اعتقلت السلطات اليمنية العشرات من الضباط والجنود، ممن انضموا للمحتجين المناهضين للحكومة، في محاولة لوقف نزيف الانشقاقات في المؤسسة العسكرية، فيما قتل عشرون جنديا يمنيا خلال 24 ساعة في عدة هجمات شنها مجهولون وبعض عناصر القاعدة. ونقلت وسائل إعلامية بريطانية عن مصادر عسكرية، لم تكشف عن هويتها، أن الاعتقالات شملت عددا من كبار الضباط وعشرات الجنود. وأضافت المصادر ذاتها، أن هذه الاعتقالات، جاءت عقب تظاهرة الثلاثاء ضد صالح قام بها عسكريون في قاعدة "عند" الجوية في محافظة لحج جنوبي البلاد". وتأتي هذه الاعتقالات في وقت اعلن فيه صالح موافقته المشروطة على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة. وكانت مسيرات حاشدة، انطلقت في 16 مدينة يمنية للمطالبة برحيل النظام بينما تجمع مئات الآلاف في صنعاء تأييدا للرئيس صالح. وفي المقابل خرج الآلاف عقب صلاة الجمعة بمدينة المكلا في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة انطلقت من ساحة التغيير بكورنيش المكلا استجابة لدعوة وجهها شباب التغيير بحضرموت المعتصمون بالساحة منذ أكثر من ستة أسابيع. وكانت المسيرة قد انطلقت من ساحة التغيير بكورنيش المكلا مرورا بالشارع العام حتى مجسم سدة المكلا مرددين هتافات تنادي بالرحيل الفوري لصالح ونظامه. يشار الى ان اليمن يشهد،حيث تسيطر القبائل المدججة بالسلاح على عدة مناطق, حركة احتجاجية مستمرة منذ نهاية جانفي الماضي تطالب بتنحي الرئيس صالح. وبقي الحرس الجمهوري بقيادة احمد علي صالح مواليا للرئيس الذي خسر دعم قسم من الجيش وعدد من القبائل النافذة ومن رجال الدين. فيما تواجه السلطة حركة انشقاقية في الجنوب، بينما ينشط عناصر من القاعدة المتجذرة في اليمن. ومن جانبه أكد صالح تمسكه ب"شرعيته الدستورية" امس الأول، الا أنه تعهد ايضا "التعامل بايجابية" مع الخطة الخليجية.معربا عن ترحيبه بمبادرة وزراء المجلس، متعهدا بالتعامل معها بايجابية وفي اطار دستور اليمن، على حد قوله . من جهتهم أبدى المتظاهرون اليمنيون شكوكهم بشأن الخطة الخليجية الأخيرة التي تستهدف منع انزلاق الدولة إلى مزيد من العنف والفوضى.فيما تخشى دول الخليج والدول الغربية المتحالفة مع صالح منذ فترة طويلة من أن الفوضى في اليمن قد تتيح المزيد من الفرص لمتشددي القاعدة.