تنظم مديرية المسرح لجامعة وهران ابتداء من الغد وعلى مدار أيام 9 ,8 و10مارس، ملتقى حول التكوين والتعليم المسرحي في العالم العربي، وهذا بمشاركة العديد من الباحثين من المغرب، تونس، عمان، الأردن، لبنان، الكويت، سوريا، السودان، قطر ومصر. كما سيتم في هذا الملتقى تكريم اسمين حلقا عاليا في سماء المسرح الجزائري، ألا وهما عبد القادر علولة ومحمد أدار، بالإضافة إلى تقديم عروض مسرحية على هامش فعاليات الملتقى التي ستدور حول محورين أساسيين هما: فلسفة التكوين المسرحي ووضعيات التكوين المسرحي في العالم العربي. وسيتم في محور فلسفة التكوين المسرحي في العالم العربي، دراسة النقاط التالية : خصوصيات ممكنة للتكوين المسرحي في العالم العربي، فلسفة التكوين في الأشكال الفرجوية التقليدية وتعليم المسرح في العالم العربي. أما في إطار محور وضعيات التكوين المسرحي في العالم العربي، فسيتم منقاشة المسائل التالية : الدرس المسرحي الجامعي والنقد المسرحي، برامج التكوين الفني بين الجامعة وبين معاهد وأكاديميات الفنون، التكوين المسرحي الحر والورشات والمحترفات وتجربة مؤسسات التكوين الخاصة وبرامج الشراكة مع المؤسسات الدولية. وستراهن الندوة، حسب بيان تلقته''المساء'' بقلم رئيس اللجنة العلمية السيّد لخضر منصوري، على محاولة ايجاد شبكة للتواصل بين مؤسسات التكوين المسرحي في العالم العربي، بهدف تنسيق عملية تفكير مستمر في التكوين وخلق ديداكتيك خاصة للمسرح العربي، عبر توحيد البرامج والتدريبات للوصول إلى ممارسة مسرحية مسنودة بتكوين قوي. وأضاف منصوري في كلمته التي كتبها حول الملتقى الذي تحتضنه جامعة وهران، أن محور التكوين والتعليم في المسرح العربي شاسع جدا، ومتضمن لقضايا لا تتعلق فقط بمناهج التكوين وطرقه الأكاديمية أو الشفوية، ولكنها تتصل بالمسرح العربي نفسه وبإنجازاته الإبداعية والنقدية، وبأشكال تَمثُّلِه النقدية. مستطردا أن التكوين المسرحي يعكس بصيغة أو بأخرى، طرح تساؤل عميق : هل فكرنا يوما في فلسفة ما للمسرح العربي أم لا؟ وإذا وجدت، فكيف تنظم أساليب تناقل وتعلم هذا المسرح؟ في ظل هذه الصورة - يستأنف منصوري قوله - '' يبدو أن من رهانات الندوة أولا إجراء نوع من الرصد لمسارات وتجارب التكوين المسرحي في العالم العربي، ورصد مساراتها الأكاديمية والحرة، أي تلك التي تراهن على تكوين احترافي للمهنة والأخرى التي يخلقها (عشق المسرح) دون مؤسسات تكوين، وإلى جانب ذلك، يمكن التساؤل عن أي فلسفة للتكوين في المسرح العربي وعن تفاعل التكوين مع تمثل المسرح العربي وإنجازاته''. بالمقابل، أكد منصوري أن هناك غياب شبه تام للتفكير في التكوين والتدريب والتعلم في المسرح العربي، مما يثير أسئلة كبيرة وعميقة حول طريقة تمثل العرب للممارسة المسرحية ولطرق تناقلها. ويستطرد أن لا احد يهتم بتعليمية المسرح العربي وبطرق التكوين فيه. وكذا بصيغ تناقل المعارف والمهارات المسرحية وبأساليب حماية الذاكرة المسرحية والجمالية في المسرح العربي. واعتبر منصوري أن لا أحد اهتم بالتفكير في وجود خصوصية ما للمسرح العربي التي تضمن التفكير في طرق تعليم وتناقل المعارف المسرحية، مما أدى إلى وجود فراغ كبير في ديداكتيك المسرح العربي وإغفال للتكوين المسرحي الأكاديمي وغيره من التفكير النقدي. وأكد المتحدث انه لم يتم أيضا إيجاد طرق تناقل الأشكال الفرجوية الشعبية والبحث عن علاقتها بالفن الرابع، ولا عن طرق استمرارها وتناقل مهاراتها ونصوصها والتي كانت بالضرورة طرقا للتناقل والتكوين الشفوي البعيد عن التكوين الأكاديمي. وأضاف انه في مسيرة المسرح العربي الحديث توازت، مجددا، سيرورتان: سيروة تكوين أكاديمي تمثلت في التكوينات المسرحية والفنية التي تقدم في الجامعات والمعاهد المسرحية، وسيرورة تكوين حر، أو عصامي، تمثل في طرق وأساليب تناقل المعارف المسرحية بين أجيال الممارسين، داخل فرق الهواة والمسارح الشبابية. ولا بد من مقاربة السيرورتين، والكشف عن خصوصية التكوينات فيهما. ورغم ذلك - يضيف المتحدث - لا يمكن الادعاء بأن هاتين السيرورتين منسجمتين تماما، فداخل مسار التكوين الأكاديمي يمكن تبين خطين : خط التكوين المسرحي الجامعي، والذي اعتبر المسرح في لحظة من اللحظات، مادة أدبية، قبل بروز تخصصات جديدة في الدراسات العليا تقدم تكوينا مسرحيا في مجالات الدراماتورجيا والنقد ونظريات المسرح وتاريخه؛ وخط التكوين الفني والمهني المتمثل في المعاهد المسرحية ومعاهد وكليات الفنون، والتي تقدم تكوينات في التمثيل والسينوغرافيا وغيرها من المهارات المسرحية.