة المقابلة يكثف المنتخب المغربي من التحضيرات من خلال برمجة مباريات ودية مع منتخبات إفريقية و بالتالي فالفارق واضح بين الطرفين من حيث درجة الإستعداد.