أكد المشاركون في الندوة الدولية حول التعليم والتكوين المسرحي بالعالم العربي التي افتتحت أشغالها يوم الثلاثاء بوهران على أهمية توحيد برامج التكوين والتعليم في هذ المجال الفني واستحداث أكاديمية للفنون في الوطن العربي. وأكدت الأستاذة فرقاني جازية من جامعة وهران أن المسرح في العالم العربي بحاجة الى "أكاديمية للفنون تعمل في ظل المؤسسة الجامعية لإيجاد توافق بين الجانبين النظري والمهني" مشيرة إلى أن الجزائر قامت بإدراج مادة المسرح انطلاقا من الطور الابتدائي وذلك لتحضير التلاميذ الذين لديهم رغبة التخصص في هذا المجال. ومن جهته يرى الدكتور سعيد الناجي من جامعة فاس (المغرب) أن التكوين المسرحي في العالم العربي يعرف "قطيعة" بين التكوينين "الجامعي المعتمد على النقد والتنظير" وذلك المقدم في "المعاهد المتخصصة ذو البعدين التقني والمهني مما يستوجب تأسيس تواصل بين الجانبين لترقية التكوين والتعليم في الفن الرابع". وقد انعكست هذه القطيعة على مستوى الممارسة المسرحية "حيث لم يستطع المسرح في العالم العربي تأسيس علاقة مباشرة بين الفرجة والعرض المسرحي" حسب نفس المتحدث. وبنظر السيد ناجي فإن التكوين والتعليم المسرحيين في العالم العربي "لم يواكبا التطورات الحاصلة في المسرح حيث يعتمد تكوين الطلبة سواء بالمعاهد العليا أو الجامعات على صناع المسرح العربي في سنوات الخمسينيات". كما سمحت أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء الذي سيتواصل إلى غاية يوم الخميس القادم بتقديم نبذه عن تاريخ المسرح الجزائري الذي انطلق ميدانيا منذ سنة 1921 مع إنشاء أول جمعية للآداب والتمثيل المسرحي بالجزائر ودور الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تطوير المسرح الجزائري حسبما ذكره الأستاذ عبد المالك مرتاض المختص في الأدب العربي. وأضاف في نفس السياق أن "كل مدرسة من مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانت تنتج مسرحيتين أو ثلاث خلال السنة" مبرزا إسهامات عدد من كانوا ينشطون بها في ميدان الكتابة المسرحية على غرار البشير الإبراهيمي وأحمد رضا حوحو وتوفيق المدني بعدما تعرض لمساهمة الأمير خالد في استقطاب الجمهور للعروض المسرحية. أما الأستاذ أحمد حمومي من جامعة وهران فقد تحدث عن رؤية قسم الفنون الدرامية لوهران لمسرح أكاديمي مقترحا التفكير في إنشاء معهد عالي للفنون الدرامية بالجزائر فيما أبرز الأستاذ رضا بوقديدة من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس مستقبل التعليم والتكوين المسرحي ببلاده ضمن مسار استقلالية الخطاب المسرحي. للإشارة فإن هذه الندوة يشرف على تنظيمها قسم الفنون الدرامية لجامعة وهران بحضور عدد من الأساتذة المختصين من الجزائر وبعض البلدان العربية حيث يتضمن برنامجها سلسلة من المحاضرات. كما تتناول ورشتين تمت فتحهما على هامش الأشغال موضوعي "مشروع الشبكة العربية للمؤسسات المسرحية الجامعية" و"برامج التكوين المسرحي الجامعي (ليسانس-ماستر)". وسيتم بمناسبة هذا اللقاء تكريم أحد أعمدة الفن الرابع الجزائري الراحل عبد القادر علولة وكذا الممثل والمخرج المسرحي محمد أدار.