ليست سمكة أفريلية بل واقعة سيسجلها تاريخ المسؤولية لدينا من ذهب " مير" يستقيل، والإستقالة لدى المسؤولين لدينا من أكبر مسؤول إلى أصغرهم لا تخطر على بالهم ولو احترقت البلاد بالعباد، ولكن "مير" بوفاريك استقال من منصبه، وربما كان على وكالات الأنباء العالمية نقل هذا الخبر العاجل ونشره في كبريات الجرائد الدولية، ولكن حضرة "المير" لم يستقل لأن المواطنين والمواطنات اعتصموا في ساحة "التحرير" ببوفاريك، ولكن حضرته احتج على عدم وجود الأمن بعد قائمة السكنات الموزعة، حيث كاد الناس يفتكون به بعدما هجموا عليه في مكتبه والبوليس حسبه "شاهد مشفش حاجة"، ولأنه حين هجم الناس عليه مرت عليه حياته مثل شريط سينمائي، منذ كان لا "أحد" إلى اليوم الذي صار فيه "أحدا من المسؤولين" وصار "ميرا" يوزع السكنات ولا يهم توزيعها إن كان بالعدل المبين أو بالظلم المشين، وشاهد أيضا قبره وحضر جنازته، ورأى حتى كيف غسل وكفن، لهذا استقال سعادة المير قبل أن يحدث ذلك فعلا في التوزيع القادم للسكنات في ظل غياب "البوليس" الذي يحرسه ويحميه من فصيلته التي تأويه. وبين هذا وذاك، المهم أن ثمة مسؤول عندنا استقال، حتى ولو كان بحجم "مير" مرفوعة عنه الصلاحيات، ووظيفته القيام ببعض الشؤون التي لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئا، وربما في مناقشة قانون البلدية سيطالب "أميارنا" بحرس خاص "بودي ڤارد" يحيطونه من كل جانب وقناصة يراقبون محيط "المير" على بعد ألف متر، وتوقف حركة السير حين يمر "المير" مثله مثل الوزير، هكذا لن يستقيل "المير" ويحفظ التقاليد، أما اليوم فعلينا أن نفرح ف "المير" استقال يا ناس ولا تقول لي أني أحلم.