استغلّت “الهداف” فرصة خوض جمعية الشلف لمباراة ودية أمام الكوكب المراكشي الذي يدربه بادو زاكي الحارس الدولي المغربي السابق، مدرب “أسود الأطلس” في سنة 2004، ل تجري معه حوارا يخص المباراة الهامة التي تنتظر أن تجمع المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي يوم 27 مارس القادم، وكيف يتصور المباراة. وأبدى “الزاكي” تعاطفه مرة أخرى مع المدرب السابق رابح سعدان واصفا إياه بالمدرب الكبير وأفضل ما أنجبت مدارس التدريب الجزائرية، ومعتبرا في نفس الوقت أن مهمة عبد الحق بن شيخة لن تكون سهلة إن لم يعط له الوقت الكافي للعمل وتوفر له كل سبل النجاح. أولا نبدأ من مباراتكم الودية أمام الشلف، كيف رأيتموها ؟ فريق الشلف قدم مباراة كبيرة ويملك إمكانيات جيدة، من لاعبين ماهرين يتمتعون بفرديات جيدة فضلا على تنظيم تكتيكي قوي ومحكم، صعب علينا من مهمتنا في الفوز عليه، وحسب ما أعرف فإن الشلف لم تخض ولا مباراة ودية، وهذا ما يعني أن لعبها أمامنا وتقديمها لوجه قوي يعكس حنكة مدربها وقوة عناصرها، وبالمناسبة أهنّئ الشلف على كل ما قدمته. لم تكن برمجة المباراة سهلة عليكم، طالما أنكم معنيون بالبطولة، هل من تعليق ؟ بودّي هنا أن أوضح شيئا هاما وهو أن العلاقة الجيدة التي تربطنا بالرئيس عبد الكريم مدوار هي التي دفعتنا لبرمجة اللقاء، وأعتقد أن فريقي استفاد كثيرا من هذا اللقاء، خاصة أن الشلف تعتبر رائدة للبطولة الجزائرية واحتكاك عناصري بها يمنحهم المزيد من الخبرة للعب لقاءات العودة من البطولة بشكل جيد. هل هناك لاعب شد انتباهك من لاعبي الشلف ؟ لست من المدربين الذين يفضّلون ذكر أسماء اللاعبين وهذا حتى لا نرفع من قيمتهم أكثر أو يصيبهم الغرور، ولكن هذا لا يمنعني من القول أن هناك لاعب بارز شد انتباهي وهو من كان يلعب في وسط الميدان ويحرك الوسط، أقصد هنا اللاعب رقم 29 (كان يعني مولود جديات)، فضلا على الحارس الذي تألق هو الآخر، ولكن النقطة التي يجب أن أشير لها هي التنظيم والسيطرة الجيدة للشلف على الكرة، وهذا يعكس حنكة المدرب إيغيل مزيان الذي لعب دورًا كبيرًا في الرفع من مستوى الفريق وجعله يقدم كرة جيدة وقوية، وهذا ما نال إعجابي وأتمنى له كل التوفيق في البطولة الجزائرية. لو نتكلم عن المباراة التي ستجمع المنتخب الجزائري بالمنتخب المغربي يوم 27 مارس القادم، ما تعليقك عليها ؟ هي بكل صراحة “داربي” مغاربي يجمع بين فريقين كبيرين، فالجزائر قدّمت مشوارا جيدا في التصفيات السابقة من نهائيات كأس أمم إفريقيا وأيضا في المونديال، حيث لم يكن الجزائريون يضعون في رؤوسهم التأهل إلى المونديال، بل كل ما علّقوه من آمال هو التأهل إلى كأس إفريقيا، لكن مع المعطيات والأداء الجيّد الذي ظهرت به العناصر الجزائرية تمكّنت من التأهل إلى المونديال، أما عن منتخبنا الوطني المغربي فأقول أنه بدأ بشكل تدريجي يستعيد عافيته بعد غياب عن الساحة الإفريقية، بدليل النتيجة الجيدة التي حققها في “تنزانيا”، وهذا ما سيزيد من حيوية وحماس اللقاء، ويجعله مليئا بالإثارة. بعد إلغاء مباراة الجزائر أمام تونس هل ترى أن ذلك سيقلّل من قوة “الخضر” ؟ لا أعتقد ذلك، فنحن أيضا كانت لنا مباراة ودية أمام المنتخب الليبي ولكن في آخر لحظة اعتذر الليبيون عن خوض المباراة، وسنلعب غدا أمام منتخب النيجر الذي هو في الأصل يقل من حيث القيمة والوزن عن المنتخب الجزائري، ولهذا أعتبر أن إلغاء مباراة تونس بالنسبة للمدرب بن شيخة لا تؤثر كثيرًا على حساباته. ڤيراتس قال في ندوته الصحفية أن هناك احتمالا أن يتأثر الشماخ بقلة المنافسة مع ناديه وهذا قد يؤثر بشكل سلبي على المنتخب المغربي، هل من تعليق ؟ الجميع يعرف قوة الشماخ والإمكانيات التي يتمتع بها هذا اللاعب، ولكن يجب ألا نعلّق آمالا كبيرة على هذا اللاعب، أو نربط قوة منتخبنا على أساس لاعب واحد، فالشماخ يلعب بانتظام مع ناديه وأعتقد أن الراحة ستخدمه وتخدم منتخبنا، لأننا كما نعرف فالبطولة في إنجلترا لا تلعب مرة في الأسبوع، بل تصل في بعض المرات إلى أن يلعب الفريق ثلاث مباريات في ظرف ثمانية أيام، وهذا ما قد يشكل خطرا على اللاعب، لذا شخصيا أتمنى أن يكون حاضرا وجاهزا لمباراة الجزائر. ولكن نفس الإشكال يعيشه بن شيخة مع اللاعبين المحترفين الذين كانوا يشتكون من قلة المنافسة مع أنديتهم، وهذا ما أثّر بالسلب على أداءهم مع المنتخب سواء مع أفريقيا الوسطى أو تنزانيا ؟ بالنسبة للتعداد الذي تملكه الجزائر فإن الشيء الذي سمح للمنتخب الجزائري بالعودة إلى الواجهة هو حرارة لاعبيه، خاصة تلك التي ظهر بها في التصفيات المؤهلة إلى المونديال وكأس إفريقيا، وهذا هو الأمر الذي إن تحلى به لاعبو الجزائر أمام المغرب طبعا مع دعم الجماهير فإن حظوظ الجزائر ستكون أوفر، ولكن في العودة ستكون المعطيات مختلفة. الجزائر لحد الآن لم تحدّد الملعب الذي ستواجه عليه المغرب، هل من كلمة ؟ هذه ليس مشكلة كبيرة، فاللاعب إن كان يعرف كرة القدم لا يخشى لا ضغط الجمهور ولا حتى الأمور الجانبية، بدليل أن الجزائر قبل تأهلها إلى كأس العالم لم تكن تضع في رأسها أنها ستنتقل إلى مباراة فاصلة تلعبها في السودان، ولكنها لعبتها وفازت على المنتخب المصري الذي فاز ثلاث مرات بكأس إفريقيا، وكانت حرارة اللاعبين هي الفاصلة. لكن الجزائر وبلغة الأرقام هي اليوم متذيلة الترتيب وتأهلها يعتبر صعبا، أليس كذلك؟ — هذا أكيد، ولكن في كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل، على الجزائر تدارك ما ضيعته من نقاط خاصة أمام إفريقيا الوسطى التي كانت مفاجأة حقيقية، وعلى ضوء ذلك يمكنني القول إن مباراة الجزائر أمام المغرب لن تعد فقط “داربي“ وإنما ستدخل فيها لغة الحسابات. برأيك، هل مستوى المنتخبات الإفريقية ارتفع مثل تانزانيا وإفريقيا الوسطى أم نحن الذين تراجعنا؟ نحن لا نعرف قيمة الشيء حتى نضيعه، وهذا ينطبق علينا نحن بلدان شمال إفريقيا، والمثال ينطبق أكثر على المدرب الوطني الجزائري السابق رابح سعدان، فلست هنا مدافعا عنه وإنما لغة الأرقام هي التي تتحدث عنه، ففي 2004 أهل الجزائر لنصف نهائي كأس إفريقيا، لتغيب الجزائر بعدها ست سنوات وتعود مع نفس المدرب إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 24 سنة، ويصل بها أيضا إلى الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا ويخسر أمام منتخب مصر الفائز بالدورة ثلاث مرات متتالية، لكن بعدها تعرض لضغوط شديدة وحملة دفعته إلى الرحيل، ولهذا أقول إننا نحن بلدان شمال إفريقيا لا نعلم قيمة الشيء حتى نضيعه، ودائما نعود إلى نقطة الصفر ولا تكون هناك استمرارية... أظن أن الجزائر تدفع الضريبة التي دفعتها المغرب من قبل. هل تتابع نهائيات كأس إفريقيا للمحليين بالسودان؟ بالتأكيد أتابعها، وقد تأسفت بالمناسبة وأنا أشاهد مباراة اليوم بين الجزائر والغابون، حيث كان في استطاعة الجزائر قتل المباراة من البداية واستغلال النقص العددي الذي كان يشتكي منه المنافس، لكنها تراجعت وضيعت الكثير. من ترشحه لنيل اللقب، وكيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري؟ دائما مباريات الكأس يصعب فيها توقع الفريق الذي سيفوز، لا يمكنني أن أسبق الأحداث خاصة وأننا في الدور الأول، أما عن حظوظ الجزائر فهي حاليا تملك أربع نقاط في رصيدها ويكفيها التعادل للتأهل إلى الدور الثاني، أعتقد أن هذا الأمر ليس صعبا على اللاعبين إذا ما عرفوا كيف يوقفوا البلد المنظم السودان ويفرضوا عليه التعادل، وعن حظوظهم فإن الجزائر تملك إمكانات جيدة خاصة من الجانب الفردي وفعالية المهاجم “سوداني” الذي سجل لحد الآن ثلاثة أهداف في لقاءين. هل تعرف أن هذا اللاعب هو مهاجم الشلف ويعتبر حاليا هدافا للبطولة؟ سوداني لاعب جيد ويعرف كيف يتمركز، كما أنه يملك مؤهلات كبيرة، ونفس الأمر لبقية اللاعبين، أدعو لبن شيخة بالتوفيق في مهمته كما أتمنى من الاتحادية الجزائرية وأيضا المغربية أن تدرك بأن تطوير أي منتخب يبنى على التركيز على سياسة واضحة في العمل والتفكير على المدى البعيد، وليس الرضوخ لضغوط الشارع وإقالة المدربين بعد أي إخفاق، بل يجب أن تكون هناك سياسة حكيمة ومبنية على أسس وقواعد. هل من كلمة أخيرة؟ أشكركم على الحوار، وأدعو الله أن تجري مباراة الجزائر والمغرب في روح رياضية عالية، لأن اللقاء في الأصل هو للروح الأخوية بين الشعبين الشقيقين، على الجميع أن يدرك بأنه لن يعترف بمن هو الأقوى على الورق ومن هو ضعيف بل نتيجته ستحسمها جزئيات بسيطة وصغيرة.