فجر رئيس الاتحادية الجزائرية للخبازين الجزائريين، حميد كالافات، قنابل من العيار الثقيل وفضائح لا يمكن التمادي في الصموت عنها، خصوصا وأنها ترتبط بالغذاء اليومي للجزائريين، وهي مادة الخبز، وهذا عندما تحدث عن وجود مخابز تستغل أقبية العمارات و"السقيفات" ودكاكين سرية مهجورة لتصنيع الخبز ليلا وتسويقه لتجار الأرصفة في الساعات الأولى قبل طلوع الفجر. وقال ذات المسؤول إن هذه العصابات وعلاوة على الأمكنة النتنة التي تعمل فيها تعمد أيضا للغش في الوزن واستخدام الملح الخالي من اليود ومحسنات العجائن تحمل مواد مسرطنة. وقال كالافات إن السلطات العمومية مطالبة بتجنيد أعوان المراقبة للعمل حتى ليلا، بدليل أن كل ورشات التصنيع السرية أصبحت تعمل بداية من الثامنة مساء حتى الخامسة فجرا لتفادي أعين الرقابة والفضوليين. وقال رئيس الاتحادية الجزائرية للخبازين الجزائريين، السيد حميد كالافات، إن 50 بالمائة من الخبز المتداول حاليا في السوق الاستهلاكية يباع على الرصيف، مؤكدا أن مصدره ليس فقط الخبازين النظاميين، بل أيضا من هذه المخابز السرية التي تعمل تحت الأرض وهي مجهزة ب "أفران الروتاتيف" والمعاجن الآلية وتعمد للغش في وزن الخبز وتستخدم أردأ أنواع الفرينة والخمائر الغذائية، وأيضا محسنات الخبز بينت التحليلات التي أجريت على عينات كثيرة منها في وقت سابق، أنها تحمل مواد مسرطنة. وقال ذات المسؤول في تصريح لقناة المتيجة الإذاعية، إنه في الوقت الذي أوقفت فيه وزارات الصحة في كل بلدان الاتحاد الأوروبي العمل بمخابز الروتاتيف "المخابز الكهربائية"، وأيضا المحسنات الكيمائية للخبز بعد أن تبين أنها مضرة بالصحة، أصبحت تعمد إلى تصدير هذه المنتجات إلى دول العالم الثالث، ومنها الجزائر على اعتبار أن مركبات تصنيعها ما تزال قائمة ونشطة بشكل كبير. أسعار الخبز غير موحدة وتتراوح ما بين 7.5 دج و12 دج وبخصوص الخبازين النظاميين، قال السيد كالافات إن عددا كبيرا منهم لا يحترمون التسعيرة، مؤكدا أن سعر الخبز بات "سعرا حرا" كغيره من أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى، بخلاف خطاب الحكومة التي تردد في كل مناسبة أنها تحرص على دعم أسعار السلع الأساسية، وهي التي تحددها. وفي هذا الصدد، أورد ذات المتحدث أمثلة عديدة قائلا: "صادفت وجود مخبرتين في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة، لا تبعد الواحدة عن الأخرى سوى ب 150 مترا، وجدت أن سعر الخبز العادي لدى المخبزة الأولى محدد ب 7.5 دج ولدى الثانية 8.5 دج". كما يصل سعر الخبز لدى مخابز أخرى في المدن الكبرى، إلى 10 دينار، والمحسن منه الذي لا يحمل سوى حبيبات فقط من مادة "السانوج"، يسوق بسعر 12 دج.. "هذه الفوضى يقول السيد كالافات تستدعي تدخل المصالح المكلفة بالرقابة بشكل عاجل من أجل حماية المنتوج الاستهلاكي الأول للجزائريين". اتفاقية اتحادية الخبازين مع "أينا سال" خطوة لتطهير القطاع من المتطفلين وبمثل ما تستخدم المخابز السرية التي تحدثنا عنها آنفا الملح الخالي من مادة اليود، نجد أيضا عددا من المخابز النظامية تستخدم هدا النوع من الملح الخطير جدا على الصحة العمومية وذلك استنادا إلى حصائل عمل مصالح المراقبة التي قامت بتشميع العديد من المخابز خلال سنتي 2008 و2009 بسبب استخدامها ملحا خال من مادة اليود تقتنيه من شركات تصنيع الملح هي بدورها "شركات تجارية" تحمل سجلات مزورة. وفي هدا الصدد، قال السيد كالافات إن الاتحادية وقعت قبل حوالي شهرين على اتفاقية مع المؤسسة الوطنية لملح " إيناسال " ومقرها بولاية قسنطينة لتزويد المخابز بالملح المعالج بمادة اليود وتنص الاتفاقية على تعبئة المنتوج في أكياس من 10 إلى 25 كلغ يكتب عليها عبارة "خاص بالخبازين". وقال كالافات أن العمل بالاتفاقية جار حاليا والهدف منها قطع الطريق أمام الممونين المحتالين وأي خباز لا يظهر الكيس المنتج من طرف المؤسسة الوطنية للملح خلال تدخلات المراقبة يتعرض للغلق والغرامات المالية. لماذا تتماطل السلطات في استئصال ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة؟ وبشأن ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة والساحات العمومية والأسواق الفوضوية، قال السيد كالافات إن هذه المهمة هي من صميم صلاحيات مصالح المراقبة، سواء على مستوى وزارة التجارة أو الجماعات المحلية، مؤكدا أن الوعيد الذي أطلقته وزارة التجارة منذ عهدة الوزير الأسبق للقطاع الهاشمي جعبوب لا نلمسه في الواقع بل بالعكس تجارة الخبز على الرصيف اتسعت أكثر لتشمل مساحات إضافية. ويتساءل السيد كالافات عن الأسباب التي تقف وراء تماطل السلطات في استئصال هذا الورم الخبيث الذي يتهدد صحة الجزائريين. وفي الأخير، دعا المتحدث كافة الخبازين للتجند وفتح قنوات حوار فيما بينهم من أجل وضع حد للطفيليين الذين شوهوا سمعة الخباز ومهنة الخبازة في البلاد. الجزائريون يستهلكون 49 مليون خبزة يوميا وفي آخر إحصاء قامت به الاتحادية لخبازين الجزائريين قال السيد كالافات، إن الجزائريين يستهلكون 49 مليون خبزة يوميا أي 3 أضعاف ما يستهلكه الفرنسيون وضعفي ما يستهلكه الأتراك، مؤكدا أن هذا الرقم كبير جدا، داعيا إلى تغيير ثقافة الاستهلاك الغدائي في البلاد التي صنفت مؤخرا من طرف المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "فاو"في المرتبة الرابعة عالميا من حيث استهلاك مادة الخبز.