تحتفل النساء الجزائريات على غرار نساء العالم في كل عام بعيدهن في كل ال 8 من مارس، وإن كانت العادة الإعلامية في مثل هذه المناسبة الحديث عن حقوق المرأة وما وصلت إليه وتكرار المكرر من الكلام، فإن الأمة العربية اليوم أرادت أن تكسر هذه العادة لتتحدث وتسأل حواء في يومها العالمي عن حقوق شقيقها الرجل، فما الذي يمكن أن تقوله حواء فيما يخص حقوق آدم ..؟ عميدة الرواية الجزائرية "زهور ونيسي": على الرجل والمرأة قراءة دستور البلاد
إعتبرت الوزيرة السابقة والأديبة "زهور ونيسي" أن للرجل حقوق لكن لا يدري أن له حقوق نتيجة للجهل المتفشي في المجتمع سواء بالنسبة له أو بالنسبة للرجل، إضافة إلى الذهنية المتخلفة للمجتمع الجزائري والعربي ككل، وقالت عميدة الرواية الجزائرية أنه حين يعرف الرجل واجباته حينها فقط يتعين علينا تغيير دساتيرنا وقوانينا وحين يعي الرجل والمرأة معا حقوقهما وواجباتهما تصبح المواطنة حسب ونيسي كاملة، معتبرة في ذات الوقت أن ما يسمى " بتحرير المرأة" صار مجرد موضة قديمة كانت تصلح لمرحلة ما حين خرج النساء في الولاياتالمتحدة وأوربا، مطالبين بحقوقهن بعدما كن يتقاضين نصف ما يتقاضاه الرجل من أجر، وبالنسبة إلينا كعرب تضيف صاحبة رائعة "روسيكادا" أننا لا نعرف حقوقنا ولا نقرأ دساتيرنا، معتبرة أن المشكل يرجع للذهنية العربية وللجهل المتفشي في المجتمعات العربية إضافة إلى قلة الإعلام، مردفة بالقول أنه لا يوجد إلا فئة قليلة جدا من الشعب قرأت الدستور، وحتى المنتخبين المحليين وحتى الوطنيين فيهم الكثير من لم يقرأ الدستور، خاتمة بالقول أنه من الواجب اليوم أن نجعل من المرأة أو من الرجل في 8 مارس يقرئان دستور البلاد عندها فقط تضيف عميدة الراوية الجزائرية لن يطالب الرجل أو المرأة بالحقوق بل المطالبة بتطبيق الحقوق .
رئيسة جمعية الحركة النسائية للتضامن مع المرأة "سعيدة بن حبيلس": الحقوق والواجبات تتساوى لدى الرجل والمرأة
وفي السياق ذاته اعتبرت الوزيرة السابقة ورئيسة الحركة النسائية للتضامن مع الأسرة "سعيدة بن حبيلس" أنها ليست مناضلة نسائية وإنما مناضلة من أجل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وفيما يخص نظرتها كامرأة لحقوق الرجل اعتبرت "بن حبيلس" أنه لا بد في المجتمع من صراعات مختلفة سواء بين الرجل والمرأة أو بين أجيال قديمة وأخرى جديدة، مردفة بالقول أنها شخصيا لا تنظر للمشكل من زاوية صراع بين الرجل والمرأة وإنما هو صراع ضد الظلامية والأمية واللاإستقرار، والحقوق والواجبات تتساوى عند الرجل والمرأة، لأنهما يكونان النواة الأساسية للأسرة وعليه فكل له حقوق وواجبات سوء تعلق الأمر بالمرأة أو بالرجل، معتبرة في السياق ذاته أن استقرار الأسرة التي عمادها الرجل والمرأة يعني استقرار المجتمع وهو ما يجعل الإثنين يكملان بعضهما البعض والتكامل بين الأم والأب داخل الأسرة الواحدة هو الكفيل والضامن لاستقرار المجتمعات.
رئيسة المرصد الوطني للمرأة "جادي شائعة": أعمل لترقية المرأة وتثقيفها من أجل الرجل
ومن جانبها اعتبرت السيدة "جادي شائعة" رئيسة المرصد الوطني للمرأة أن الرجل حمله الدين الإسلامي أمانة عظيمة متمثلة في المرأة ولا يجب أن يخون هذه الأمانة خاصة وأن أشرف الخلق أوصى بها الرجال خيرا، معتبرة أنها في حركتها تناضل من أجل تثقيف المرأة وتوعيتها وتأهيلها ورفع مستواها العلمي لتكون فعالة في مجتمعها وأسرتها وكل هذا من أجل الرجل، موضحة بالقول أن ما تقوم به لا يفيد المرأة فحسب بل تعود فائدته على الرجل من عدة نواحي فعملها بالتالي تضيف السيدة جادي شائعة ليس موجه للمرأة فقط بل حتى للرجل، في إشارة منها إلى أن صلاح المرأة ووعيها من صلاح ووعي الرجل، معترفة في السياق ذاته أنه في مجتمعنا أغلب المفاتيح في يد الرجل، موضحة أن المرأة لا تعد نصف المجتمع، كما يقال أو أنها 50 بالمائة فقط بل هي 70 بالمائة من قدرة المجتمع ف50 بالمائة حسب ذات المتحدثة هي تواجد مادي ملموس والعشرين الأخرى المتبقية هي تواجدها في داخل الرجل من خلال عملها الدؤوب لصناعة الرجال، مشددة على أن المرأة إذا لاقت العناية اللازمة والرعاية المطلوبة والإحترام الذي يليق بها فإنها تصنع الرجال العظماء، كما أضافت جادي أنها كإمرأة وكرئيسة المرصد الوطني للمرأة مقتنعة أن قضايا المرأة لا تحل بعيدا عن الرجل، وفي إطار الهيئة التي تشرف عليها قالت جادي شائعة أنها لا يمكن أن تحل قضايا المرأة بافتعال صراع بين الرجل والمرأة .
جمعية المرأة للتنمية الفردية وممارسة المواطنة نموذج عن الجمعيات المناصرة لحقوق المرأة بوهران
تكافح جمعية المرأة للتنمية الفردية وممارسة المواطنة AFEPECمن أجل الدفاع عن وتعزيز حقوق المرأة، في كل مكان على وجه المعمورة حيث توجد امرأة تعاني من التمييز وعدم المساواة والعنف والإعتداء على الكرامة الشخصية. وكان إنشاء جمعية المرأة للتنمية الفردية وممارسة المواطنة في 08 مارس 1989 من أجل الدعوة إلى تحقيق المواطنة الكاملة للمرأة وللوصول إلى هذه الغاية فإن العمل بالتضامن مع النساء اللاتي يعانين من مشاكل والمشاركة في النضال وكذا تخطي أول عقبة والتي كانت قانون الأسرة الذي يشكل حجر العثرة أمام تحقيقها لمواطنتها الكاملة قصد الإنفتاح على قيم المساواة والعدل. جاء مشروع جمعية المرأة للتنمية الفردية وممارسة المواطنة في البداية بدعم من الإتحاد الأوروبي، فالهدف الرئيسي كان المساهمة في تشجيع وتعزيز حقوق المرأة وممارسة مواطنتها بالكامل ومن إنشاء مركز كمكان للعيش المشترك والترفيه والتضامن، وعقد الإجتماعات وتبادل الأفكار بين النساء عن الكفاح من أجل حقوقهم، إلى جانب النشاط الرئيسي والذي يتمثل في الإنشاء والتشغيل المستمر لفروع مخصصة في الإستماع للمعلومات، المشورة، الدعم القانوني والصحة النفسية للمرأة وقد وضعت مختلف الأنشطة في هذا الإطار والدعوة إلى تفعيل حقوق المرأة وتجسيد أعمال التضامن والترفيه للنساء والفتيات. أما عن أهداف الجمعية فنذكر مثلا: النضال من أجل تحقيق الحقوق الدستورية للمرأة والحقوق المتساوية للمواطنين وذلك بالحقوق التي يضمنها الدستور (في العمل والتعليم والصحة.) وكذا الحق في المساواة في مكان العمل، الحق في التمثيل العادل على مستوى السلطة المؤسساتية، الحق في الحصول على معلومات عن النصوص القانونية المتعلقة بالمواطنة الكاملة، الحق في الإنتفاضة ضد القوانين التمييزية وانتهاك حقوق المرأة، الحق في الصراع على الموارد لتمكين المرأة من المشاركة الكاملة في الحياة العامة ومساعدة ودعم النساء المحتاجات، الحق في تنظيم الأنشطة الثقافية والإدارة العلمية للمرأة عن طريق توفير رعاية أفضل لنموها كامرأة وكمواطنة، الحق في التدريب والمعلومات والتوعية حول القيم المدنية والمساواة ونبذ العنف عند الفتيات والفتيان.
هذا ولا تزال هذه الجمعية تواصل النضال من أجل ضمان العيش الكريم للنساء في الجزائر عامة وعروس البحر الأبيض المتوسط وهران خاصة وتخصص برنامجا حافلا خلال كل أول أسبوع من شهر مارس من كل سنة احتفالا باليوم العالمي للمرأة وبالذكرى التأسيسية للجمعية معا. أزمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الأسطورة التاريخية
يقول الكاتب السوري خليل صارم : لا تكذبوا أين حقوق المرأة، إن الأنظمة العربية العتيدة، الرشيدة، الوطنية والمتطورة، تقول الآن أنها مع الديمقراطية ولكن حسب وصفتها وأنها قد وضعت برامجها التطويرية الهائلة قيد التطبيق، وهي مع تحرر المرأة ومساواتها بالرجل، ففي السعودية يقال أنهم قد حسموا الأمر وسمحوا لها بقيادة السيارة، وفي الكويت سمحوا لها بالترشيح والإنتخاب ولكن رجال الدين أفتوا بمنع مخالفتها لزوجها فتدلي بصوتها وفق مشيئته، فهل هذا إنجاز عظيم أم أن الأمر كان لابد أن يكون بديهيا؟؟ وهذا الرجل البطل الهمام المتطور جدا المستند إلى حديث تم تأليفه من قبل فقهاء السلطة في أيام عز السلاطين والجواري والإماء وأشك في صحة نسبه للرسول الأكرم ومضمونه لولا مخافة الشرك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها هكذا بالمطلق ودون تحديد نوعية هذا الزوج وسلوكياته، ربما كان بلا ضمير، ساديا ً، ساقطا، غبيا، تافها غير مهم قدسوه وجعلوه إله للمرأة المهم أنه الرجل ، أي رجل حتى ولو كان قردا. إن الأزمة بين الرجل والمرأة في نظر الدكتور معقل زهور عدي ليست الخلل الحاصل في المجتمع العربي والمتمثل في طمس دور المرأة، ولا ميزة ينفرد بها عن باقي المجتمعات، فحتى اليوم لا يمكن النظر لأكثر المجتمعات تحررا سوى بوصفه مجتمعا ذكوريا، والإختلاف هو في درجة طغيان الذكورية، بالطبع لا يمكن مقارنة مجتمع تتمتع فيه المرأة بحقوق راسخة قانونية، سياسية، اجتماعية بمجتمع يفتقد مثل تلك الحقوق، لكن المسألة تمتد في إطارها الأوسع إلى درجة تمكين المرأة من ممارسة حقوقها المكتسبة من جهة وإجراء تغييرات بنيوية عميقة في الثقافة والممارسات الاجتماعية الموروثة وهناك مسألة أخرى تتعلق بالصراع الاجتماعي وطبيعة المجتمع الرأسمالي وما يفرزه من عنف ومن ثقافة تسلع كل شيء بما في ذلك المرأة ذاتها. في حالتنا العربية نحن أمام خصوصية تاريخية – اجتماعية ساهمت في طغيان النزعة الذكورية إلى حدود مفرطة. المسألة التي تستحق الإهتمام هي السياق التاريخي – الاجتماعي الذي تم فيه وبواسطته تطور الثقافة الذكورية وطغيانها إلى حد أفقد المجتمع العربي توازنه الاجتماعي وتكون فيه شيء أشبه ما يكون بالعاهة المستدامة استمرت تترسخ دون مقاومة حتى الأمس القريب، حين بدأ استفزاز التحدي الحضاري بدفع المجتمع العربي إلى إعادة النظر في موروثاته ومسلماته. ومن أهم الأساطير التي تجسد تشردم وتعقد العلاقة بين الرجل والمرأة أسطورة ألف ليلة وليلة وذلك التمزق الحاد والعنيف الذي أصاب تلك العلاقة، فالمسألة هنا لم تعد تطرح على صعيد علاقة تغلب الذكورة على حكم الأنوثة كما في أسطورة مردوخ مثلا، ولكن في تدمير حقيقي لنسيج العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو أمر جدير بالتحليل، والمسألة الجديرة بالملاحظة في أسطورة ألف ليلة وليلة هي فقدان ثقة الرجل بالمرأة، فالملك شاه زمان الذي يكتشف فقط خيانة زوجته له مع عبيد قصره ولكن خيانة زوجة أخيه شهريار ويدفعهما ذلك لترك الحكم والقصر ليكتشفا أن المجتمع كله قد امتلأ بالخيانة والغدر، وهكذا تتحطم الثقة بجنس المرأة، لكن مهلا فخلف تلك المفاجأة المذهلة هناك امرأة تعاني الوحدة والضجر خلف الأسوار العالية وقضبان النوافذ، بينما يمضي زوجها أوقاته في الصيد وبين أصدقائه، وفي الليل يبحث عن جارية جديدة صغيرة حسناء وربما يفطن لزوجته في الأسبوع مرة، وربما في الشهر مرة، يزورها كمن يقوم بواجب ثقيل دون شغف حقيقي . لكن شهريار حين يصل إلى هذا الحد يكتشف أنه قد أصبح وحيدا معزولا، بل هو مريض تأكله الكآبة، يستعيض عن المرأة بجسد يعاشره في الليل ويقتله في النهار. يمثل شهريار الرجل العربي الذي تم تدمير العلاقة بينه وبين المرأة، فالمرأة لم تعد بالنسبة له سوى جسد بدون روح، إغتراب الرجل عن المرأة أصبح مرضا مزمنا وعاهة دائمة في المجتمع العربي، وكتعويض عن هذا الإغتراب ظهرت شهرزاد المرأة، شهرزاد الداء والدواء، فهي وحدها القادرة على كسر غربة الرجل، وحل عقدته، لكن المفارقة أن الرجل العربي حين يصحو من حلم شهرزاد يفعل كل ما في وسعه ليمنعها من تحرير ذاتها وبالتالي تحريره هو أيضا. في منطقة ما من العقل الباطن للرجل العربي توجد صورة محطمة إلى صورتين للمرأة، فهناك المرأة الزوجة وهناك المرأة الجارية، هذه الصورة المزدوجة تضع الرجل العربي باستمرار في حالة افتقاد للمرأة . فبالرغم من أن شهرزاد أنقذت شهريار وأنهت أزمة علاقته بالمرأة، لكن الأزمة ما زالت باقية بالنسبة للرجل العربي حتى الآن، فأسوأ ما يعانيه المجتمع العربي هو موروثاته المرتبطة بتدمير العلاقة بين الرجل والمرأة، رغم أن المشكلة كثيرا ما تعرض بوصفها مجرد تهميش لدور المرأة وطغيان الذكورة، أما في الأخير ما يمكن قوله لكل من يحسب نفسه يبدع نظريات في مواضيع حساسة مثل هذه: الرجولة عقول ومواقف وأخلاق، فارحمونا من محاضراتكم، وأكاذيبكم، وعقدكم النفسية، عودوا إلى نساؤكم وبناتكم واسألوهن بعد إعطائهن الأمان ليتحدثن بحرية دون خوف من العقاب ومن عصبيتكم المفتعلة، المنافقة وستسمعون منهن آراء تعريكم وتعري أنانيتكم وشيزوفرانيتكم ولكنكم بحكم الواقع لا يمكنكم تقبل أن المرأة قد تكون الأفهم، الأغزر علما، والأكثر وعيا.