يعتقد المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة أن تجميع كل لاعبيه في تربص مركز كوفرتشيانولمدة قد تصل إلى 15 يوما سيكون له أثر إيجابي على آداء التشكيلة أمام المنتخب المغربي يوم 4 جوان بمدينة الدارالبيضاء، ورغم اعترافه بصعوبة المهمة خاصة وأن أغلب المحترفين سيلتحقون مباشرة بالتربص مع نهاية البطولات التي ينشطون بها مما يعني أنهم سيعانون من الإرهاق، إلا أنه يعول كثيرا على الروح القتالية ورفع التحدي خاصة وأنهم يدركون جيدا أنها آخر فرصة لهم كما أن الفوز المحقق في عنابة لن يكون له أي معنى في حال الفشل في تحقيق نتيجة إيجابية في المغرب، وقال أن عامل الوقت مهم جدا، فلا يمكن، حسبه، تحسين الآداء الجماعي بلاعبين لا يلتقون معا في معسكر واحد سوى مرة واحدة في الأربعة أشهر، وبالتالي فهو يرى أن المكوث في إيطاليا قرابة 15 يوما سيكون له انعكاس إيجابي على الأداء الجماعي والانسجام لا سيما مع عودة أغلب ركائز المنتخب. مركز كوفرتشيانو هو الأفضل من ناحية توفير الهدوء والتركيز هذا وقد حظي قرار المدرب بن شيخة بإجراء التربص الخاص بمباراة العودة أمام المنتخب المغربي في أوروبا بإجماع كل الأطراف الفاعلة لا سيما الفاف، حيث أكد أنه وبعد المشاكل الكثيرة التي واجهها مع الأنصار في عنابة قبل مواجهة 27 مارس الماضي جعلته يرفض التحضير بالجزائر وذلك لإبعاد اللاعبين عن الضغط، ومن المتوقع أن يتم المعسكر في مركز كوفرتشيانو بمدينة فلورنسيا الإيطالية، إذ سبق للخضر بقيادة سعدان التربص فيه تحضيرا لمباراة الجولة الأخيرة لتصفيات المونديال أمام المنتخب المصري، وقد نال المركز إعجاب الجميع لما يتوفر عليه من إمكانيات ضخمة وكل ظروف العمل، غير أن هناك رأيا آخر داخل هيئة روراوة اقترح إجراء التربص بفرنسا نظرا لكون مركز كوفرتشيانو مكلفا جدا، لكن المدرب بن شيخة وقع اختياره على هذا الأخير، وقد أكد أن أهمية المباراة القادمة أمام أسود الأطلس ترغمه على نقل التربص إلى خارج الجزائر من أجل المحافظة على الأقل على المعنويات المرتفعة للاعبين وجعلهم يحضرون في تركيز تام بعيدا عن أعين وضغوط الأنصار، ويعتقد أن المحاسن التي يتوفر عليها المركز الإيطالي تساعد أشباله على التحضير الجيد خاصة وأنه القبلة المفضلة للمنتخب الإيطالي لإجراء تربصه قبل المباريات المصيرية، وقد قرر بن شيخة تجميع لاعبيه على دفعات، إذ سينضم المحليون أولا إلى المعسكر ثم المحترفون المنتهية بطولاتهم، وتبين أن آخر العناصر التي يرجَح أن تنضم، هم المحترفون في الدوري الإيطالي على ذكر حسن يبدة، عبد القادر غزال وجمال مصباح، حيث أن نهاية البطولات الأوروبية ستكون أواسط شهر ماي المقبل، وهوما يتيح للمدرب إمكانية الاستفادة من معسكر الخضر المغلق الذي قد تتخلله مباريات ودية .
بن شيخة مرتاح لتألق المحترفين مع أنديتهم ويشهد محترفو الخضر تألقا كبيرا في مختلف البطولات الأوروبية مما سيساعد المدرب بن شيخة على اختيار أحسن العناصر لمواجهة المغرب براحة تامة، حيث ساهم حسان يبدة في فوز فريقه نابولي في مباراته المهمة ضد لازيو روما بأربعة أهداف لثلاثة ليرتقي بفريقه إلى المركز الثاني خلف ميلان المتصدر بفارق ثلاث نقاط فقط ولعب يبدة ضمن التشكيلة الأساسية قبل أن يستبدله المدرب في الدقائق الخمس الأخيرة، وكان للمهاجم عبد القادر غزال دور كبير في عودة ناديه باري بانتصار ثمين من بارما بهدفين لصفر منعشا آماله في البقاء، وهي الهزيمة التي عجلت برحيل المدرب مارينوباسكوالي، وقد لعب غزال المباراة كاملة ولقي إشادة كبيرة من قبل الصحافة الإيطالية التي وصفته بقلب الأسد الذي لا يتعب ، وبدوره قاد الظهير الأيسر جمال مصباح ناديه ليتشي إلى تحقيق نتيجة هامة بفوزه على اودينيزي، وهو أحد الأندية التي تنافس على لقب الدوري الايطالي، بهدفين لواحد وقدم مصباح أداء قويا في المباراة على مستوى الدفاع لتزداد حظوظ ليتشي في تفادي السقوط بعد هذا الفوز. جبور يسجل السادس ومطمور، قادير، وبوزيد يستعيدون المنافسة وفي الدوري الإسباني تألق متوسط ميدان المنتخب الجزائري مدحي لحسن رفقة فريقه راسينغ سانتندير وعاد بالزاد كاملا أمام اسبانيول برشلونة بهدف لصفر في مباراة قدم فيها لحسن كرات هامة للمهاجمين وكسر عدة هجمات للاسبانيول وكان على وشك التسجيل في مرمى الكاميروني كاميني، وفي اليونان يواصل رفيق جبور ممارسة هوايته المفضلة وهي تسجيل الأهداف مع ناديه اولمبياكوس الذي ضمن التتويج بلقب الدوري قبل أسابيع من نهاية الموسم، حيث سجل جبور هدفه السادس في مرمى نادي كافالا الذي يلعب له مواطنه جمال عبدون ليفوز ناديه بهدفين لواحد، ولكن الأمر الذي يبقى محيرا هو عدم قدرة جبور على تقديم نفس الآداء مع المنتخب الوطني إذ يواصل صومه عن التهديف. ومن جهتهم، تمكن كل من مدافع هارتس الأسكتلندي اسماعيل بوزيد، مهاجم بوريسيا مانشنغلادباخ الألماني كريم مطمور ومدافع فالانسيان الفرنسي فؤاد قادير من العودة إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل وهو مؤشر إيجابي لعودتهم الوشيكة إلى تشكيلة الخضر.