شكل نظام السقي التقليدي المعروف ب "الفقارة" موضوع الملتقى الدولي الذي افتتحت أشغاله أول أمس بأدرار، للسماح للمشاركين إلى النظر في واقع هذا النظام وإبراز أهميته والبت في الأخطار التي تهدده مع إيجاد حلول مناسبة لحمايته من الاتلاف. ويشارك في هذا الملتقى الدولي الذي تتواصل أشغاله على مدار ثلاثة أيام ممثل عن المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وعدد من الخبراء والمختصين في مجال المياه من داخل وخارج الوطن. ويهدف هذا اللقاء الدولي من تنظيم وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الصحراء (ورقلة) إلى تشريح واقع الفقارة بأدرار وإبراز أهميتها الحضارية والإقتصادية والأخطار التي تهددها وبحث السبل الكفيلة بحمايتها والحفاظ على هذا النظام التقليدي في الري كما أكد المنظمون. وقدم المدير العام لوكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الصحراء بورقلة نبذة عن هذه الهيئة التي أنشئت سنة 1996 ومهامها التي تتمحور حول إنجاز كل المهام التي تضمن التسيير الداخلي للموارد المائية داخل الحوض الهيدروغرافي. ويسمح هذا اللقاء بجمع الخبراء المحليين والأجانب العاملين في الميدان حول موضوع نظم تجنيد المياه بطرق تقليدية متمثلة في نظام الفقارة التي تشتهر به عدة مناطق بالجنوب الجزائري. وأكد بالمناسبة "أن هذه المشاركة ستكون فرصة لعرض نتائج البحوث المسجلة في البلدان الأخرى والتي يمكن من خلالها الحفاظ على هذا النموذج المائي والثقافي المتجسد منذ القدم" كما أوضح السيد خضراوي عبد الرحمان. وبدوره، أكد ممثل اليونسكوالسيد ألكسندر أوتي في مداخلته " أن الماء يعد من أكبر القضايا الحساسة في الوقت الراهن وأن هناك 800 مليون شخص في العالم يفتقدون للماء وأكثر من ملياري شخص لا يتوفرون على شبكة الصرف الصحي كما أن 5 ملايين شخصا يموتون سنويا عبر العالم بسبب عدم توفر المياه". وأضاف السيد أوتي "أن العالم أمام تحد كبير لحل تفاقم أزمة المياه حيث سطرت منظمة اليونسكوعدة برامج لربط بعض المجمعات السكنية بشبكات المياه بالتنسيق مع الجمعيات المحلية ضمن برنامج استمر طيلة 35 سنة إضافة إلى برامج تكوينية لمهندسين بهولندا" قبل أن يستعرض جانبا من تجربة المنظمة الأممية في مجال إعادة الاعتبار لإحدى الفقاقير بإيران. وفي كلمته الافتتاحية لأشغال هذا اللقاء الدولي ثمن والي أدرار بدوره مثل هذه اللقاءات التي " تعود بالنفع العام على مختلف القطاعات من خلال بحث سبل ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية والحفاظ عليها" مشددا في نفس السياق "على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى للتوصيات التي ستتوج هذه الأشغال لما ستكون لها من مساهمة مباشرة في إيجاد الحلول المناسبة للانشغالات المطروحة". ومن جهته، اعتبر السيد باحموعبد الله أحد المزارعين ومستخدمي نظام الفقارات بدائرة فنوغيل "أن الملتقى يعد مكسبا لنظام الفقارة من شأنه أن يساهم في تحقيق التفاته فعالة تجاه نظام الفقارة بالمنطقة بما يمكن من إنقاذ هذا الموروث الحضاري والاقتصادي من الأخطار التي تهدده" مثمنا في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال من خلال تخصيص مشاريع هامة للصيانة والترميم شجعت الفلاحين على الاستمرار في مزاولة نشاطهم الفلاحي بالواحات والبساتين. ويرى بدوره السيد الحاج محمد أحد فلاحي المنطقة أيضا أن هذا النظام التقليدي الذي تشتهر به المنطقة "بحاجة ماسة إلى صيانة خاصة في ظل عزوف الشباب عن ممارسة أشغال الصيانة مقارنة بالحقب الماضية مما يتطلب تقديم محفزات أكبر في هذا المجال". هذا وألقيت خلال هذه الجلسة الإفتتاحية عدة مداخلات تركزت حول " نتائج دراسات نظام التسيير المتكامل على الفقارة" و"تطبيق طرق وتكنولوجيات حديثة لترميم النظام التقليدي" و"تاريخ التركيبات الهيدروغرافية بجمهورية إيران" و" تقنيات الماء الحديثة" و"التراث الثقافي من أجل المستقبل". للإشارة فإن الملتقى الدولي حول الفقارة يعرف مشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين من الوطن ومن دول إيطاليا والمغرب وإيران واليابان وفرنسا.