الاستثمار لم يعد مصطلحا اقتصاديا فقط، بل صار وسيلة قذرة للاسترزاق، حين تريد بعض الوسائل الإعلامية أن تخلق منه رصيدا بنكيا حين تجعل من الإرهاب وسيلة استرزاق وتستثمر فيه، مع الأسف الشديد لا زالت بعض وسائل الإعلام عندنا تحنّ إلى زمن الموت، وزمن قطف الرؤوس وحصد الأرواح، رغم أنه زمن ولّى عهده وانقضى وصار صفحة من صفحات التاريخ رغم سوادها، كأن العشر سنوات من الدم لم تشف غليل المستثمرين في الإرهاب فلا يفوّتوا فرصة العثور على قنبلة تقليدية في شعبة من شعاب الجبال المهملة، أو هيكل عظمي لمخلوق معين حتى تجعل منه حدث الساعة لأسابيع طوال، حتى يخّيل إلينا من هول ما يصير الخبر كبيرا عبر الصفحات أن الموت يتربص بنا في كل منعرج من مدننا، ففي الوقت الذي يسعى الخيّرون في هذه البلاد إلى تجاوز المحنة ومحاولة لملمة الشمل بين الجزائريين كلهم، يأتي المرتزقة في الموت ليجعلوا منه رصيدا في بنوكهم وموضوعا رئيسيا في جريدتهم، فهل هو الحنين إلى الموت والدم والدموع، أم هي حالة مرضية ناتجة عن تراكمات العشرية التي لا يريد البعض أن يخرج منها..؟ الكل يشهد على أن الوضع الأمني تحسّن ولا يمكن أن يتجاهله أي شخص، ولسنا نعرف علامَ يريد البعض تضخيم بيان مكتوب بخط اليد وبطريقة ركيكة، وجعل من فتوى المصابين في عقولهم قضية هامة تستحق الاهتمام الكبير وتصنع من حولها التصورات والقراءات السياسية والأمنية، وكأننا على أبواب حرب؟ الأكيد أن الإفلاس وصل بالذين يكتبون بالدم إلى حد كبير من الضياع جعلهم يحاولون بيأس وبشتى الطرق فتح جبهة جديدة للموت، إلا أن الموت هذه المرة من هنا ولم يعد يقبل بأن يكون رصيدا واستثمارا لأقلام قذرة.