إحتضن قسم الفنون الدرامية بمعهد الآداب واللغات والفنون لجامعة وهران أيام الثامن والتاسع والعاشر من مارس الندوة الدولية حول التعليم والتكوين المسرحي في العالم العربي بحضور كوكبة فنية ومسرحية من الجزائر وخارجها وبمساهمة المسرح الجهوي عبد القادر علولة والمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي وكذا جمعية الموجة لمستغانم. الندوة التي فتحت باب النقاش أمام الأساتذة والضيوف حول الاستفسار عن آليات التكوين المسرحي وكذا نظام "ال ام دي" ومدى تطبيقه في الجزائر ودول المغرب العربي. وعن التنظيم حدثنا الأستاذ نقاش غانم نائب رئيس قسم الفنون الدرامية أن هذه الندوة تعد الثانية من نوعها فسابقتها كانت في الأردن وعن المنظمين صرح بأن الندوة تحت إشراف كل من رئيس قسم الفنون الدرامية السيد ايميمون بن براهيم و نائبه المتحدث السيد نقاش غانم والمكلف بالبيداغوجيا السيد منصوري لخضر بالإضافة إلى مجموعة من الأساتذة المختصين في الفنون المسرحية، هؤلاء الذين قرروا خلق شبكة عربية تهتم بتطوير التعليم والتكوين المسرحي في العالم العربي وإنتقال دوري من بلد عربي لأخر كما فسر عدم حضور الوفد العراقي بعرقلة في التأشيرة بين الاردن وسوريا، جاءت هذه المبادرة حسب ذات المتحدث لخلق جسور التواصل بين الأكاديميين والممارسين أي بين الموهبة والسند المعرفي. في حين شهدت الندوة مشاركة البروفيسور عبد المالك مرتاض وعميد المسرح الجزائري ومدير المسرح الوطني محي الدين بشطرزي السيد أمحمد بن قطاف وكذا عميدة معهد الآداب واللغات والفنون الدكتورة مطهري صفية ، والأستاذ الدكتور بن مزيان بن شرقي أستاذ بجامعتي وهرانوالجزائر والأستاذة الدكتورة الزاوي فتيحة أستاذة بجامعة وهران والأستاذة الدكتورة فرقاني جازية أستاذة بقسم الفنون الدرامية ورئيسة قسم الترجمة بجامعة وهران، وعرفت الندوة مشاركة الأستاذ المسرحي السوداني الدكتور عثمان جمال الدين والناقد المسرحي السوري أنور محمد. تخللت الأيام الدراسية ورشات وعروض مسرحية بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة من بينها مسرحية لعبة الزواج من تمثيل الفنانة القديرة حشماوي فضيلة والممثل سمير بوعناني وكوكبة أخرى من الفنانين. وفي الاختتام تم توزيع جوائز تكريمية والوقوف وقفة تكريمية للمسرحي الراحل عبد القادر علولة و وقفة تكريمية أخرى للفنان القدير محمد أدار كما تمت قراءة التوصيات التي توصلت اليها اللجنة والتي ألقاها الأستاذ حمومي وهي التأكيد على برنامج مسرحي، إدخال الفن المسرحي في برامج التربية الوطنية، التأكيد على الشبكة البرامجية العربية لمؤسسات التعليم والتكوين المسرحيين المقررة في الورشات، تواصل الندوات كل سنتين في دولة أخرى من الدول العربية مع الحفاظ على وهران كمحطة من محطات التفكير في العالم العربي، وكذا تأسيس بنك معلومات في الوطن العربي، وفي الأخير قدمت كل من الدكتورة فرقاني جازية كلمة اختتامية و كذا الأستاذ حمومي أحمد و الأستاذة زقاي جميلة.وبعدها أعلنت العميدة السيدة مطاهري صفية اختتام الندوة الدولية حول التعليم والتكوين المسرحي في العالم العربي. إنطباعات بعض المشاركين في الندوة الدولية مدير المسرح الوطني أمحمد بن قطاف: الندوة متميزة، لفت انتباهي موضوعها والذي يشكل هاجس لنا كجزائريين وكعرب من حيث أهميته وعدم التطرق له، مسرور جدا بتواجدي بعروس البحر الأبيض المتوسط وهران ومسرور أكثر بحضوري إلى جامعة وهران التي أصبحت تعتبر قطب ومرجع للمسرح الجزائري وكذا سائر الفنون. وما أسرني أيضا وجود أساتذة همهم الوحيد إنجاح هذه الندوة سواء من حيث التنظيم أو الكم المعلوماتي ووجود ناس أفنوا عرقهم لخدمة المسرح في الجزائر.
الناقد والباحث المسرحي السوري أنور محمد : زرت الجزائر ستة مرات وهذه المرة الأولى التي حضرت فيها الى وهرانالمدينة العريقة التي احتضنت الكاتب العالمي صاحب رائعة الطاعون ألبير كامو Albert Camus وتمنيت زيارة مكان عيشه لكن ضيق الوقت وفق حاجزا أمام ذلك. أما فيما يخص الندوة فهي تؤسس لتحريك الفعل المسرحي وتقريبه من ذهنية الطالب وهي مبادرة علمية يرجع الفضل في تأسيسها لجامعة وهران وأعتقد أنها استطاعت أن تثير إشكاليات كثيرة فيما يعانيه ، فعلى التعليم والتكوين في العالم العربي التقدم إلى الأمام باعتبار أن القيادات السياسية العربية تزدري المسرح لأنه مصدر بلاء بالنسبة لها في حين أنه فعل إنساني يؤسس للمستقبل في تشكيل العقل العربي للنهوض بالأمة العربية من الركود الذي تعيش فيه منذ زمن طويل.
الدكتور عثمان جمال الدين الأستاذ بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا : لهذه الندوة أهمية كبيرة في مصير المسح في الوطن العربي من خلال دراسة التكوين وكيفية التلقي لمفاهيم المكون وهذه النقطة يفتقدها مسرح الوطن العربي لذلك أعتقد أن هذه الندوة كشفت عن الكثير من مشاكل التمثيل والكتابة النقدية. هذه الأوراق و المداخلات ينبغي أن تدون في كتاب للدراسات في معاهد الفنون المسرحية حتى يكون ذلك هو المعيار الحقيقي لدراسة نبض الحركة المسرحية في الوطن العربي. إن الاختلاف الكبير بين الحركة المسرحية في المشرق والمغرب من حيث المنابع والأصول تجعل التمازج بينهما رائع فالمشرق يتعايشون مع المسرح على أنه ذو النشأة المشرقية أما الدول المغربية فالمسرح فيها جزء من الحياة وتطور المسرح الآن يحتاج لخبرة المشرق ودراسة التجربة المغاربية، دون إهمال معايير العولمة من حيث الاستهلاك والانفتاح و عدم الخروج عن القيم حيث أن الدول العربية لا تزال متشبثة بالقيم والأصول العربية الضاربة جذورها في العراقة والأصالة