بهدف رصد واقع الممارسة المسرحية في الجامعات العربية، ومد جسور التواصل في مجالات المسرح ومهرجاناته، يحتضن قسم المسرح بجامعة وهران الندوة العربية الأولى حول موضوع “واقع المسرح الجامعي العربي وآفاقه” أيام 8، 9 و10 مارس المقبل، تجمع باحثين ونقاد وأكاديميين مسرحيين ممثلين لعشر دول عربية هي المغرب، تونس، مصر، عمان، الأردن، لبنان، الكويت، سوريا، السودان وقطر وأوضح لخضر منصوري، رئيس اللجنة العلمية، في تصريح ل” الفجر”، أن الهدف من هذه التظاهرة يكمن في دعم شبكة معاهد الفنون الدرامية في الوطن العربي المكلفة بالتحضير لأول طبعات المهرجان العربي للمسرح الجامعي الذي من المقرر أن تحتضنه مدينة فاس بالمغرب، مع اقتراح احتضان مدينة وهران لثاني طبعات المهرجان في 2012 في حال توفر الدعم الكافي لإنجاح مثل هذه التظاهرة - حسب المتحدث - لتنتقل فعاليات طبعاته المقبلة مستقبلا بين باقي الدول العربية في لقاء يسمح بتبادل الخبرات والتجارب بين الفرق المسرحية الجامعية العربية. وأضاف المتحدث أن المشتركين سيسعون، في إطار هذه الندوة كذلك، إلى التحضير لأرضية مشروع يسمح بتنسيق الجهود بين الجامعات العربية في مجال المسرح من خلال خلق مشروع “ليسانس” و”ماستر” موحد بين الدول العربية لطلبة الفنون الدرامية المسرحية. كما ستعرف هذه الندوة، حسب نفس المصدر، تقديم برنامج ثقافي على شرف المشتركين العرب والجزائريين من خلال تقديم عروض مسرحية على هامش الأيام العلمية من طرف الفرق الجامعية المشاركة، إلى جانب تنظيم عدد من المحاضرات التي ينشطها عدد من الباحثين والأكادميين . ويؤكد لخضر منصوري أن من رهانات الندوة محاولة إنشاء شبكة للتواصل بين مؤسسات التكوين المسرحي في العالم العربي بهدف تنسيق عملية التفكير المستمر في التكوين عبر توحيد البرامج والتدريبات للوصول إلى ممارسة مسرحية تستند إلى تكوين قوي بإجراء نوع من الرصد لمسارات وتجارب التكوين المسرحي في العالم العربي، ورصد مساراتها الأكاديمية والحرة، في سبيل الوصول إلى تكوين احترافي للمهنة. وبالتالي فإن الندوة ستتضمن محورين كبيرين تتفرع عنهما محاور صغرى، حيث سيحاول المحور الأول الاستجابة لفلسفة التكوين المسرحي في العالم العربي من خلال التطرق إلى الخصوصيات الممكنة للتكوين المسرحي في العالم العربي، وفلسفة التكوين في الأشكال الفرجوية التقليدية، إلى جانب تعليم المسرح في العالم العربي. أما المحور الثاني فسيتناول وضعيات التكوين المسرحي في العالم العربي من خلال التطرق إلى عدد من النقاط، على غرار الدروس المسرحية الجامعية والنقد المسرحي، برامج التكوين الفني بين الجامعة وبين معاهد وأكاديميات الفنون، التكوين المسرحي الحر، الورشات، وأخيرا تجربة مؤسسات التكوين الخاصة وبرامج الشراكة مع المؤسسات الدولية. كما تهدف الندوة التي يسعى القائمون عليها إلى الموازنة بين إقامة المهرجانات المسرحية وتنظيم مثل هذه الفعاليات الفكرية، إلى محاولة خلق شبكة للتواصل بين مؤسسات التكوين المسرحي في العالم العربي بهدف تنسيق عملية التفكير المستمر في التكوين عبر توحيد البرامج والتدريبات للوصول إلى ممارسة مسرحية تستند إلى تكوين قوي. كما يتوخى من جهة ثانية بناء جسور للتواصل بين مؤسسات التكوين المسرحي في العالم العربي في أفق تبادل الخبرات البيداغوجية وتوحيد برامج التكوين. وفي إطار برنامجها المسطر، كشف منصوري أنه من المقرر أن تشهد آخر أيام التظاهرة تكريم شخصيتين بارزتين في المسرح الجزائري، ويتعلق الأمر محمد آدار والراحل عبد القادر علولة، الذي يتزامن ذكرى اغتياله مع آخر أيام الندوة.